يعد مقياس النيل بالروضة من المنشآت العباسية القديمة، وكان يستخدم لقياس فيضان النيل لتحديد الضرائب في العام الزراعي المقبل، ولمعرفة هل سيصيب مصر جفاف أم فيضان؟!. أنشيء المقياس في عهد الخليفة المتوكل على الله العباسي عام" 247 ه - 861 م "، ويقع في الطرف الجنوبي لجزيرة الروضة بالقاهرة وأصبح بعد إنشاء السد العالي مكاناً أثرياً مهجوراً يأتي إليه السياح ويقومون بدفع 15 جنيهاً رسوم تذكرة الدخول لمشاهدته. ويتكون المقياس من عمود رخامي مدرج يعلوه تاج يبلغ طوله 19 ذراعا، ويستخدم ذلك العمود في قياس منسوب المياه، ويتوسط العمود بئر مربع مشيد بأحجار مهذبة يزيد سمكها كلما زاد العمق، وعلى هذا شيد البئر من ثلاث طبقات السفلى على هيئة دائرة، يعلوها طبقة مربعة ضلعها أكبر من قطر الدائرة، والمربع العلوي والأخير ضلعه أكبر من المربع الأوسط. ويتصل المقياس بالنيل بواسطة ثلاثة أنفاق تصب ماؤها في البئر من خلال ثلاث فتحات في الجانب الشرقي، حتى يظل الماء ساكنا في البئر، حيث أن حركة المياه في النيل من الجنوب إلى الشمال وبالتالي لا يوجد اتجاه حركة للمياه في الناحية الشرقية والغربية، ونقشت على جدران البئر من الداخل وفوق عقوده آيات قرآنية مكتوبة بالخط الكوفي. ومن خلال جول قامت بها بوابة أخبار اليوم، أكد أحدى العاملين بالمكان أن طريقة القياس كانت تتم كالتالي:- أولاً: كان يتم فتح الثلاثة أنفاق للسماح للمياه بالعبور من خلالها إلى العمود الرخامي المدرج. ثانياً: كان يتم متابعة عملية ملء المياه، حتى يتم الانتهاء من تفريغ المياه بالمقياس. ثالثاً: وبعد ذلك يتم قياس فيضان النيل. رابعاً: يتم ترك المياه بالمقياس حتى يأتي وقت الجفاف لمصر وبعد ذلك يتم إعادة فتح الأنفاق الثلاثة وبذلك تعود المياه مرة أخرى خارج المقياس.