طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو بإقامة برنامج إعلامي خاص بالقارة الإفريقية يتم تنفيذه على امتداد السنوات الثلاث المقبلة. وأشار في كلمته اليوم -أمام الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام المنعقد في العاصمة الغابونية، ليبروفيل- إلى أن هذا البرنامج الذي يسعى إلى إبراز مكانة القارة الإفريقية ودورها في العالم الإسلامي سيشمل، من بين أمور أخرى، عقد منتديات إعلامية، وإعداد أفلام وثائقية تسلط الضوء على الإمكانات والفرص الاستثمارية الهائلة للقارة الإفريقية. وأكد الأمين العام ضرورة التفاعل مع الإعلام الخارجي عبر تنفيذ إستراتيجية منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الإسلاموفوبيا، موضحا كذلك أهمية فتح مكاتب إعلامية للمنظمة في عدد من العواصم العالمية، وتعيين موظفين مكلفين بالإعلام في مكاتب المنظمة بالخارج، بالإضافة إلى تعيين إعلاميين في الدول الأعضاء للتنسيق مع الأمانة العامة. وأوضح أن هذه الدورة حملت معها عدد من المقترحات المهمة في المجال الإعلامي من شأنها الارتقاء بالعمل الإعلامي الإسلامي وتعزيز التنسيق في الشؤون الإعلامية في إطار المنظمة ومنها الدعوة إلى إنشاء منتدى الإعلاميين المسلمين في إطار المنظمة، وإطلاق قناة فضائية باسم المنظمة، داعيا رجال الأعمال في القطاع الخاص والمستثمرين المسلمين للإسهام في تمويل إنشاء هذه الفضائية للمنظمة في شكل شراكات، وكذا الاستثمار في كبريات المؤسسات الإعلامية، وهي في غالبها مؤسسات ذات عائدات ربحية لا يُستهان بها وتسهم في تبادل المعلومات والأخبار في العالم الإسلامي والخارجي وتصحيح صورة الإسلام". وقال إحسان أوغلو أنه في حين تجتاح العالم اليوم ثورة متسارعة في التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات، يواجه عالمنا الإسلامي تحديات تؤخره عن التطور والتنمية من ناحية، وحملات غير مسبوقة من الإسلاموفوبيا من ناحية أخرى. ودعا لمواجهة هذا الوضع وتكريس الاهتمام الموحد بالعمل الإعلامي الإسلامي المشترك من أجل الدفاع عن قضايا الأمة والنهوض بحقوقها ومصالحها الأصيلة. وشدد أن قضية فلسطينوالقدس تتصدر هذه القضايا وتحظى بأولوية خاصة في اهتمامات المنظمة، فإسرائيل تعمل على الإسراع في عمليات تهويد مدينة القدس، وفصْلها عن محيطها العربي الإسلامي، وتطويقها بالمستوطنات السكنية، واختلاق شتى الذرائع لتهجير سكانها من العرب والمسلمين، وتسارع كذلك ببناء المستوطنات اليهودية فوق الأراضي المحتلة غير عابئة بالقانون الدولي والإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم كل هذه الممارسات غير المشروعة، وهذا الواقع هو ما يجعل آفاق التسوية للقضية الفلسطينية تتلاشى يوماً بعد يوم. ويزيد من عِظم مسؤولياتنا في الدفاع عن هذه القضية العادلة بوسائل عديدة، ولاسيما وسائل الإعلام. وتطرق الأمين العام إلى الوضع في قطاع غزة قائلا: يعيش سكان القطاع تحت وطأة حصار دائم جائر مخالف لكل القوانين الدولية، ويحرم سكان القطاع من السلع الأساسية الحيوية، بما يؤثر على صحة السكان وحياتهم، وسكناهم وتعليمهم وجميع جوانب الحياة اليومية. وأفاد أن العمل الإعلامي الإسلامي المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي يستدعي الأخذ في الحسبان جغرافية دول العالم الإسلامي السبع والخمسين الشاسعة التي تمتد من إندونيسيا شرقاً إلى غويانا وسورينام غرباً، فضلاً عن المجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء. والسؤال المطروح هو: هل يُعقل أن يصل صوتنا إلى كل أنحاء العالم الإسلامي في ظل الإمكانيات البشرية والمادية المحدودة جداً المتوفرة لدى الأمانة العامة للمنظمة؟. وأضاف إحسان أوغلو أنه قد آن الأوان لتوفير التمويل المالي اللازم لصندوق التفاعل مع الإعلام الخارجي الذي سبق أن طُرح في مؤتمرات وزراء الإعلام السابقة. لذلك، فإنني أدعو الدول الأعضاء والمؤسسات والأفراد إلى الإسهام المالي في هذا الصندوق، مشيدا بمبادرة المملكة العربية السعودية التي أعربت عن استعدادها للإسهام في تمويل هذا الصندوق مع باقي الدول الأعضاء، وذلك خلال انعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في مدينة جدة في سبتمبر 2006م.