انعكس قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز بعودة السفير أحمد قطان للقاهرة على رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني وكافة أعضاء الوفد الشعبي والبرلماني . فالابتسامة لم تفارق وجه الكتاتني لتلمسه مدى الاهتمام السعودي بهذه الزيارة مما يؤكد مكانة وعظمة مصر وشعبها وسط أشقائها العرب . بوابة "أخبار اليوم " التقت الكتاتني وأجرت معه حوارا سريعا داخل القاعة الملكية بقاعدة الرياض الجوية قبيل مغادرته العاصمة السعودية الرياض . قمتم بزيارة إلى الرياض وقوبلتم بحفاوة واهتمام من كافة القيادات السعودية .. ما هو واقع هذه الزيارة عليكم وعلى الوفد المصري .. وهل أتت بثمارها ؟ نعم قوبلنا بحفاوة وتقدير وأعتقد أنه ليس للوفد فقط ولكن تقديرا لمصر بأكملها وعظيم مكانتها لدى أشقائها السعوديين، وقد أثلج صدورنا قرار الملك بعودة السفير السعودي إلى القاهرة واستئناف العمل في السفارة السعودية والقنصلية في الإسكندرية والسويس. هذه الزيارة للوفد الشعبي البرلماني المصري هدفها أن يعبر عن مشاعر مصر تجاه الأشقاء السعوديين والتأكيد على أن العلاقات السعودية المصرية متينة وقوية وتاريخية لا يهزها حادث هنا أو هناك.وأن عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين لا يمكن أن تتأثر، ومصر بعد الثورة تريد أن تكون علاقاتها مع شقيقتها السعودية علاقات أعمق وأكبر وأفضل مما كانت عليه وإن كانت العلاقات حتى قبل الثورة جيدة بالمقارنة بغيرها من الدول أخرى وإنما نتطلع لعلاقات أفضل. ما رأيكم في أن هناك أيادي خارجية وراء تعكير العلاقات بين مصر والسعودية ؟ ليس لدينا دليل قطعي وفي الوقت نفسه لا أستبعد أن وراء ما يحدث في العالم العربي من محاولات للقطيعة أيادي خارجية، وقد يكون هناك من يريد تعكير صفو العلاقات بين مصر والسعودية، وبالتأكيد الفرقة والانقسام لا تأتي بخير. والمنطقة العربية وما تملكه من إمكانيات وقيادات قادرة على أن يكون لها وضع متميز في الخارطة العالمية. كيف ترى الطريقة المثلى لبناء علاقات متينة وقوية بين مصر وكافة الدول ؟ كل الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير يريد بناء علاقات على نهج جديد لا يسمح أن تهان كرامته ولا يريد إهانة الآخرين، نحن نريد علاقات متوازنة ولا نريد تعكير صفو العلاقات مع أي دولة من الدول. ما هو السبيل نحو عودة مصر لمكانتها وريادتها في المنطقة ؟ مصر بعد الثورة لابد أن تعود لريادتها وقيادتها العربية ولن يتأتي ذلك إلا إذا كانت نظرتنا لدول الجوار ودول المنطقة تقوم على الاحترام حتى نستطيع أن نقود العالم العربي مرة أخرى. هل أخذت قضية أحمد الجيزاوي حيزا من مناقشاتكم ومباحثاتكم مع المسؤولين السعوديين ؟ لم نتطرق لهذه التفاصيل فهي تأتي من قبل المتخصصين من الطرفين فهذه الزيارة رمزية لفتح الطريق لمتخذي القرارات من البلدين لإنهاء قصة الجيزاوي. وماذا عن ملف المعتقلين المصريين الذي بذلت فيه سفارتنا بالرياض جهدا كبيرا وتراجع أعداد المعتقلين من 120 شخص إلى 28 شخصا ؟ هناك ملف معقد لمعتقلين مصريين في المملكة وكذلك لمعتقلين سعوديين في مصر أو محكوم عليهم هذا الملف تم مناقشته مع السفير السعودي أحمد قطان منذ نحو شهر وهناك لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب تناقش هذه الملفات لأن بعض الملفات لها سنوات وآن الأوان لإنهاء هذه الملفات المعقدة. وبعد هذه الزيارة أنا مستبشر خيرا بأن كل الملفات العالقة ستنتهي. كيف رأيت المشهد في العباسية وأنت خارج حدود الوطن ؟ مع إقرارنا بحرية التظاهر والتعبير عن الرأي لابد أن تكون في المكان المناسب والطريقة المناسبة حتى لا تعطل مصالح الناس، إن أبنائنا المعتصمون حتى لو اعتصموا في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ لا يجب أن يقتلوا أو تسيل دمائهم، يجب على الأمن بوزارة الداخلية والقوات المسلحة أن يؤمنوا هؤلاء . وما هو الحل لمثل هذه المظاهرات والاعتصامات القائمة في المكان والزمان غير المناسبين ؟ نريد من المسؤولين الاستماع لمطالب المعتصمين والعمل على تلبيتها حتى تسير العملية الانتقالية التي نأمل أن تنتهي نهاية يونيو المقبل، كما يجب الاستماع لشكواهم ويعودوا بالحسنى من العباسية إلى التحرير لأن العباسية مكتظة بالسكان وشريان رئيسي من مصر الجديدة ومدينة نصر إلى وسط القاهرة قد تأتي الاختناقات بشكل عكسي على المتظاهرين بسبب تعطل مصالح الناس. ما هي أسباب اعتصامات ميدان العباسية ؟ الاعتصام في العباسية لبعض الفصائل غير المطمئنة من نتائج المادة 28 من الدستور التي أعطت حصانة مطلقة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية ، ولا يمكن أن يكون رئيس المحكمة الدستورية العليا هو رئيس اللجنة العليا للانتخابات الناس يريدون انتخابات بضمانات حقيقية ، وانتخابات الرئاسة أغلب الظن ستكون في موعدها المحدد 23 و24 من الشهر الجاري. كيف ترى الواقع في مصر مع تعدد الاحتجاجات والاعتصامات في البلاد؟ رغم الصخب الداوي إلا أن الأمور في مصر تسير في مسارها الصحيح، ولا ننسى أنه كان لدينا نظام مستبد لمدة 30 عاماً، ولا يستطيع أحد أن يعبر عن نفسه بحرية. والحالة الثورية.. نتيجة طبيعية فالناس خلال ثلاثين سنة لم تكن تعبر بحرية عن أي شيء، والناس لديها الآن حرية التعبير مكفولة، وما يحدث ظاهرة صحية ما لم يتحول الأمر إلى اقتتال داخلي أو حرب أهلية. فالتعبير عن الرأي بأي وسيلة خاصة بعد الثورة التي تعتبر من أقل الثورات العربية التي سقط فيها ضحايا وقتلى أنا أتصور أن هذا الأمر سيستقر وسيعود لطبيعته بعد الانتخابات الرئاسية، ووضع دستور جديد وانتهاء المرحلة الانتقالية. كيف تنظر إلى حالة الانفلات الإعلامي التي تشهدها البلاد ؟ بعض وسائل الإعلام تقوم بدور غير مسؤول بنقل رسائل غير حقيقية عما يدور في الداخل، والبعض يعاني من الإعلام ورسائله في هذه المرحلة الحرجة في البلاد. هل تفكرون في إيجاد تشريعات لضبط الإيقاع الإعلامي في المرحلة المقبلة ؟ الإعلام يحتاج إلى ضوابط تشريعية وقانونية تكفل حريته وكذلك تضمن نقل الحقائق، وإننا في مجلس الشعب سنعيد النظر في كافة القوانين الموجود حاليا لتتناسب مع مرحلة ما بعد الثورة.