أعلن مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية عن قيام الوزارة بإعلان حالة الاستنفار بين كافة قطاعاتها استعدادا لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، الاثنين المقبل. وأوضح المصدر الأمني - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس - أن أروقة وزارة الداخلية شهدت العديد من الاجتماعات المتواصلة التي عقدها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مع مساعديه، خاصة مع اللواء أحمد حلمي مساعد الوزير للأمن، واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير مدير أمن القاهرة، واللواء أشرف عبدالله مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزي، واللواء خالد ثروت مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني، واللواء سيد شفيق مساعد الوزير للأمن العام، واللواء محمد راتب مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون؛ لوضع اللمسات النهائية علي خطة تأمين المحاكمة. واعتمد محمد إبراهيم وزير الداخلية خطة تأمين المحاكمة، والتي سيشترك بها أكثر من 20 الف ضابط ومجند من مختلف قطاعات الوزارة اعتبارا من يوم السبت القادم قبل المحاكمة بيومين، وتتضمن عدة محاور أهمها تأمين نقل مرسي من مقر احتجازه الجبرى الى مهبط الطائرة بسجن طره ومنه الى مقر المحاكمة بمعهد أمناء الشرطة عبر باب داخلى؛ حيث سيتم نقله بواسطة مروحية عسكرية، وكذلك تأمين نقل باقى المتهمين من محبسهم بمنطقة سجون طره الى مقر المحاكمة والعكس، بالإضافة الى تأمين قاعة المحاكمة من الداخل، ثم التأمين بعد انتهاء الجلسة، وكذلك تأمين هيئة المحكمة منذ مغادرة أعضائها لمنازلهم حتى الوصول الى قاعة المحكمة والعكس. وتتضمن خطة التأمين اغلاق شارع طره تماما من الجانبين، سواء من جانب طريق الأوتستراد أو من جانب طريق الكورنيش، مع وضع بوابات إليكترونية على بداية الشارع من الجانبين لتفتيش الوافدين الى مقر المحاكمة اليكترونيا والاطلاع على تحقيق الشخصية لكل من صدر له تصريح بحضور الجلسة من الإعلاميين وأهالى المتهمين والمجنى عليهم من الدرجة الأولى والمحامين، وكذلك نشر تشكيلات من الأمن المركزى ومجموعات قتالية بمحيط منطقة طره وأعلى أسطح العقارات المحيطة بها لتأمينها بشكل كامل واجهاض أية مخططات من قبل عناصر تنظيم الاخوان لافساد المحاكمة، بالإضافة الى انتشار رجال الإدارة العامة لمباحث القاهرة ومفتشى الأمن العام حول داخل منطقة طره لمنع وصول أية من البلطجية والخارجين عن القانون اليها، بينما سيقوم رجال الإدارة العامة للمرور ومرور القاهرة بإعداد محاور بديلة وتغيير بعض المسارات للشوارع والطرق الرئيسية المحيطة بالمنطقة خلال المحاكمة. وأشار المصدر الأمنى إلى أن خطة تأمين المحاكمة لن تكون قاصرة على منطقة طره فقط، بل ستمتد الى العديد من المحافظات بعد ورود معلومات الى أجهزة الأمن باعتزام تنظيم الاخوان القيام بأعمال شغب والتعدى على المنشآت الهامة والحيوية بتلك المحافظات؛ حيث تم اعلان حالة الطوارىء فى معسكرات الأمن المركزى وقوات الأمن بتلك المحافظات، وتكثيف الإجراءات الأمنية بمحيط المنشآت الهامة والحيوية والمواقع الشرطية لمواجهة أية حالات للتعدى عليها من جانب، فضلا عن نشر مجموعات مسلحة من قوات الانتشار السريع للتدخل الفورى فى حالة وقوع أية أعمال شغب بالشوارع والميادين. وأوضح المصدر أنه بالنسبة لتأمين المنشآت الهامة والحيوية، فقد تم التنسيق مع القوات المسلحة لتأمين تلك المنشآت على مدار ال24 ساعة، ومن بينها مجلسى الشعب والشورى، ومجلس الوزراء، ومبنى اتحاد الاذاعة والتليفزيون، والبنك المركزى، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية، ومدينة الانتاج الاعلامى؛ لضمان عدم محاولة البعض لاقتحامها أو التعدى عليها، بالإضافة الى تأمين أقسام ومراكز الشرطة من خلال تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير أى حالات اعتداءات عليها لتحديد هوية المعتدين وضبطهم، بالإضافة الى تزويد كل قسم ومركز شرطة بمجموعة قتالية من قطاع الأمن المركزى بجانب القوات الأمنية المكلفة بتأمين القسم أو مركز الشرطة لصد أى هجوم عليه. المحافظات الحدودية: وأكد المصدر الأمني أن خطة وزارة الداخلية لتأمين محاكمة الرئيس المعزول لم تغفل المحافظات الحدودية؛ حيث سيتم تشديد الإجراءات الأمنية على كافة المعابر من والى سيناء بمدن القناه الثلاث؛ ومن بينها نفق الشهيد أحمد حمدى، وكوبرى السلام، وجميع المعديات بقناة السويس، وكذلك نشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بمحافظتى شمال وجنوب سيناء لمواجهة أي محاولات لتسلل العناصر الارهابية إلى القاهرة والقيام بأية أعمال ارهابية أو تخريبية. وحذر المصدر الأمنى من أية محاولة لتهريب المتهمين أو اقتحام قاعة المحاكمة أو الاقتراب من منطقة سجون طره، مشددا على أن أي محاولة من ذلك القبيل ستواجه بكل حسم وقوة ووفقا للقانون. وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد أمر بإحالة كل من الرئيس المعزول محمد مرسي، وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمد البلتاجي القيادي بتنظيم الإخوان، وأحمد عبدالعاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، وأيمن هدهد مستشار رئيس الجمهورية السابق، وعلاء حمزة، والناشط عبدالرحمن عز، وأحمد المغير، والشيخ وجدي غنيم، ومنسق حركة "حازمون" جمال صابر، وأربعة آخرين إلى محكمة جنايات القاهرة؛ وذلك بعد أن وجهت النيابة العامة لهم تهم ارتكاب أحداث قصر"الاتحادية" التي وقعت في 5 ديسمبر 2012 وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين أمام القصر الجمهوري, والتحريض العلني على ارتكاب تلك الجرائم.