أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ترحب بالاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت المراقبة الدولية "باهتمام وحذر". وقال فابيوس – في مقابلة الثلاثاء مع إذاعة "أوروب 1" أن باريس تنظر باهتمام للمبادرة الروسية، إذ انه وللمرة الأولى يوجد هذا الانفتاح ، أما الحذر فلأنة يوجد تحول فى الموقف الروسى ، موضحا أن الجانب الروسى كان ينفى وجود أسلحة كيميائية في سوريا ، ثم أنكر أنه كان هناك هجوم كيماوي ، ولكن الموقف الروسى تطور "وهذا شىء جيد". وأوضح فابيوس أن الموقف الغربى الثابت بدأ يؤتى ثماره وهم الروس أدركوا أن هناك أدلة وقوع المذبحة الكيميائية تتزايد ، وأكد مجددا أن باريس ترحب بالمبادرة الروسية ولكن بشروط ثلاثة ، الأول التزام الرئيس السوري بشار الاسد "وبدون تاخير بوضع مجمل ترسانته الكيميائية تحت مراقبة دولية والسماح بتدميرها"على أن يتم ذلك استنادا الى قرار ملزم من جانب مجلس الأمن الدولي مع برنامج زمني قصير ونتائج حازمة اذا لم يف الاسد بالتزاماته. وأضاف أن فرنسا تشترط أيضا ضرورة إحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لان "المسئولين عن المجزرة الكيميائية يجب إلا يفلتوا من العقاب"..أما الشرط الأخير فيتمثل فى تعهد النظام السوري الآن بالتزامات واضحة وسريعة ويمكن التحقق منها . سلط وزير الخارجية الفرنسي في الوقت نفسه الضوء على صعوبة عملية وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت المراقبة ، حيث أشار إلى أن سوريا لديها بالفعل "أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية"، ومن الصعب تحديد مواقعها وتدميرها. وتابع "علينا أن نكون فى يقظة ، ونحن نعتقد ونعلم أن سوريا لديها أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية لا يجب ان نقول الآن أن الضربات العسكرية الفرنسية - الأمريكية لن تحدث..وإذا لم يقبل الأسد بشروطنا ، فلابد من عقوبات". وأكد فابيوس أن الرئيس السورى سيترك الحكم بالطبع لانه لا يمكن أن نتصور أن شخص الذي كان مسؤولا عن قتل 110 ألاف شخص "يمكن أن يبقى إلى أجل غير مسمى في السلطة" ، وأضاف "هدفنا هو التفاوض السياسي، ولكن أكدنا انه من أجل تحريك الوضع، لابد من إظهار موقف حازم للغاية" ، وأكد مجددا على رغبة فرنسا التى تشدد على ضرورة إحالة ملف الرئيس السورى الأسد إلى الجنائية الدولية ، لانه "عندما يكون هناك جريمة ضد الإنسانية ، فيجب إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية ، ويمر ذلك عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وأكد وزير الخارجية الفرنسى أن باريس كانت دائما فى الصدارة فى جميع المفاوضات بشأن الأزمة السورية..معلنا أن فرنسا سوف تشارك فرنسا في "المحادثات بين الولاياتالمتحدة وروسيا" فى ذات الشأن. وأضاف انه سيجرى مباحثات هاتفية فى وقت لاحق اليوم مع نظيره الأمريكى جون كيرى ، كما سيقوم بزيارة الأسبوع القادم إلى موسكو بخلاف المشاورات والاتصالات المتواصلة مع الشركاء الأوروبيين والصين، بالاضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة.