رئيس مياه دمياط يؤكد ضرورة تطبيق أفضل نظم التشغيل بالمحطات لتقديم خدمة متميزة للمواطنين    لبنان.. 20 إصابة جراء الغارة الإسرائيلية على الباشوراء ببيروت    بطلب عراقي، اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية بشأن لبنان اليوم    انفجار ضخم يهز الضاحية الجنوبية ببيروت    صنع وسجل.. 3 أرقام قياسية لمحمد صلاح بعد تألقه مع ليفربول أمام بولونيا    دوري أبطال أوروبا، أستون فيلا يكبد بايرن ميونخ أول هزيمة له هذا الموسم    رياضة ½ الليل| صلاح يتخطى دروجبا.. حسام يقهر سام.. نيمار إلى البنك .. وسقوط الريال    بايرن لا يفوز على أستون فيلا.. إيمري يضرب ضحيته المفضلة ويلحق الهزيمة الأولى ب كومباني    فوز مثير ل يوفنتوس على لايبزيج في دوري أبطال أوروبا    أتلتيكو مدريد ينهار أمام بنفيكا في دوري أبطال أوروبا    عاجل.. حقيقة اعتذار صلاح عن خوض مباراة مصر وموريتانيا    صلاح دندش يكتب : تخاريف    ضبط بدال تمويني تصرف فى كمية من الزيت المدعم بكفر الشيخ    ضبط تشكيل عصابي بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بطوخ بالقليوبية    عبد العزيز مخيون يكشف تفاصيل مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل جودر    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 3 أكتوبر.. «ثق بغرائزك واتبع مشاعرك الصادقة»    عبد العزيز مخيون: تشابهت مع أحمد زكي في مواجهة الظلم وحب التمثيل    تعدد الزوجات حرام.. أزهري يفجر مفاجأة    «احذر خطر الحريق».. خطأ شائع عند استخدام «الإير فراير» (تعرف عليه)    بيان مهم من الأرصاد بشأن الطقس اليوم الخميس: «وداعًا للرطوبة ومرحبًا بالبرودة»    ضبط 3 أطنان لحوم حواوشي غير مطابقة للمواصفات في ثلاجة بدون ترخيص بالقليوبية    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالاسواق اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024    اغتيال صهر حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على دمشق    عمرو موسي والسفير العراقي بالقاهرة يبحثان القضايا العربية على الساحة الدولية    زوجة دياب تمازحه بال«وزة» ..وتعلق :«حققت امنيتي»    انتى لستِ أمه.. 4 نوعيات من النساء ينفر منهن الرجال (تعرفي عليهن)    الأحد المقبل.. وزارة الثقافة تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة بحفل موسيقي غنائي (تفاصيل)    "أهمية القراءة في تشكيل الوعي" على مائدة معرض الرياض الدولي للكتاب    د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!    خبير علاقات دولية: مجلس الأمن تحول إلى ساحة لتبادل الاتهامات    استطلاع: هاريس تتقدم على ترامب في 7 ولايات متأرجحة    وزير التعليم ينعي وكيله الدائم بالوزارة.. ويؤكد: رحل بعد مسيرة عطاء زاخرة    سقوط 4 عناصر شديدى الخطورة في قبضة مباحث طوخ    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الخميس 3 أكتوبر 2024    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024    الأمم المتحدة: إعلان «إسرائيل» جوتيريش شخصًا غير مرغوب به قرار سياسي    أسعار الذهب اليوم الأربعاء بالتعاملات المسائية    رئيس جامعة المنوفية يصدر قرارا بندب الدكتور حسام الفل عميدا لمعهد الأورام    جامعة دمياط تستقبل طلابها الجدد باحتفالية في كلية التربية النوعية    «الحوار الوطنى» يعقد جلسة عاجلة السبت لتعزيز الأمن القومى    البابا تواضروس: نصر أكتوبر صفحة بيضاء في تاريخ العسكرية المصرية ونشكر الله على سلام بلادنا    رئيس جامعة القاهرة يبحث تعزيز التعاون مع اتحاد الجامعات المتوسطية UNIMED    تجديد حبس المتهمين فى فبركة سحر مؤمن زكريا    أمين الفتوى يحذر الأزواج من الاستدانة لتلبية رغبات الزوجة غير الضرورية    أمين الفتوى: مفهوم الاحتياج نسبي وهذا هو الفرق بين الحرص والبخل    تنظيم ورشة عمل مهنية للترويح للسياحة المصرية بالسوق التركي    نائب محافظ القليوبية تشن حملة إزالة إشغالات أعلى الطريق الدائري    الكشف على 1025 حالة ضمن قافلة طبية في الفيوم    «البحوث الإسلامية»: 35 قافلة نفذت 25 ألف لقاء دعويا    «وما النصر إلا من عند الله».. موضوع خطبة الجمعة المقبل    مصطفى الفقي: علاقة مصر مع إيران وإسرائيل وحزب الله تحتاج مراجعة    قافلة تنموية شاملة لجامعة الفيوم توقع الكشف على 1025 مريضا بقرية ترسا    تغيير كبير.. أرباح جوجل بالعملة المصرية فقط    رئيس الوزراء: نعمل على تشجيع القطاع الخاص وزيادة مساهمته    عالم أزهري: 4 أمور تحصنك من «الشيطان والسحر»    جمال شعبان: نصف مليون طفل مدخن في مصر أعمارهم أقل من 15 عامًا    أستاذ جامعي: شمولية «حياة كريمة» سببا في توفير مناخ جاذب للاستثمار    وزير الري يلتقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‮. ‬الجنزوري ل‮ "أخبار اليوم ": ‬مصر تحتاج إلى حگومة حرب
.. ويؤكد أن السيسي رجل قليل الكلام‮ ‬يعي ما‮ ‬يقوله ويتحدث في المفيد
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 02 - 2014

بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير، تلقيت أول مكالمة من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ورجل الدولة المصرية العتيد. وقتها كنت رئيسا لتحرير "الأخبار" ولم يكن قد مضي علي تعييني سوي أسبوعين.
وكان الدكتور الجنزوري يستفسر مني عن تفاصيل خبر نُشر بالجريدة. من يومها لم تنقطع بيننا الاتصالات.. يوميا إذا لزم الأمر، وأسبوعيا حسب الأحوال. وتواصلت لقاءاتنا في مكتبه مرة علي الأقل شهريا خاصة بعدما ترك منصبه كرئيس لحكومة الإنقاذ الوطني، في الأسابيع الأولي لحكم الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.
في كل مكالمة، وفي كل لقاء كنت أطلب إجراء سلسلة حوارات معه، وفي كل مرة كان يعتذر بلطف، متدثرا بميله الغريزي إلي الصمت، ومتعللا بأنه إذا كان الكل يتكلم يصبح من الأفضل ان يسكت.
ومع ذلك كان لا يبخل بالإجابة عن استفساراتي واختصاص "الأخبار "بانفرادات إخبارية طوال ثمانية شهور تولي فيها رئاسة الوزراء في عهد المجلس العسكري وفي بواكير أيام الرئيس السابق.
عودت نفسي مع الدكتور الجنزوري أن اكبت شغفي الصحفي، وأن أكتفي في حواراتنا الثنائية بالكلام دون الكتابة "مؤقتا"، راضيا بأن اجلس إليه، استمع إلي خلاصة تجارب رجل عاش في قلب الدولة المصرية 40 عاما، وكيلا للوزارة، ومحافظا لاكثر من محافظة، ووزيرا للتخطيط، ونائبا لرئيس الوزراء، ثم رئيسا للحكومة مرتين في ثلاثة عهود.
