قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن القوات الحكومية تحقق انتصارات في حربها مع المعارضة المسلحة ولن يهدأ لها بال طالما أن هناك "إرهابي واحد على الأرض السورية". وأضاف الحلقي أن "زمن الإملاءات وسياسة الأمر الواقع والتهديد والوعيد قد ولى إلى غير رجعة وأن عصر الانتصارات والعزة والفخار يصنع حاليًا على الأرض السورية من خلال الانتصارات الرائعة التي يسطرها الجيش العربي السوري في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة وفلولها وتجفيف منابعها"، في تأكيد منه على تشبث سوريا بموقفها ضد الدعوات الغربية المنادية بتنحي الرئيس بشار الأسد. وجاءت تصريحات الحلقي أثناء زيارته لإيران التي قدمت لسوريا دعما عسكريًا ومساعدات اقتصادية بمليارات الدولارات خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام وأودت بحياة مئة ألف شخص، ولم تلح في الأفق أي علامات تذكر على إمكانية وقف هذه الحرب بالطرق الدبلوماسية. وقالت الأممالمتحدة إن مؤتمر "جنيف 2" للسلام سيعقد في 22 يناير كانون الثاني. وكانت الحكومة والمعارضة السياسية قالتا إنهما ستشاركان في المؤتمر ولكن مقاتلي المعارضة في الميدان رفضوا هذه المحادثات. وعززت قوات الأسد قبضتها على محيط دمشق ووسط سوريا هذا العام ولا يواجه الرئيس السوري الأسد أي ضغوط تذكر لتقديم تنازلات لخصومه طالما أنه يحافظ على التفوق العسكري والدعم الإيراني. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن الحلقي قوله للنائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري "الحكومة السورية لن تسمح بوجود إرهابي واحد على الأرض السورية." وذكرت الوكالة أن جهانغيري رد بأن إيران تقف "قيادة وشعبا في خندق واحد إلى جانب سوريا ومساندتها لها على كل الصعد ضد محور الشر العدواني الذي يستهدفها كونها قلب المقاومة وبلدا محوريا ومهما جدا في المنطقة والعالم." وأرسلت إيران بعض القوات الخاصة إلى سوريا لمساعدة جيش الأسد الذي يحظى أيضا بدعم من حزب الله اللبناني والمقاتلين الشيعة العراقيين، ويقاتل هؤلاء المعارضين المسلحين الذين انضم إليهم مقاتلون إسلاميون سنة يتدفقون من العالم الإسلامي. ويعكس حجم الوفد المرافق للحلقي والذي يضم وزراء الطاقة والكهرباء والصحة والخارجية مدى أهمية التحالف بين البلدين. وقالت سانا إن الحلقي وجهانغيري بحثا تنشيط الخط الائتماني الإيرانيلدمشق والذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات وإمكانية عودة الشركات الإيرانية للعمل في سوريا التي عصفت الحرب باقتصادها والإسراع في تنفيذ صفقات توريد منتجات نفطية ومعدات طبية ومواد غذائية.