سرقت الهزيمة الثقيلة التي مني بها منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام غانا الأضواء من كل ما عداها من أحداث.. ولم يعد للناس حديثا إلا هذه الفضيحة الكروية التي أفسدت علينا فرحة العيد. وكأن المنتخب قد استكثر علي الشعب المصري أن يفرح بعد أن مرت صلاة العيد بسلام وبدا واضحا تراجع الاخوان وانصارهم عن تحويل ساحات الصلاة الي ميادين قتال بعدما تأكدوا من رفض الشعب بجميع أطيافه لتصرفاتهم واستفزازاتهم للجيش والشرطة البعيدة عن الاسلام والغريبة علي المسلمين. «خلونا في الماتش» حتي لا تأخذنا السياسة بعيدا عن هذه المباراة التي وضعنا عليها آمالنا في التأهل لمونديال البرازيل العام القادم بعد غياب 42 عاما عن آخر مشاركة لمصر في كأس العالم بايطاليا عام 0991. كل الناس.. كل المحللين.. كل النقاد والصحفيين الرياضيين لم يذهبوا في اسوأ توقعاتهم المعلنة أو غير المعلنة إلي أكثر من التعادل أو الهزيمة بهدف علي أمل التعويض بالفوز بأكثر من هدف في لقاء الاياب بالقاهرة في 91 نوفمبر القادم. كل الصحف خرجت صباح أمس الأول بعناوين تبعث علي التفاؤل وتتحدث عن »العيدية« التي ينتظرها المصريون من »الفراعنة« في كوماسي حيث اقيمت مباراة الذهاب. وتؤكد أن منتخبنا يستطلع هلال المونديال في كوماسي وأن روح التحدي تسيطر علي أبطال مصر وتأكيدات المدير الفني للمنتخب بوب برادلي الأمريكي أننا جاهزون للفوز علي غانا.. وما أن بدأت المباراة حتي اتضح أننا لا جاهزون ولا »يحزنون«! الهدف الأول الذي افتتح به منتخب غانا نصف دستة الأهداف التي هزت مرمانا جاء في اللحظات الأولي للمباراة ليؤكد أنهم خططوا لنصر كبير يتحدث عنه العالم.. ماذا حدث لنجومنا؟ لا أحد يعرف.. تاهوا في الملعب وبدوأ كالأقزام أمام عمالقة غانا الذين هزمناهم 01 مرات من قبل! كلما وصلت الكرة الي أقدامنا استولي عليها بكل سهولة نجوم غانا وبدأوا منها هجمة جديدة.. والمرات القليلة التي رأينا فيها شبه هجمات منتظمة لمنتخبنا انتهت بكرات في السماء أو خارج الملعب.. لم نر فرصة واحدة مؤكدة ضاعت منا لتسجيل هدف حتي نتباكي عليها حتي الهدف الوحيد الذي احرزناه جاء من ضربة جزاء.. أين كعب مصر العالي علي غانا الذي صدعتنا به التصريحات قبل المباراة.. انكسر هذا الكعب بعدما سقط منتخبنا في الفخ الذي نصبه أبطال غانا في كوماسي. والان.. وبعدما ضاع أمل المونديال ماذا سنفعل؟ هل يستمر الجهاز الفني للمنتخب بقيادة برادلي في مهمته أم يستقيل؟ وسواء استقال أم أقيل هل نبحث عن مدرب أجنبي آخر أم نعود لاختيار مدرب وطني من أبطال مصر؟ لا أتصور ان يستمر برادلي بعدما ثبت فشله ولا أريد أن استمع لمن قالوا إننا يجب ألا ننسي أنه أمريكي وأن ما حدث ربما يأتي في اطار مخطط كسر ارادة المصريين.. إنني انظر إليه واتعامل معه كمدرب فقط بصرف النظر عن جنسيته ومادام قد أثبت فشله لابد أن يرحل فما قدمه علي أرض الملعب يؤكد أنه لم يخطط لأي شيء وأن تعليماته لم تصل للاعبين وترك المباراة للظروف! مباراة الاياب في 91 نوفمبر القادم أصبحت تحصيل حاصل لن تقدم او تؤخر في ضمان وصول غانا لنهائيات كأس العالم لكنها بالنسبة لنا مباراة تحد ربما لم نواجهه من قبل في أي بطولة. مباراة لابد أن نستعيد فيها كرامتنا الكروية التي أهدرت علي أرض ستاد كوماسي ولابد أن نستردها علي أرض ستاد الدفاع الجوي.. كيف نصل إلي هذا الهدف؟ هذه مهمة اتحاد الكرة ومسئوليته مهما كانت الصعاب. المصريون لا يستحقون الاهانة التي لحقت بنا في كوماسي.