منذ أيام تلقيت مكالمة من الدكتور الجنزوري.. كان يبدي ملاحظة علي مقال كتبته في »الأخبار« عن العدالة الاجتماعية، وملاحظة اخري علي آراء قلتها في حوار تليفزيوني جمعني ونخبة من المثقفين مع الأستاذ محمد حسنين هيكل في صالون الكاتب الكبير عبدالله السناوي بقناة «التحرير». وأثناء المكالمة.. أفاض الدكتور الجنزوري في الحديث عن الأوضاع التي تعيشها البلاد، ثم تطرق إلي بعض الرؤي والأفكار لكيفية الخروج من الأزمة.
كالعادة.. طلبت منه إجراء حوار ل"اخبار اليوم" ليتحدث عن التشخيص والعلاج وعن الطريق والمخرج ولدهشتي قال: وأنا موافق.
بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير، تلقيت أول مكالمة من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ورجل الدولة المصرية العتيد. وقتها كنت رئيسا لتحرير "الأخبار" ولم يكن قد مضي علي تعييني سوي أسبوعين.
وكان الدكتور الجنزوري يستفسر مني عن تفاصيل خبر نُشر بالجريدة. من يومها لم تنقطع بيننا الاتصالات.. يوميا إذا لزم الأمر، وأسبوعيا حسب الأحوال. وتواصلت لقاءاتنا في مكتبه مرة علي الأقل شهريا خاصة بعدما ترك منصبه كرئيس لحكومة الإنقاذ الوطني، في الأسابيع الأولي لحكم الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.
في كل مكالمة، وفي كل لقاء كنت أطلب إجراء سلسلة حوارات معه، وفي كل مرة كان يعتذر بلطف، متدثرا بميله الغريزي إلي الصمت، ومتعللا بأنه إذا كان الكل يتكلم يصبح من الأفضل ان يسكت.
ومع ذلك كان لا يبخل بالإجابة عن استفساراتي واختصاص "الأخبار "بانفرادات إخبارية طوال ثمانية شهور تولي فيها رئاسة الوزراء في عهد المجلس العسكري وفي بواكير أيام الرئيس السابق.
عودت نفسي مع الدكتور الجنزوري أن اكبت شغفي الصحفي، وأن أكتفي في حواراتنا الثنائية بالكلام دون الكتابة "مؤقتا"، راضيا بأن اجلس إليه، استمع إلي خلاصة تجارب رجل عاش في قلب الدولة المصرية 40 عاما، وكيلا للوزارة، ومحافظا لاكثر من محافظة، ووزيرا للتخطيط، ونائبا لرئيس الوزراء، ثم رئيسا للحكومة مرتين في ثلاثة عهود.
منذ أيام تلقيت مكالمة من الدكتور الجنزوري.. كان يبدي ملاحظة علي مقال كتبته في »الأخبار« عن العدالة الاجتماعية، وملاحظة اخري علي آراء قلتها في حوار تليفزيوني جمعني ونخبة من المثقفين مع الأستاذ محمد حسنين هيكل في صالون الكاتب الكبير عبدالله السناوي بقناة «التحرير». وأثناء المكالمة.. أفاض الدكتور الجنزوري في الحديث عن الأوضاع التي تعيشها البلاد، ثم تطرق إلي بعض الرؤي والأفكار لكيفية الخروج من الأزمة.
كالعادة.. طلبت منه إجراء حوار ل"اخبار اليوم" ليتحدث عن التشخيص والعلاج وعن الطريق والمخرج ولدهشتي قال: وأنا موافق.
من أين نبدأ .. وهل هناك مخرج ؟
هذه أفكاري للبدء في خطة عاجلة للعدالة الاجتماعية
برنامج إنقاذ مدته عام.. ومشروع للانطلاق خلال 4 سنوات
السيسي.. كما عرفته قبل وبعد رئاستي للحكومة
لدي المواطنين 60 مليار جنيه تحت البلاطة
تخرج للاستثمار عند استتباب الأمن
ثورة 30 يونيو أنهت حلم أمريكا بالشرق الأوسط الكبير
قلت لكارتر منذ عامين مصر عمود الخيمة ..إذا وقعت ستسقط علي مصالحكم
في مكتبه كمستشار لرئيس الجمهورية، بمقر هيئة الاستثمار التقينا ظهر الأربعاء الماضي.
- بادرت الدكتور الجنزوري قائلا: السكوت ليس في كل الأوقات من ذهب.
- رد بهدوء: حينما نقف عند مفترق طرق، يصبح للكلام ضرورة وتكون الشهادة واجبة.
امتد الحوار وطال لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، وتركز علي ثلاثة أسئلة جوهرية.
أين نحن الآن؟!
من أين نبدأ؟!
وما هو المخرج؟!
حاولت قبل نهاية الحوار أن أعرج بأسئلتي إلي مناطق أخري، كثورة 25 يناير، وعلاقته بالرئيس الأسبق مبارك، وفترة عمله مع المجلس العسكري كرئيس للوزراء، وحكم الاخوان، وثورة 30 يونيو وما أعرفه عن دوره قبلها وبعدها. ألححت في السؤال لكنه رجا ألا نتحدث عن الماضي في هذه اللحظة قائلا ان من ينظر إلي الخلف لا يستطيع المواجهة.
ومع ذلك.. فقد أجاب علي بعض الأسئلة عن ثورة يناير، وعن الفرق بين فترتي عمله كرئيس للوزراء وعن دوره كمستشار للرئيس عدلي منصور، وصلته بالمشير عبدالفتاح السيسي.
كانت الإجابات مقتضبة علي وعد صريح منه بالحديث تفصيلا في كل تلك الأمور، حين نعبر الظرف، ويحين الأوان.
قلت: أين نحن الآن؟
- قال: مصر تعيش في حالة ثورة من 25 يناير 2011، وحتي الآن وفي تصوري ان ما حدث في مصر الثائرة هو نتاج لما سبق في عشر سنوات سابقة من عام 2000 وحتي عام 2010، سواء فيما يتعلق بالأمن، أو الاقتصاد، أو علاقة مصر بالعالم الخارجي.
تلك السنوات شهدت إهمالا للتنمية الحقيقية والتحرك في قطاعات ريعية وليس قطاعات منتجة في مجال الصناعة والزراعة والتشييد، مما أدي إلي تراكمات في البطالة وأخري في التضخم. وشهدت أيضا إهمالا للعلاقات مع العالم الخارجي.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة فرضت علينا الظروف أن نتكلم وأن نتعامل في الشأن السياسي، وأصبح شغلنا الشاغل هو تعديل الدستور أو وضع دستور جديد والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وغيرها من القضايا، مما شغلنا عما هو أهم سواء الوضع الامني أو الاقتصادي أو علاقة مصر بدول العالم
نبدأ بالأمن، يبدو أنك تعطيه أولوية؟
- لابد أن نعترف أن هناك نجاحات تحققت في مجال الأمن بالنسبة لما يدور في الشارع المصري ومايحدث في سيناء ومايدور علي الحدود الغربية مع ليبيا أو الجنوبية مع السودان، لكن هناك أمن جنائي يهم المواطن المصري في الشارع وهو للأسف غير موجود، وعدم وجوده جعل المستثمر المصري لايستثمر خوفا، والمستثمر المصري لو عايز يستثمر حيستثمر غدا وليس بعد أيام ، فالمال المصدر في حدود 210 مليارات والمتداول حوالي من 140 إلي 150 مليارا.. إذن هناك 60 مليارا في يد المواطن المصري وفي بيته وغير متداولة في السوق أو مجال الاستثمار.
تحت البلاطة؟!
