أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى في كلمته أمام الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام المنعقد في العاصمة الغابونية، ليبروفيل، خلال الفترة 19 20 إبريل 2012، بحضور فخامة رئيس جمهورية الغابون، الحاج علي بونغو أوديمبا، عن اقتراح بإقامة برنامج إعلامي خاص بالقارة الإفريقية يتم تنفيذه على امتداد السنوات الثلاث المقبلة. وأشار إلى أن هذا البرنامج، الذي يسعى إلى إبراز مكانة القارة الإفريقية ودورها في العالم الإسلامي سيشمل، من بين أمور أخرى، عقد منتديات إعلامية، وإعداد أفلام وثائقية تسلط الضوء على الإمكانات والفرص الاستثمارية الهائلة للقارة الإفريقية. وأكد الأمين العام على ضرورة التفاعل مع الإعلام الخارجي عبر تنفيذ استراتيجية منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الإسلاموفوبيا، موضحا كذلك أهمية فتح مكاتب إعلامية للمنظمة في عدد من العواصم العالمية، وتعيين موظفين مكلفين بالإعلام في مكاتب المنظمة بالخارج، بالإضافة إلى تعيين إعلاميين في الدول الأعضاء للتنسيق مع الأمانة العامة. وقال الأمين العام: طرحنا على هذه الدورة عدداً من المقترحات الهامة في المجال الإعلامي من شأنها الارتقاء بالعمل الإعلامي الإسلامي وتعزيز التنسيق في الشؤون الإعلامية في إطار المنظمة. كما تضمنت المقترحات الدعوة إلى إنشاء منتدى الإعلاميين المسلمين في إطار المنظمة، فضلا عن أهمية إطلاق قناة فضائية باسم المنظمة، وذلك استجابة للطلبات المتكررة التي وصلت إلى الأمانة العامة للمنظمة من الرأي العام المسلم والقطاع الخاص والمجتمع المدني في الدول الأعضاء. ودعا رجال الأعمال في القطاع الخاص والمستثمرين المسلمين للإسهام في تمويل إنشاء هذه الفضائية للمنظمة في شكل شراكات، كما "ندعوهم إلى الاستثمار في كبريات المؤسسات الإعلامية، وهي في غالبها مؤسسات ذات عائدات ربحية لا يُستهان بها وتسهم في تبادل المعلومات والأخبار في العالم الإسلامي والخارجي وتصحيح صورة الإسلام". وأضاف إحسان أوغلى أنه في حين تجتاح العالم اليوم ثورة متسارعة في التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات، يواجه عالمنا الإسلامي تحديات تقعد به عن التطور والتنمية من ناحية، وحملات غير مسبوقة من الإسلاموفوبيا من ناحية أخرى. وولمواجهة هذا الوضع، ينبغي أن نكرس اهتمامنا الموحد بالعمل الإعلامي الإسلامي المشترك من أجل الدفاع عن قضايا الأمة والنهوض بحقوقنا ومصالحنا الأصيلة. وتتصدر هذه القضايا قضية فلسطينوالقدس الشريف التي تحظى بأولوية خاصة في اهتمامات منظمتنا. فإسرائيل تعمل على الإسراع في عمليات تهويد مدينة القدس، وفصْلها عن محيطها العربي الإسلامي، وتطويقها بالمستوطنات السكنية، واختلاق شتى الذرائع لتهجير سكانها من العرب والمسلمين. وتسارع إسرائيل كذلك ببناء المستوطنات اليهودية فوق الأراضي المحتلة غير عابئة بالقانون الدولي والإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم كل هذه الممارسات غير المشروعة. وهذا الواقع هو ما يجعل آفاق التسوية للقضية الفلسطينية تتلاشى يوماً بعد يوم. وهذا الواقع المرير يزيد من عِظم مسؤولياتنا في الدفاع عن هذه القضية العادلة بوسائل عديدة، ولاسيما وسائل الإعلام. أما في قطاع غزة، فإن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، ويعيش سكان القطاع تحت وطأة حصار دائم جائر مخالف لكل القوانين الدولية، ويحرم سكان القطاع من السلع الأساسية الحيوية، بما يؤثر على صحة السكان وحياتهم، وسكناهم وتعليمهم وجميع جوانب الحياة اليومية. وقال الأمين العام: لا شك في أن العمل الإعلامي الإسلامي المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي يستدعي منا الأخذ في الحسبان جغرافية دول العالم الإسلامي السبع والخمسين الشاسعة التي تمتد من إندونيسيا شرقاً إلى غويانا وسورينام غرباً، فضلاً عن المجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء. والسؤال المطروح هو: هل يُعقل أن يصل صوتنا إلى كل أنحاء العالم الإسلامي في ظل الإمكانيات البشرية والمادية المحدودة جداً المتوفرة لدى الأمانة العامة للمنظمة؟. وأضاف إحسان أوغلى أنه قد آن الأوان لتوفير التمويل المالي اللازم لصندوق التفاعل مع الإعلام الخارجي الذي سبق أن طُرح في مؤتمرات وزراء الإعلام السابقة. لذلك، فإنني أدعو الدول الأعضاء والمؤسسات والأفراد إلى الإسهام المالي في هذا الصندوق. وفي هذا السياق، فإنني أشيد بمبادرة المملكة العربية السعودية التي أعربت عن استعدادها للإسهام في تمويل هذا الصندوق مع باقي الدول الأعضاء، وذلك خلال انعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في مدينة جدة في سبتمبر 2006م.