اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح ،الجمعة 30 أغسطس، بتطورات الأزمة السورية في ضوء التحضير لضربة عسكرية تعد لها الولاياتالمتحدة وحلفائها ردا علي استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق. وتحت عنوان "حماية المدنيين" رأت صحيفة البيان أنه من البديهي أن أي عملية عسكرية أو حرب تستهدف في المقام الأول حماية المدنيين أو إرساء الأمن والسلم في نهاية المطاف، فلا توجد حرب تشن على نظامٍ ما بدون أن يكون أحد أهم مراميها وضع حد لآلة القتل لا سكب المزيد من الدماء. وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت حماية المدنيين الهاجس الأساس للمجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة والتحالفات الفاعلة على الأرض في غير مكانٍ من العالم فواجب التدخل أمر لا مناص منه وضروري وحتمي ويجب أن يحدث في أسرع وقتٍ ممكن لأن التأخير سيعني مزيداً من الضحايا والنازحين. وأعادت صحيفة الرياض السعودية إلى الأذهان، ما قام به الأسد الأب في حماة، حيث أباد ما يزيد على ثلاثين ألفاً بكل وسائل أسلحته، ووصفت الأسد الابن، بأنه "نيرون" جديد يفعل ما يعزز غريزة القتل في تكوينه التربوي ونزعته غير السوية، حيث أراد أن يكون النسخة عن والده، ليعاقب سورية بشراً وتراثاً واقتصاداً بجميع أدوات التدمير. أما صحيفة المدينة السعودية فقالت "ربّما اعتقد سفاح سوريا بشار الأسد أن واشنطن تقاعست عن عزمها توجيه الضربة العسكرية، التي أكدت كافة المؤشرات على أنها واقعة، بعد تحركات العديد من القطع البحرية الأمريكية والبريطانية نحو سوريا". وأشارت إلى أن التغاضي عن تلك الجريمة سيعتبر بمثابة ضوء أخضر لتكرارها؛ بما يؤدّي إلى تقويض القيم والأسس الأخلاقية والإنسانية التي تدعو لها كافة الأديان السماوية، والتي قامت على أساسها مبادئ حقوق الإنسان، والأممالمتحدة نفسها. وبينت الصحيفة أن معاقبة النظام السوري لن تكون فقط بسبب جريمة استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة وتسببه في مقتل أكثر من 1000 شخص بما في ذلك الأطفال والنساء، فقد شكلت تلك الجريمة الذروة في سلسلة الجرائم التي نفذها ضد شعبه وأودت بحياة عشرات الآلاف من الضحايا باستخدامه كافة الأسلحة الفتاكة. فيما رأت صحيفة الشرق السعودية أن روسيا وإيران الحليفتان للنظام السوري ما زالتا ترفضان حتى اللحظة فكرة إيواء بشار الأسد وعائلته، فيما يبدو وكأنهما لا ترغبان في حمل إرثه من الإجرام والوحشية. وقالت "ومع التصلب الذي يبديه رئيس النظام السوري تجاه مطالبات شعبه بتنحيه عن سدة السلطة في البلاد ومع فشل كافة المحاولات والحلول السياسية الدبلوماسية التي بذلت على كافة المستويات لحل الأزمة السورية، ومع التداعيات المتتالية لممارسات النظام ضد الشعب السوري بالإرهاب والقتل وسفك الدماء، التي كان آخرها القتل بالأسلحة الكيماوية ما أوجد أرضية خصبة لاستهداف النظام بضربة عسكرية ومعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأبرياء العزل". وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يمكن أن يظل بشار الأسد رئيساً ولا يمكن أن يدخل في أية تسوية سياسية يتم التخطيط لها سواء كان ذلك قبل الضربة المتوقعة في أية لحظة أو بعدها.