- هذا تعبير صحيح، مال غير متداول ومحتجز في البيوت لأن المستثمر المصري ليس لديه طمأنينة لكي يعمل ويضع امواله في السوق ،هذا المستثمر المصري لو لم يعمل لن يأتي المستثمر الأجنبي، فالمستثمر الأجنبي يأتي بعدما يري ابن البلد يعمل وينتج، إذن لابد أن نعترف ان الأمن الجنائي الذي يخلق الأمان والطمأنينة لدي المواطن المصري في الشارع لو تحقق سيؤدي إلي الاستثمار المصري والخارجي، ويجعل السائح يأمن وتعود حركة السياحة، وللأسف هذا الأمن الجنائي خلال السنوات الثلاث الماضية لم يتحقق
كيف تشخص الوضع الاقتصادي.. هل هو بكل هذا السوء الذي يستشعره رجل الشارع؟
- الوضع الاقتصادي فيه صعوبة لو قورن بأي فترة مضت.. مثلا عام 2000 كان الدين المحلي الحكومي الذي يظهر في الموازنة العامة للدولة يقدر ب 147 مليار جنيه. النهاردة الدين اصبح 1600 مليار بما يوازي عشرة أضعاف، ولا نستطيع أن نقول أن السنوات الثلاث الأخيرة هي السبب لأن الدين في عام 2010 كان يقترب من تريليون جنيه نفس الأمر فيما يتعلق بالدين الخارجي الذي كان 33 أو 34 مليارا وأصبح الآن يتجاوز 50 مليارا، وهنا يجب ألا نتأثر بكل مايقال لأن هناك ودائع موجودة بالفعل، صحيح هي ودائع بدون فائدة لكنها أنفقت وهي قرض في أمور مثل هيئة البترول واحتياجاتها، صحيح هذا لايظهر، لكن هيئة البترول تقترض للدولة، وهذا الرقم لو وضعته سنجد الدين الخارجي يتجاوز 50 مليارا بينما في الماضي كان أقل من هذا بكثير ، وبالطبع نتيجة توقف الإنتاج زادت الواردات سنة بعد أخري إلي أن وصلت إلي 60 مليار دولار ، مما يعني أن قيمة الواردات 5 مليارات كل شهر بما يتساوي مع دخل قناة السويس في السنة.
وهذا التوسع في الواردات سيظهر أثره بعد ذلك لأنه فتح الباب لإغراق الداخل بواردات مثل الملابس الجاهزة.. وعندي مصانع الغزل والنسيج كلها أوشكت أن تغلق بسبب الاستيراد .. والإغراق تحت مسمي حرية التجارة، لكن ليس هناك دولة في العالم إلا ولديها ضوابط للحد من هذا الإغراق وإذا تركنا هذا الدين الحكومي والدين الخارجي نجد معدل النمو أقل من ٪2 .
بما يعني أن معدل النمو أقل من معدل النمو السكاني فمعني هذا ان مستوي معيشة الفرد يقل يوما عن يوم ولو وصلنا للبطالة سنجد حجم القوي العاملة 27 مليون نسمة والقوي العاملة الرسمية التي تعمل بالفعل عددها 23 مليون نسمة. معني ذلك أن لدينا 4 ملايين عاطل رسميا لكن الحقيقة أكبر من هذا لما نرجع للمراجعة الحقيقية فرقم البطالة يصل إلي 14 ٪ وهذا رقم كبير مقارنة بأي دولة في العالم.
أما إذا جئنا للحديث عن التضخم وهوناتج لوجود عجز في الإنتاج.
فالتضخم وصل إلي مايفوق 15 أو 16 ٪ كل هذه المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن الوضع الاقتصادي غير محتمل فلو وضعنا الشأن الأمني ثم الشأن الاقتصادي ثم الشأن الخارجي سنجد أننا في وضع سيئ، وأي شخص ممكن يقول هذا الحديث معروف.. نعم معروف ولكن يجب أن نضعه أمام اعيننا حتي نستطيع التصدي له.
تقصد التشخيص يجب أن يسبق العلاج؟
- نعم .. فلو أخذنا المفردات التي تتعلق بالمواطن المصري وأخذنا أساسيات حياته سنجد القمح إنتاجنا منه 66٪ ونستورد 44٪ وهو أمر خطير لأنه يتعلق برغيف العيش، والسكرننتج منه 66٪ ونستورد الباقي، وزيت الطعام وهو شيء أساسي ننتج منه 20 ٪ ونستورد 80٪ أما إذا جئنا للبروتين الحيواني فالشق الخاص باللحوم الحمراء نحن ننتج 700 ألف طن ونستهلك مليون طن، ولو أخذنا الإنتاج الحيواني كله من لحوم حمراء وبيضاء والبيض والألبان ككل سنجد نصيب الفرد في مصر 19 جراما في اليوم يعني مايقرب من 7 كيلو في العام، بينما المعدل العالمي يصل إلي من 11 إلي 29 كيلو في السنة.
هذه المؤشرات كلها لايستطيع أحد ان يقول اننا في وضع أفضل ،لكن هذه التراكمات من فعلها ومن أين جاءت والي أين أخذتنا؟
هذه تراكمات.. استمرت من سنوات قبل الثورة وعندما جاءت الثورة لم تتح الفرصة للمنتج أن يعمل ولا للسائح أن يأتي وهذه هي النقطة التي نتحدث فيها.
هذه أشياء لايمكن إنكارها وتمت علي مدي السنوات العشر السابقة لمصرالثائرة وإذا قال أحدهم لقد سمعنا عن معدل نمو وصل إلي 7٪ في 2008 و2009 هذا المعدل الذي أعلن عنه في ذلك الوقت لو أخذناه بصدق سنجد أنه يتعلق بقطاعات ريعية بمعني أنها ناتجة عن تجارة الأراضي والدخول في البورصة وداخل فيها ايضا شق الاتصالات والتليفون المحمول التي تصل إلي من 40 إلي 50 مليارا وهو استهلاك. علي الجانب الآخر تم اهمال الإنتاج الزراعي والصناعي وكذلك أهمل قطاع التشييد وقطاع التشييد من اهم القطاعات لأنه يضم تشييد الطرق والكباري ومحطات المياه والصرف والكهرباء وغيرها
ننتقل إلي ثالث أبعاد المشهد الراهن، وهو الوضع الخارجي؟
- لابد ان نعترف ان علاقاتنا الخارجية قبل الثورة كانت تعتمد علي علاقة الرئيس بإسرائيل وامريكا اما باقي دول العالم فلم يكن هناك اهتمام وخلال الثلاث سنوات الماضية لم ننظر للعالم الخارجي وكان كل همنا الدستور والانتخابات والتعديلات وكانت النتيجة انه خلال العامين ونصف العام حتي 30 يونيو لم يكن احد فاضي يبلغ العالم الخارجي إحنا بنعمل إيه وإحنا مين بالضبط.
كان العمل علي مستوي البلد ما يسمي بتسيير الاعمال وليس ما يسمي قيادة دولة تقول مصر وتتصرف علي اساس مكانة مصر، هذه المكانة وتلك العلاقات الدولية لا تأتي بالخطب والشعارات ولكن ببلد آمنه اكثر ومنتجه اكثر بلد لديها صوت وكل العالم يعرف ان له هذا الصوت بلد كل العالم يشعر ان هناك دولة.
