الإنفصال أمر شائع في كل بلدان العالم.. قد يأتي بعد علاقة عاطفية .. خطبة .. أو حتى زواج .. إلا أن نهاية الانفصال هي الأساس لنمط الحياة بعده. وتختلف طرق الانفصال، فمنها ما يتم بأخلاق وبتفهم من كلا الطرفين أن أحدهما أو كلاهما لا يريد الاستمرار ليس لأن أحدهما كره الآخر، وإنما لاحترام كل منهما للآخر، أو أن يرى أحدهما أو كلاهما أن الانفصال لا يمكن أن يتم سوى بخلاف أو لأن أحدهما أساء للأخر. وتتعدد السلوكيات التي تمارس حال الانفصال، منها الصمت الذي يلازم الشخص، أو الميل إلى الانفعال إما لرفض الأمر أو لمشاكل أدت للانفصال، بالإضافة إلى إسقاطات البعض على الطرف الآخر للظهور أمام الآخرين بأنه لم يعد يهتم لأمر الطرف الآخر. ويستقبل الطرف الآخر هذه السلوكيات إما بالصمت، أو بالرد بنفس الشكل، أو اللجوء إلى العقل والهدوء الذي يمده بالتصرف بأفضل الأساليب، حتى يظل يتعامل باحترام وحب وتقدير للموقف ومشاعر الآخر مهما فعل. وقالت استشاري العلاقات الإنسانية والأسرية أمل زكي، إننا نفتقد كمجتمعات عربية ثقافة الانفصال مع وجود احترام وود لعدة أسباب، منها: تأثر كل طرف بثقافة تربوية من الآباء والأمهات منذ الصغر، بأنه من الواجب انتهاء العلاقات بشكل سيء حتى لا تعود مرة أخرى أو تؤثر على كل طرف في تكملة مشوار حياته. وأضافت أن أحد الأسباب أيضا التأثر بالإعلام كالأفلام وما يصوره بعضها من التشويه للطرف الآخر، بقصد الاستحواذ على حب الأبناء والظهور أمامهم بمظهر الضحية لنيل المزيد من حبهم وودهم، وقد يكون السبب رغبة أحد الطرفين الهروب من مسؤولية إنه جزء من الموقف، فيبدأ بالإسراع في الكلام السلبي عن الطرف الآخر متصدرا هو بذلك دور "ملاك العلاقة". وأشارت إلى أن الطرف الذي يقع عليه الضرر النفسي الأكبر من الطرف الآخر، أحيانا يصل به الأمر إلى حد الانتقام. وقدمت زكي بعض النصائح التي قد تكون سببا في الانفصال باحترام، مستشهدة بقوله تعالى "وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ "، قائلة :"لا يجوز لأي طرف تشويه سمعة الآخر أو التقليل منه أمام معارفه أو الأبناء إن وجد، فكما تدين تدان، فإذا شوهت سمعة غيرك فسيكون يوما بحياتك من يؤذي مشاعرك ويشوه سمعتك". ولفتت إلى أنه إذا وجد شخص نفسه متأثر بجرح الانفصال بشكل يعوق حياته ويؤثر عليه سلبيا فتزداد لديه مشاعر الانتقام والكره، عليه الذهاب إلى متخصص يرشده إلى طرق التعامل السليم مع ذلك حتى يقلل من ضغطه النفسي ويستطيع البدء في حياة من جديد، ووقتها سيكون منشغلا بالحياة ومباهجها متناسيا الطرف الآخر أو الانتقام منه. وقالت أمل زكي:" لابد أن نعي جميعا أن الخطأ نسبي ومختلف من شخص لآخر، فعلينا الإيمان والتصديق بأنه وإذا ما أفقدتنا الحياة شيء حتما سيعوضنا الله بما هو أفضل".