لم يكن يمر يوما منذ اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير من عام 2012، دون أن تعلن الأجهزة الأمنية من إحباط محاولة لتهريب الأسلحة من نوعية أر بي جيه والكلاشينكوف والمدافع من عيارى 250 و500 مللى وأحيانا الصواريخ الخفيفة المضادة للطائرات. وكان المكان الرئيسي لضبط هذه الأسلحة في الغالب يتركز في نطاق محافظة مطروح وخاصة بمدينة السلوم الحدودية، مما أعطى مؤشرا بأن تلك الأسلحة قادمة من دولة ليبيا من مخازن الأسلحة الخاصة بالنظام الليبي السابق، والذي كان يخزن ترسانات تكفى عدة دول وليست ليبيا وحدها وبعد انهيار النظام في ليبيا أمام إرادة الشعب الليبي سقط جانب كبير من السلاح في أيدي تجار عاثوا به في الأرض فسادا وانتشرت في كافة الدول المحيطة عن طريق البيع وأحيانا للمجاملة. وكانت عملية تهريب الأسلحة تبدأ بعدة مسارات من أهمها الطريق الساحلي السلوم مطروح ومن شمال الصحراء الغربية إلى الواحات البحرية ثم إلى الجيزة ثم الصعيد ومن شمال الصحراء الغربية عبر المدق الواصل بين واحة سيوة وواحة جغبوب بليبيا عن طريق بحر الرمال الأعظم، كما أن عمليات تهريب الأسلحة كانت تتم عن طريق مراكب الصيد والقوارب القادمة من السواحل الليبية إلى السواحل المصرية. وبعد أن أطلق الفريق أول عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي مبادرة تسليم الأسلحة والذخائر الغير مرخصة أثناء زيارته لقيادة المنطقة الغربية العسكرية في 16 أكتوبر الماضي حتى لاقت تلك المبادرة قبولا شديدا من عمد ومشايخ القبائل البدوية بمطروح، وسلم أبناء القبائل البدوية 1500 قطعة سلاح للمخابرات الحربية بمطروح خلال شهرين لتصبح مطروح أكثر محافظات الجمهورية استجابة لتلك المبادرة. وقال العمدة أحمد أبو طرام رئيس مجلس عمد ومشايخ القبائل البدوية، إن أبناء القبائل قد قاموا بتسليم 1500 قطعة سلاح خفيف وثقيل للمخابرات الحربية بمطروح تنفيذا لمبادرة وزير الدفاع وكان من بينها 1051 قطعة سلاح ناري و260 صاروخ من طراز جراد ومولوتيكا و132 قذيفة شديدة الانفجار و40 معدة خاصة بالدبابات و17 عدة تكميلية. وأشار رئيس مجلس العمد والمشايخ، إلى أنه آن الآوان لتكاتف جميع الطوائف السياسية بمحافظات مصر من أجل الحفاظ على الوطن. وأكد عمد ومشايخ القبائل البدوية على شكرهم للقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب والبؤر الإجرامية، معلنين دعمهم الكامل لعناصر المنطقة الغربية في استعادة الاستقرار والسيطرة الأمنية واصطفافهم حول القوات المسلحة والشرطة ليبقوا حراسا لبوابة الوطن الغربية.