- ويكمل د. الجنزوري حديثه قائلا: نعم سمعنا كثيرا وفي مواقف متعددة كلمة ان مصر مستهدفه ، حتي إن البعض يقولها بلا وعي ولكن لو نظرت نظرة واقعية سنجد بالفعل مصر الآن مستهدفة وإذا كان هذا الكلام قد استخدمه البعض زمان لإلهاء الشعب عن الحاكم، لكن اليوم هذا الكلام حقيقي وواضح فالواقع يقول ان مصر تهاجم من وسائل الإعلام العالمية كما لم يحدث في تاريخها وإذا عدنا إلي عام 1956 وقت العدوان الثلاثي كنا متصادمين مع اسرائيل وفرنسا وانجلترا وإذا عدنا للصحف العالمية وقتها سنجد انه كان هناك من ينصف مصر، وفي 1973 لو عدنا للصحافة العالمية كان هناك من يهاجم مصر بدعوي أنها بدأت الحرب لكن كان في المقابل من ينصف مصر ويقول الحقيقة انها حاربت لتسترد أرضها، أما إذا وصلنا لما يحدث الآن فلن نجد من ينصفنا وسنجد كل الغرب يهاجمنا
ما السر في تقديرك؟
- ليس سرا فمصر كسرت المشروع الذي كانت أمريكا والغرب يستهدفه في الشرق الأوسط والذي اطلق عليه اسم الشرق الأوسط الكبير ومحوره الأساسي ان تكون دول المنطقة دولا صغيرة الحجم وضعيفة وهذا الكلام تم في تونس واليمن وليبيا ثم إلي سوريا ونحن في مصر واجهنا الأمر فمصر عمود الخيمة أو هي العمود الفقري للعالم العربي الذي يضم320 مليون نسمة بما يعني انه يزيد سكانيا عن دول الاتحاد الأوروبي، ربنا أراد ان شعب مصر الذي به جزء كبير لايقرأ ولايكتب وجزء فقير لديه جينات فطرية رفضت هذه التقسيمة وخرج في 30 يونيو أمة واحدة وشعب واحد.
هذا الأمر في نظر الغرب أجل ما كان ينوي مشروعهم عمله، وليست قضية اوباما انه يساعد فصيلا معينا، ولكن الموضوع يتعلق بالمشروع الذي يعدون له من 30 عاما مضت وأعلن عنه في بداية تولي بوش الأب وأكد عليه عندما جاء بوش الابن وجاءت كونداليزا رايس وقالت لقد أغفلنا عيوننا عن حكم مستبد وآن الأوان ان نتعامل معه وكان الهدف ليس ضرب مستبد ولكن خلق الفوضي التي وصفتها بالخلاقة.
هذا الكلام قلته للرئيس كارتر عندما جاء في يناير الماضي 2012 وكان يحضر اللقاء الوزيرة فايزة ابو النجا ،قلت له اتمني ان يأتي اليوم الذي يتعامل فيه الأمريكان مع الأمر بتفكير العقل وليس كمبيوتر، تدخل له معلومات فتخرج لك سيناريوهات معدة سلفا وتأخذ أحدها دون تفكير.
وقلت له إن سيناريو الكمبيوتر آلي يعتمد علي بيانات قد يكون 80٪ منها غير دقيق وليس له رؤية، لقد ذهبتم إلي كوريا فأصبحت نصفين، وفي فيتنام ضيعتم 50 أو 60 الف جندي وفي العراق تمزق العراق ولم تستفد انت شيئا، لان العراق كان يعطيك قبل التمزق اكثر مما تأخذه الآن، وذهبت لأفغانستان تبحث عن دور تخرج به ولا تجد.
وسألته: لماذا تضربون في مصر الآن وهي عمود الخيمة ولو وقعت ستقع علي مصالحكم قبل مصالحنا كنت أقول هذا الكلام وكان الرفض لما يحدث في مصر وقتها بسيطا وكانوا ينظرون إلي ثورة 25 يناير علي انها أمر يكتب في التاريخ.
ثم يأتي موقفهم الآن وهو موقف عكسي تماما، وانا شخصيا كنت اتصور ان محطات التليفزيون والجرائد العالمية الكبيرة فيها إستقلالية كاملة لكن ثبت ان هذا الأمر غيرصحيح .
هذه هي الحالة المصرية كما أوضحت، ما المطلوب من الرئيس القادم، والحكومة المقبلة، في ظل تلك الأوضاع؟
- لابد أن ندرك إننا في حالة حرب، لذا فالحكومة المقبلة اشبه بحكومة الحرب، لأننا نعيش في فترة فارقة في تاريخ مصر لازم نعترف كدولة ونظام وحكومة أننا في المرحلة القادمة في مرحلة حرب ، ليست بمعني حمل السلاح ولكن حرب تتطلب أمورا ضرورية لكي نواجهها ، أول شيء أن ننظر إلي بعيد كي نري مايواجهنا فمشكلتنا ليست في الحدود الشرقية ولا الغربية ولكن مع ما يدبر ويخطط إعلاميا ومخابراتيا، فعدد أجهزة المخابرات الموجودة حاليا في مصر كأجهزة مخابراتية لدول الغرب يفوق أي رقم لأي دولة في العالم ،وبالتالي المطلوب مني نظرة أبعد من النظرة الضيقة لحدودي الجغرافية فقط، وفي نفس الوقت يجب ألا أنظر للخلف، وما اقصده بالخلف هنا ليس المصالحة وماشابه ولكني اقصد بعدم النظر للخلف عدم الانشغال بالماضي ،فهناك من في مسئوليته ان يواجه مايتعلق بالفساد والانحراف. هناك قضاء ونيابة واجهزة تحقيق، لكن الدولة كدولة فيها رئيس ورئيس حكومة واجهزة مساعدة لابد ألا تنشغل كثيرا بالخلف.
الأمر الثالث ما دمت باعترف انها حالة حرب فعنصر الوقت مهم لابد ان تحسب الوقت والوقت يحسب في حالة الحرب بالساعة وليس باليوم أو الشهر وفي نفس الوقت يجعل القرار صائباً ليس لأنه صح أو خطأ ولكن لانه أتي في وقته المناسب كل هذا لأنني في حالة حرب.
الأمر الرابع في حالة الحرب لابد أن تكون هناك وحدة للشعب ففي حالة الحرب، الشعب يتناسي كل شيء، الشعب شبابا ورجالا وسيدات وشيوخا فقراء واغنياء، مسيحيين ومسلمين، مرضي واصحاء، في حرب 6 أكتوبر 1973 لم تسجل الداخلية أي جرائم لا سرقة ولا غيره، ومن 25 يناير إلي 11 فبراير لم تسجل اصابة أو طوبة علي كنيسة.
لكل حرب مهمة مباشرة، ما المهمة المباشرة لنا في حالة الحرب التي تتحدث عنها؟
- المهمة المباشرة لو تمكنت ان تجد الشعب آمنا تحقق الشق الثاني الاقتصادي لأن السياحة والاستثمار يأتي لك مع الاستثمار المصري ثم صوتك يظهر للعالم فتتحسن علاقاتك الخارجية، وحالة الحرب هي التي تفرض عليَّ التعامل مع المحاور الثلاثة في وقت واحد والأولوية للأمن الذي سيتحرك بعده الوضع الاقتصادي ثم الخارجي مع الامن وعلاقته بالخارج، فأنا لا أعيش من أجل منحة ولكن أعيش لكي انتج، لذلك لابد ان نتحد ولو سنة واحدة بس
هل تري اننا نقدر ان نتحد جميعا، بينما هناك تنظيم له أتباع وأعوان يضرب في الدولة؟
- مش مصالحة انا اتحدث عن غالبية الشعب المصري وهم من أكلمهم، ومن لا يري هذا فأنا لست مهتما به، لأنه لا حيتغير ولا حيغيرني ولا حيخليني انظر للخلف، انا لا اريد النظر للخلف لكن ال 95٪ اللي يهمهم مصر ودول اللي خرجوا مرة واتنين وتلاتة وآخرهم اللي خرجوا في 25 يناير 2014 .
