الرومانسية مهارة لدي الرجل والمرأة, فليست المرأة وحدها المعنية بذلك لكونها حنونة بطبعها, ولكن يجب علي الرجل أن يجيد تلك المهارة ويعرف كيف يصل إلي قلب زوجته , فيجعلها أميرة في بيتها من خلال تعامله معها, فالرومانسية كلمات وتصرفات, والزواج مبني علي المودة والرحمة, ولابد أن يكون هذا المفهوم جماعيا وليس كل فرد منفصل عن الآخر, أي أن تكون هناك معادلة بينهما, ولا يطبقها كل واحد علي حساب مفهومه كما يري د.رشاد عبد اللطيف, أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان, فالرحمة في نظر الزوج هي أن تعطيه الزوجة مزيجا من الحنان, وفي نظر الزوجة ألا يبخل زوجها في التعبير عن مشاعره. وكما يري د.رشاد هناك أربعة أسباب لغياب الرومانسية من حياتنا, وهي أنه بعد أن يصبح الزواج حقيقة تنتهي50% من الرومانسية بسبب صعوبات الحياة ومشاكل الأبناء, أما السبب الثاني فهو الملل في العلاقات الأسرية, حيث لايوجد وسائل ترفيه, فالأندية مرتفعة التكاليف والسينما لا يوجد بها أمان, وبالتالي غياب الوسائل المغذية للرومانسية. وثالث أسباب غياب الرومانسية هو اكتشاف كل شخص لعيوب الآخر وعدم تقبلها أوعلاجها, لأن كل طرف أناني في تصرفاته, فالرجل يعتقد مثلا أن زوجته توجه اهتمامها للأبناء وتهمله في حين أنها في الحقيقة تكمل دوره, ولكن حنانها وحبها يظهران بوضوح بخلاف الرجل. أما الزوج الغيور الشكاك فيمحي الرومانسية بالتدريج, لأنه يسبب التوتر والقلق المستمر للزوجة, وهو ما ينتج عنه مشكلتان هما الصمت حيث لا يعبر أي منهما عن شعوره بصراحة تجاه الآخر, والنكد الذي يجعل الرومانسية تقفز من الشباك, فيصبح المنزل خاليا من الود والحنان. أما رابع أسباب غياب الرومانسية فهو النظرة السوداوية بسبب فقدان الأمل في تجديد العلاقة الزوجية إلي الأفضل, فمثلا لابد من استخدام كلمات المجاملة والإطراء, فكل فرد يعرف ما الذي يسعد الآخر وعليه القيام به دون تردد. وحتي نبتعد عن الضغط والإصابة بالاكتئاب فليكن هناك قليل من الغيرة والشك, وكثير من الحب والحنان لتتحقق الرومانسية الهادئة. أما د.هبة عيسوي, أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي, فتري أن الرومانسية مصطلح فضفاض لمشاعر كثيرة لكن حيثياتها تختلف من الخطوبة للزواج, بل تختفي شيئا فشيئا بعد الزواج, ولذلك يجب علي كل زوج وزوجة أن يقتنع في داخله بضرورة إظهار الحب للآخر, وأن من أسباب اختفاء الرومانسية: إنشغال الزوجة, والضغط التي تتحمله من أعباء المنزل ومسئوليات الأبناء, وأعباء العمل إذا كانت امرأة عاملة, إضافة إلي ذلك عصبية الزوج وهي أكثر ما يقلق الزوجة, وكذلك عدم وجود أرض مشتركة بين الزوجين, فليس هناك موضوعات واحدة يتكلمان فيها, وبالتالي فالحوار مبتور, ولذلك يحدث انفصال داخلي بينهما. ومن بين الأسباب أيضا عدم احتواء الزوج لزوجته, فهو لا يسمعها ولا يعطيها أي نوع من أنواع الاهتمام, فتصاب الزوجة بخيبة أمل وتأخذ دور الزوجة المؤدية و ليست الزوجة المحبة.. أما السبب الرئيسي فهو الجزء الأسري( أو التاريخ الأسري) للزوج قبل الزواج والطموحات التي كان يرغب في تحقيقها ولم يستطع, فمثلا كان يعاني من صوت والدته التي كانت دائمة الانفعال, لذلك عندما يسمع زوجته تنفعل علي الأبناء يتذكر تلك المشكلة المترسبة لديه في اللاوعي ويبدأ في لومها علي الصوت المرتفع. وتقدم د.هبة نصيحة للزوج بأن يضع نفسه مكان الزوجة حتي يقدر الضغوط التي تعيش بها فيتعاطف معها ويحتويها, بأن ينظر لما هو إيجابي في زوجته ليحدث نوع من التوافق النفسي بينهما, وأن يعبر عن مشاعره ليس فقط بالتصرفات ولكن أيضا بالكلام, لأن الزوجة دائما تحب سماع كلمات الإطراء والمجاملة, حتي وإن كانت بسيطة, ليتجدد شعور الحب والرومانسية, ويجب علي الزوجة أن تهتم بزوجها و ليس المنزل و الأبناء فقط, وأن تشعره بأنها فخورة به. فلابد أن يكون لكل زوج وزوجة إستراتيجية سحب للطرف الآخر.