هناك نقطة مهمة ونحن نتكلم عن وحدة الشعب لما قلنا أمنياً واقتصادياً وخارجياً وأننا في حالة حرب ولابد من وحدة الشعب، قلنا ان هناك جهازا تنفيذيا هو الحكومة وهناك برلمان.. وأعتقد ان البرلمان القادم سيكون أخطر برلمان جاء في ال60 عاماً الماضية، لماذا لأن الدستور الجديد أعطي رئيس الوزراء والحكومة حوالي 60٪ من سلطات رئيس الجمهورية، وأعطي الجزء الأكبر للبرلمان.. البرلمان يملك كل شيء.
الرئيس لا يقيل وزيرا وبالتالي لا يقيل رئيس حكومة والبرلمان لو وافق ثلثاه علي إقالة الرئيس يقال الرئيس.
وبالتالي أقول للمواطن المصري خد بالك ده مش برلمان خدمات لكن انتخب ما تراه مناسباً للمرحلة القادمة سياسياً واجتماعياً، وأعتقد أن الدوائر وتقسيمها عندما يظهر ستكون دوائر صغيرة وعضو البرلمان لن يمثل سوي 120 ألف نسمة بما يتناسب مع المعدل العالمي. وال120 ألفاً لازم يكونوا عارفين، وأتمني أن شعب مصر الواعي والذكي والذي أثبت ذكاءه ووعيه خلال الثلاث سنوات الأخيرة أكثر من مرة أن يختار عضو البرلمان الذي يهمه مصلحة البلد فهو الأحق في أن يمثله
ونحن نتكلم عن البرلمان ما هو النظام الانتخابي الأصلح من وجهة نظرك؟
- النظام الفردي.. فالقول بان هذا سيغفل حق الأحزاب وحيمنع حق المسيحي والمرأة أنها تدخل البرلمان.. غير دقيق أنا أعتقد اننا لكي نحقق ما نسميه التمثيل الحقيقي لكل فئات الشعب لابد أن نصل بالدائرة ل120 ألفاً فقط وإذا كنت أنا غير قادر علي أن أصل لل120 ألفاً فلا يحق لي أو لك أن أدخل هذا المكان.
ولكن القوائم القومية التي يدافع عنها أحد الزملاء ويطالب بقائمة قومية تضم 50 اسماً ليس عندك حزب يستطيع أن يضم هذه القائمة من يدافع عمن في أسوان ومن يدافع عمن في الاسكندرية. ولكن إذا كانت هذه القائمة تضم أحزاباً فلماذا لا ينزل أعضاؤها ويعلن كل منهم أنه نزل علي مبادئ حزب كذا.. وعندما يدخل المجلس ينضمون كتكتل حزبي للحزب الذي ينتمي له كل منهم، هذا رأيي وأعتقد أنني لست مخطئاً خاصة في هذه الدورة، حتي نمارس ونعرف متي نسحب الثقة ومتي نقيل الوزير ومتي نحاسب الرئيس، لهذا أعتقد أن الفردي سيكون أفضل.
تلك هي الصورة.. من أين نبدأ إذن؟
- هناك خطة عاجلة مدتها عام أو عام ونصف العام لابد أن نبدأ فيها من الغد تتعلق بالزراعة والصناعة والتشييد، وخطة بعدها للخروج من الوادي القديم قد تستغرق 4 سنوات ولا مخرج لنا سواها.
لكن قبل هذه الخطة العاجلة، هناك ناس جعانة وعريانة ومحبطة وشديدة الفقر.. أنا لا أتكلم عن الطبقة المتوسطة التي هي جوهر عملية الإنتاج، أنا أتكلم عن الطبقة محدودة الدخل والمعدمة، الناس تنتظر بعد الثورات ماذا تجني، لا أتكلم عن إصلاح زراعي جديد، لكن اقول ان جمال عبدالناصر إنه في غضون 48 يوماً استطاع أن يحول انقلابا عسكريا إلي ثورة، هل نستطيع أن نتعامل مع مشاكلنا بنفس الجرأة.. وكيف نُشعر المواطن البسيط أن هناك شيئاً جديدا مختلفا عن النظام السابق المنغلق والإقصائي الذي يتبع الجماعة أو النظام الأسبق الذي كان يمثل تزاوجا بين السلطة ورأس المال.. كيف اقدم له النموذج الثالث القريب من نظام ثورة يوليو والذي يتوجه للغالبية العظمي من الناس كيف أعمل بخطوات عاجلة علي ان يشعر المواطن أن هذا الوطن له مكان فيه وله نصيب فيه وأن القيادة الجديدة أياً كان من سيختاره الشعب المصري يشعر به.. كيف نتصرف في هذا الأمر؟
- الوضع يختلف عن عام 1952 لأن عدد السكان كان قليلاً جداً عن وقتنا الحالي قانون الإصلاح الزراعي كان في سبتمبر 52، وكان البلد وقتها ممسوكا وله رابط متحكم في وارداته وكان الجنيه قيمته مستقرة سنة واثنتين لكن الآن الوضع مختلف والمقارنة صعبة.
لكن مع ذلك هناك حلول فمثلاً يمكننا تقديم إعانة بطالة لمدة عام أو عامين لنحو 3 ملايين عاطل حتي يجدوا عملا ويمكننا ايجاد وسيلة مناسبة لربات الأسر «المرأة المعيلة» والمعاقين كقرض حسن لاقامة مشروع أو معونة شهرية لمدة عام حتي تتحرك عجلة الإنتاج، ولا يمنع أن أوفر 20 مليار جنيه لهذا الغرض من أجل طمأنة الناس.
والعدالة الاجتماعية ليست مجرد تحسين دخل الفرد ولكنها تتحقق بتعليم افضل ومسكن يوفر الحد الادني من سبل المعيشة الصالحة، ومع كل هذا كفالة الامان لحياته في الشارع والمدرسة والعمل.. والعدالة الاجتماعية لفظ جميل لكن لكي يتحقق لابد ان تكون كل هذه الخدمات موجودة.. خدمات صحية افضل، لا اقول مثالية ولكن افضل حالا من أمس كذلك التعليم والاسكان والعدالة الناجزة والأمن اولا واخيرا
ما تكلفة تطبيق هذا؟
- من ضمن الخلل الموجود هو الخلل في الموازنة فعجز الموازنة هذا العام «2014/2013» بلغ 715 ملياراً منها 24٪ اجورا 30٪ دعما لذا في اي تحرك لابد ان اروح للدعم او اذهب للضرائب، لكن عندما تحرك الدعم او تحرك الضرائب فلن يدفع الثمن الا الفئة المتوسطة والفقيرة، هذا مع وجود البطالة وزيادة الاسعار. وسوف يأتي يوم غصب عني وعنك نتعامل فيه مع الدعم والضرائب، لكن بعد ان يدور الانتاج وتشتغل العمالة لتكون الوطأة أخف.
نعود للخطة العاجلة التي قلت انها ستستغرق عاما أو عاما ونصف العام.. هل تؤدي إلي دوران عجلة الانتاج؟
- هذه الخطة يجب ان تبدأ اليوم او غدا، للتوسع الزراعي وتشجيع الصناعة ودفع عملية التشييد.
اولا: بالنسبة للزراعة.. لدينا 2 مليون فدان عاطلة عن الزراعة، منها 220 ألف فدان علي ترعة السلام «1» من فارسكور إلي الكيلو 28 عند قناة السويس، و400 ألف فدان علي ترعة السلام «2» في سيناء و200 ألف فدان في شرق العوينات و600 ألف فدان في مناطق متناثرة بمختلف انحاء مصر عددها 73 منطقة منها 50 تروي بمياه النيل و20 بالمياه الجوفية و3 بمياه الصرف الزراعي المعالج، بجانب 540 ألف فدان في توشكي، وبالمناسبة الذين يهاجمون توشكي هم الذين لم يشاركوا في الدراسة الخاصة بها، والهجوم علي توشكي كان يستهدف شخصي اكثر مما يستهدف المشروع
هل مياه النيل متوافرة لري كل هذه الاراضي؟
- تكفي.. وموجودة علي رأس الغيط، وكل مهمتي ان ابذل جهدا.. اشغل الناس واطلع انتاج اخذ منه ضرائب ولا اخذ من لحمي الحي.
من يزرع الارض؟
- ممكن شركات كبيرة وممكن افراد.
هل تؤيد فكرة التوزيع علي الشباب العاطل والاسر الفقيرة؟
- هناك أماكن.. لكن انا مش عاوز اوزع مكافآت انا عاوز انتج، فالموقع الذي يتطلب شركات كبري او مساهمة او جماعات، لكن المهم ان يكون عندي الرغبة والارادة السياسية ان ابدأ من اليوم، لانه ليس لي مخرج آخر سوي الانتاج.
هل تري ان هذا يخرج ال 60 مليارا من تحت البلاطة؟
- الفلوس موجودة في يد الناس.. لكن ليه مبتتحركش؟.. السبب انها خايفة من الامن.. صحيح هناك جهد كبير جدا في الامن، لكن مازال الامن الجنائي محتاج لوقفة لعودة الاستثمار المحلي والخارجي، ساعتها سينتهي الارهاب، عندما ننتج وتتحقق العدالة الاجتماعية والتي تجتمع مع الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الناجزة، ولكي تتحقق العدالة لابد كما قلنا من توفير خدمات صحية وتعليمية وثقافية إلي جانب الاسكان والدخل، كل هذا يمثل تكلفة والتكلفة كما قلنا لا نستطيع اليوم ان نبدأ بالضرائب والدعم لان من سيدفع الثمن هم الطبقة المتوسطة والفقيرة والمهمشة.
لذلك فالتحرك في المجال الزراعي سيكون بداية مناسبة لانه سيستوعب علي الاقل مليون مواطن.. قد يكون العدد في المرحلة الاولي اقل، لكن مع التسويق والانتاج ووجود العمال والصناعات المكملة يمكن ان يزيد العدد عن ذلك
النقطة الثانية في الخطة العاجلة التي تحدثت عنها هي التوسع الصناعي.. كيف يتم ذلك؟
- اثناء وجودي في رئاسة الحكومة الثانية، اجرينا حصرا للمصانع المتوقفة، وبلغ عددها 1570 مصنعا، وهذا الرقم زاد ولم يقل، وهناك عدد كبير آخر من المصانع المتعثرة، اما لسوء الادارة، او تضخم الديون لدي البنوك بسبب الفوائد.
وهناك سبب ثالث وهو قضية الاغراق بسبب البضائع التي نستوردها والتي ادت إلي توقف او شبه توقف لصناعات مهمة مثل الغزل والنسيج نتيجة ان المنتج النهائي غير قادر علي المنافسة.
وانا بإجراءات ممكن اعالج الجزء الاداري وباجراءات اخري اعالج الجزء المادي ثم بقرارات يمكننا الحد من هذا الاغراق.
ومن يقول لا نستطيع عمل ذلك بسبب اتفاقية الجات، اقول انه عالميا اذا كان لديك عجز في ميزان المدفوعات سنة بعد اخري يحق لك اخذ قرارات لحماية المنتج المحلي.
بما فيها وقف الاستيراد؟
- كل شيء بما فيها ايقاف واردات هذه المصانع، لو عملت ستستوعب عمالة وتدور معها عجلة الانتاج.
هل هذه المصانع تتركز في صناعة النسيج؟
- عندنا ايضا مصانع مواد البناء والحديد، عندما اعطي امتيازات لأحد تؤثر علي باقي العاملين في الصناعة.
هل البنوك توافق علي تخفيض فائدة القروض ام هناك مشكلة؟
- لماذا لا توافق.. البنك الاهلي يعلن انه كسب 3 مليارات، ماذا يحدث لو اصبحت 2 مليار ودارت المصانع المتعثرة.
ويضيف الجنزوري قائلا: الشق الثالث في الخطة العاجلة هو تنشيط قطاع التشييد فيما يتعلق بالانفاق علي مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب والمدارس والمستشفيات والاسكان الاجتماعي ومحطات الكهرباء، وغيرها من مشروعات الاستثمار في البنية الاساسية التي تقيمها الدولة.. وقد بلغ حجم الاستثمار الحكومي 79 مليار جنيه في موازنة 2014/2013 ومع هذا تم انفاق 15 مليارا منها فقط في 6 شهور.
هل هذا نتيجة عدم توافر سيولة؟
- لا نعرف لكن الذي انفق من 1 يوليو حتي 31 ديسمبر الماضي بلغ 15 مليارا وأنا في اشد الحاجة اني ادخل كدولة مستثمرا علشان اشغل ناس. وفي نفس الوقت أوفر خدمات اساسية.
في هذه السنة لما الدولة تدخل بقدر كبير وتشتغل في بنية اساسية وتشغل الناس وتمشي العجلة، انسحب كدولة من الاستثمارات المباشرة، والهدف هنا هو تشجيع القطاع الخاص علي الدخول في هذه المشروعات واعطاؤه دفعة قوية للعمل.
كيف توفر الدولة الاموال اللازمة لهذه المشروعات؟
- ما انت بتصرف علي الاجور والدعم وخلافه، الكلام ده مش حندخل في تفاصيله لان هذه الارقام يجب اعادة مراجعتها لان فيها بعض اجزاء فيها مبالغة وبعض اجزاء فيها فوائد يمكن علاجها.. مفيش حل تاني لكن مش حنقلل دعم الفقراء.
نأتي إلي خطة السنوات الاربع، او كما وصفتها المخرج الوحيد، وهي الخروج إلي الصحراء من الوادي القديم.. هي تقريبا نفس الافكار والمشروعات التي طرحتها وسعيت إلي تنفيذها في حكومتك الاولي «1996-1999»؟
- هنا يطلب الدكتور الجنزوري خريطة ملونة لمصر، ويشير عليها بقلمه الاحمر مقسما البلاد إلي 3 مناطق: هي سيناء، العاصمة والدلتا والوجه البحري، شمال الصعيد «بني سويف والفيوم والمنيا»، وجنوب الصعيد من البحر الاحمر شرقا إلي الحدود الليبية غربا وجنوبا إلي الحدود مع السودان.
يفرد الجنزوري الخريطة ويقول: الدلتا مساحتها 2٪ من مساحة مصر ويقطنها 52 مليون مواطن وسيناء مساحتها 6 ٪ من مساحة مصر ويقطنها 700 ألف نسمة، اقليم القاهرة الكبري يضم 21 مليونا منهم 7 ملايين واحد من المحافظات الاخري. القدرة الاستيعابية لشوارع القاهرة لا تستوعب سوي 2 مليون سيارة، كان هذا هو عدد السيارات بها عام 2000، الان بلغ العدد 3 ملايين سيارة، اقمنا مترو انفاق وكباري والمشكلة تتفاقم الناس اصبحت مخنوقة.
شريط وادي النيل كانت مساحته 3٪ من مساحة مصر ايام محمد علي وكان يقطنه 3 ملايين نسمة، الان زادت مساحته إلي 5٪ لكن اصبح يقطنه 90 مليونا.
ويضيف الجنزوري قائلا: منذ عام 82 إلي 1999 وعلي امتداد الخطط الخمسية اقمنا 11 ألف كيلو متر طرقا مرصوفة في سيناء، وكان مخططا في المشروع انشاء 95 مدينة مركزية و271 قرية تابعة و7 مدن صناعية في القنطرة شرق ورأس سدر والطور وبئر العبد وسهل الطينة ووادي التكنولوجيا والشيخ زويد ومدينة حرة في العريش، هذه المشروعات كانت تتطلب ان تقيم الدولة في كل منها تجمعات عمرانية كألف مسكن ومستشفي ونقطة شرطة، وعندما جئت إلي الوزارة عام 1996 اقمنا ترعة السلام «1» ودخلنا بالسحارات تحت قناة السويس لاقامة ترعة السلام «2» وعملنا سكك حديدية من القنطرة إلي بئر العبد وسرقت القضبان بعد ذلك، واقمنا كوبريين للقطارات والسيارات فوق قناة السويس، وكان مستهدفا انفاق 75 مليار جنيه حتي عام 2017 لتوطين 3 ملايين في سيناء وتوفير 800 ألف فرصة عمل.
كان التصور ان ننطلق من سيناء ومشروع شرق التفريعة ومشروع شمال غرب خليج السويس، غربا إلي العلمين لاقامة مشروع زراعي ضخم وجنوبا من سفاجا إلي قنا إلي الخارجة، ثم ننزل شرقا لاقامة مشروعات للحديد ومواد البناء، وغربا لانشاء مشروعات توشكي ودرب الاربعين وشرق العوينات.
كنا نطمح ان تنتهي هذه المشروعات عام 2017، وكانت ستؤدي بنا إلي توزيع السكان علي مساحة 25٪ من ارض مصر بدلا من مساحة 5٪ لكننا مازالنا نعيش علي مساحة ال ٪5.
لا حل لاي مشكلة سواء المرور أو النظافة أو الأمن أو العشوائيات ولا طريق إلي التنمية سوي بهذا المشروع القومي الحقيقي وهو الخروج من الوادي القديم
كيف يمكن استئناف هذا المشروع؟
انا ممكن فورا كدولة ابدأ ب ال 13 محافظة في مثلث الدلتا.. أعطي كل محافظة من 50 إلي 100 ألف فدان حسب تعداد السكان كظهير صحراوي هذا سيوقف التعدي علي الاراضي الزراعية وسيخلق مخرجا لسكانها، وهنا الفلاح الذي يزرع 6 أو 7 قراريط سيأخذ 5 أفدنة، لما خرجنا في الجزء الجنوبي في مشروع جنوب الوادي من جنوب أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد، علي مساحة 60 ٪ من ارض مصر، كانت تكلفة المشروع تقدر ب 300 مليار علي 18 سنة.. وكانت التكلفة وقت وضعها تبدو غريبة أما الآن فمبلغ 300 مليار يعادل نصف الموازنة العامة لهذا العام. الدولة بتعمل طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها والقطاع الخاص بيساهم بجزء كبير.
لو قلنا نطبق هذا الكلام الآن كم سيصل المبلغ المتوقع لتنفيذ المشروع؟
- ممكن مرتين ونصف، وممكن يكون فيه أولويات بحيث نبدأ في مشاريع وأخري تؤجل بعض الشيء.
وفي سيناء كم سيصل المبلغ؟
- في سيناء انفقنا من 15 إلي 20 مليارا والجزء المتبقي 55 مليارا وقيمته الآن هي الضعف، والحقيقة أن الدولة لا احد يطالبها بأن تفعل كل ذلك وحدها، ولكن في كل الحالات الدولة لن تقوم بأكثر من 25٪ والباقي يترك للقطاع الخاص والافراد هم من يقومون به، وعندما تتقدم الدولة سيقبل القطاع الخاص المصري والخارجي.
ثم لو تكلمنا عن شمال الصعيد وهو الفيوم وبني سويف والمنيا كان مقدرا لها 100 مليار والغريب ان رقم العمالة كبير جدا لان العمالة هنا مطلوبة اكثر من الجهات الاخري.
ما هي مشروعات شمال الصعيد؟
- كل المشروعات زراعية وتعدينية وصناعية وبترول واتصالات وسياحة، كل الانشطة الموجودة سواء في الصعيد أو سيناء أو الدلتا لكن حسب المنطقة يمكن ان يكون هناك تركيز علي مشروع اكثر من الثاني لانه يتناسب اكثر مع البيئة التي يقام فيها ولكن بنتعامل مع كله بنفس الاهتمام.
هل تري البدء في هذه المشروعات بالتوازي أم نركز علي منطقة بعد أخري؟
- لكي يشعر المواطن أن هناك تنمية حقيقية لا استطيع ان اقف علي محور السويس واتكلم انا محتاج المواطن في مصر وخارجها يشعر أن هناك طفرة كبيرة هائلة تتحرك في الوطن المصري كله لأن مواطن جنوب الصعيد لن ينتظرك وانت شغال في سيناء ومواطن شمال الصعيد مش حيشوف انت فين غير لو كنت عنده.
هل كتائب التعمير ضرورية لتنفيذ هذه المشروعات؟
- نعم ضرورية وليس المقصود بها كتائب التعمير العسكرية فالأمر يتطلب كتائب تعمل وإذا فيه عملية انضباط فيكون هناك من الجنود المسرحين من الجيش لا خوف ولا شيء وهذا حصل في مديرية التحرير في الخمسينيات عندما استصلحنا 230 ألف فدان وظلت إلي اوائل التسعينيات هي التي تعطينا الخضر والفاكهة للمجمعات الاستهلاكية بنصف السعر.
الدخول إلي هذه المشروعات كيف ينعكس علي الصحة والتعليم، وأنت تتكلم عن مشروعات الحكومة هي التي ستبدأ العمل فيها؟
- عندما أبدأ اتحرك، هذه البداية سترافقها المطالب الاساسية مثل المدرسة والمستشفي وبالتالي العلاج سيكون افضل لانه سيتوسع علي مستوي الجمهورية وسنجد في كل موقع مستشفي افضل ولن يكون التركيز علي المستشفي المركزي، سنجد الفصل الدراسي به 30 تلميذا وهكذا. لا مخرج لما نحن فيه إلا بالخروج من الوادي القديم
لقد توليت رئاسة وزراء مصر مرتين المرة الاولي كان فيها حلم الخروج من عنق الزجاجة والخروج من الوادي الضيق والحقيقة كل الافكار التي طرحتها سنبني عليها وهذه الحلول التي كانت مطروحة في نهاية التسعينيات هي التي سنبدأ مع الرئاسة الجديدة نفكر في استكمالها يعني هناك اساس وضع ونحاول ان نبني عليه
من اين جاءتك فكرة الامتداد العمراني واعادة توزيع الخريطة السكانية لمصر.. هل جاءتك وانت محافظ الوادي الجديد أم في معهد التخطيط القومي؟
- عندما تم اختياري محافظا للوادي الجديد عام 1976 خلفا للمناضل إبراهيم شكري الذي خدم فيها 9 سنوات، وجدت نفسي في محافظة مساحتها 48٪ من مساحة مصر ولايعيش فيها سوي 70 ألف نسمة فقط ،رغم أن بها كل الامكانيات الزراعية والصناعية والمعدنية والسياحية، وقتها قلت لممدوح سالم رئيس الوزراء وعبد العظيم أبو العطا وزير الزراعة والري أنا في مهمة لشخص علي المعاش وانا عندي 42 سنة، وعندما عدت كان هدفي الأساسي فيما بعد أن أضع خريطة لمصر عن كيفية الخروج من الوادي القديم.
بعد ما تركت رئاسة الوزراء في أواخر التسعينيات هل شعرت ان هذا هو ختام مشوارك في العمل التنفيذي في مصر وقتها؟
- شعور يكاد يكون مؤكدا لأن المعاملة التي عوملت بها اكدت لي اني مستهدف وانني جزء من الماضي.
عزفت عن الظهور لسنوات حتي في عيد العمال عام 2003 ودعيت وقوبلت بترحاب شديد وتصفيق من الحضور.. ما شعورك وقتها؟
- تمنيت ألا تحدث لانها حدثت يوم 13 أكتوبر وانا خرجت يوم 5 أكتوبر 1999 وتصادف انها كانت بعد خروجي ب 8 أيام وكان قبلها بيومين تشكيل وزارة عاطف عبيد ودخل الوزراء الجدد ورئيسهم وانا تعطلت قليلا ثم دخلت منفردا وتصادف ان الموجودين ضباط وكانت النتيجة لهذا الترحاب ان انقطع عني الميه والنور وكل حاجة، لان كل هذا الترحاب جعلني اجلس في البيت ومنعني ان اخرج وقلت إذا كان هذا ثمن محبة الناس لي فلا مانع.. وكل ما اتأخر ومخرجش فترة ثم اخرج افاجأ بالناس يستقبلونني بترحاب زيادة وتشجيع كبير في اي مكان اخرج له مهما غبت غلبني الناس بكرمهم وترحابهم في الشارع وفي الجامع والكنيسة والمصنع والحارة.
حتي رئي بعد 4 سنوات ان احضر وتم دعوتي إلي عيد العمال واستقبلني الناس بتصفيق ونداءات ياجنزوري يا بتاع الفقراء.
ما حدث في ثورة ال 18 يوما كيف تابعته؟
- انا نزلت مرتين مرة دخلت من شارع قصر العيني ومرة من ميدان عبدالمنعم رياض، مرة كانت في 29 يناير والمرة الثانية 4 فبراير.
كيف رأيت المشهد في التحرير؟
- كنت في منتهي السعادة انا مواطن بطبيعتي من صغري متمرد علي الغلط علشان كده دائما يحطوني في صفوف العسكريين، يعني انا رغم كل المناصب التي اخذتها اكره كل بهرجة السلطة ، ولا اقبل ما يسمي بالمنافع الحلال من السلطة أي حاجة جاية من السلطة اخشاها وكل ما يهمني ان ترضي عني الناس وهذا نصيبي في حياتي.
في عهد المجلس الأعلي للقوات المسلحة توليت رئاسة الوزراء من نوفمبر 2012.. ما الفرق بينها وبين الحكومة الأولي؟
- كان الشغل الشاغل بتاعنا حتي منتصف 2013 يتعلق بالدستور ومجلس الشعب وانتخابات الرئاسة، لكن انا عيني دائما علي الناس. عندي سنويا 253 ألفا بيضافوا لرصيد البطالة. كل الذي عملته في ال 8 شهور انني اوقفت عجز الموازنة وأوقفت زيادة الدين الخارجي.. وأوقفت نزول الاحتياطي النقدي.
انت الآن مستشار لرئيس الجمهورية من 16 يوليوالماضي.. أي مضي عليك حوالي 7 شهور.. هل انت علي اتصال مستمر بالرئيس عدلي منصور؟ وما أبرز الأمور التي تستشار فيها؟
- كل ما يتعلق بشأن الامة وقابلته 10 أو 12 مرة في خلال هذه الشهور وكان الحديث عن الاقتصاد والأمن والسياسة.
كيف بدأت علاقتك بالمشير السيسي؟
- في السنة اللي انا حضرت فيها كرئيس للوزراء كان بيحضر مع المجلس العسكري، وشفته فيها قبلها بفترة من يناير حتي آخر نوفمبر 2011 ثم بعدها وحتي الآن.
متي لفت انتباهك؟
- قبل ان أتولي رئاسة الوزراء وبعدها، لأني اقدر الانسان الذي لا يتكلم الا قليلا وعندما يتكلم يعي ما يقول، هو كثير الصمت وعندما يتكلم قليلا يقول المفيد.
قابلته بعد ان خرجت من الوزارة؟
- مرات عديدة.
محور الحوار
- الوضع العام في مصر.
في المناسبات العسكرية تجلس علي يمين المشير..
- محور الحديث عن أمور أمنية وسياسية، مثلما أقول للرئيس وللوزراء المعنيين. أقول له واتناقش معه، ولكن ما اقدر ان اقوله عنه انه انسان يسمع كثيرا سواء عندما كنت رئيس وزراء وحتي الآن وعندما يتكلم تشعر انه فاهم.
ماذا تتوقع من الرئيس الجديد؟
- أتوقع من الرئيس والحكومة ومجلس الشعب ان يشعروا ان مصر في حالة حرب والدليل علي ذلك كما قلت اننا كنا بنصطدم مع 3 دول: اسرائيل وفرنسا وانجلترا، ولم نهاجم وفي حرب 73 لم نهاجم، والنهاردة شعرنا ان وسائل الاعلام الغربية تهاجمنا بشراسة، هناك ايضا مشكلة المياه وسد النهضة.. اثيوبيا لا تحتاج مياها وانما تريد كهرباء ما دامت تريد كهرباء، تقيم سدودا صغيرة تولد الكهرباء ولا تحجز المياه.
قلت ان ملف المياه يتطلب تدخل الدولة بشكل قوي.. كيف تري التعامل مع اثيوبيا في هذا الشأن.. من منطلق التعاون أم من منطلق الردع؟
- لازم يكون الحديث أولا عن التفاوض خاصة إن الطرف الثالث السودان اصبح لا يشعر بالضرر وانا المتضرر الوحيد، واذا كان التفاوض لا يجدي لابد ان انقل هذا للوضع الدولي، لازم يترجم إلي فعل أفضل بعد التفاوض وهو مخاطبة العالم وتوضيح ان هذا الأمر ضار بي وليس به فائدة لأحد حتي لاثيوبيا. لازم نشوف الاماكن التي نتكلم فيها حتي لا نكلم أنفسنا.
أزمة الطاقة هل تراها أزمة كبري؟
- لدينا انواع من الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية والطاقة النووية، وهذا امر لابد منه لأنه ليس لدي مصادر اخري ولا يوجد غير بدائل الطاقة المتجددة خاصة ان المواد البترولية نستورد معظمها.
كيف تري دور الدكتور الجنزوري في الفترة القادمة؟
- اقدم المشورة لمن يطلب رأيي.
هل يمكن لهذا الدور ان يتحول إلي دور تنفيذي مرة أخري؟
- لأ.. صعب اللي عملته إمبارح أعمله النهاردة. محدش يعرف ان بقالي 3 سنين من ساعة الثورة مشفتش الميه لا بحر أحمر ولا أبيض ومركبتش طيارة إلا مرة 24 ساعة رحت زرت زوج ابنتي في لندن. انا مادام عندي فرصة أني أتكلم مع السلطة العليا سأستمر في هذا.
إذا كانت تلك هي الصورة كما اوضحت، وذلك هو المخرج كما اكدت، هل تشعر بالتفاؤل؟
لامر لا يتم الحكم عليه بالتفاؤل أو بغيره، وانما بالرؤية الشاملة للقريب الآن والبعيد، وهنا يمكن النظر إلي امرين ضروريين، اولهما ان خريطة الوضع المحلي والعربي والاقليمي والدولي بدأت تتغير لصالح مصر، والامر الثاني ان من يقترب من تولي القيادة يعرف ابعاد الأمن القومي، ويعرف انها لا تقف عند مجرد تأمين الحدود، وانما تمتد إلي كل جوانب الامن الداخلي والمطالب الاساسية من عدالة اجتماعية وما ترتكز عليه من عدالة توزيع الدخل، بما يحقق توفير لقمة العيش، بالاضافة إلي تحسين التعليم وتطوير الصحة وتوفير الاسكان والنهوض بالاعلام والثقافة وتحقيق العدالة الناجزة والأمن الفاعل.
وبحكم قربي من المشهد العام ومن اصحاب القرار خلال الفترة الماضية، استطيع ان أقول إنني مطمئن، خاصة فيما يتعلق بالأمر الثاني، وانا متفائل بمستقبل مصر بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.