منذ بدء اعتصامات الاخوان وأنصارهم وانطلاق المسيرات الدموية إياها من رابعة العدوية والنهضة ارتفعت أصوات عديدة تطالب بتدخل الدولة لوقف نزيف الدم المصري.. وعندما دعا الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الشعب للنزول للشوارع لمنح الجيش والشرطة تفويضا للتصدي للارهاب لم تتردد الجماهير وجاءت الاستجابة الكاسحة في السادس والعشرين من يوليو الماضي.. وتصاعدت الآمال بأن الحل الأمني للأزمة بات وشيكا.. ومع مرور الوقت وعدم حدوث جديد يتزايد الشعور بالاحباط بين الناس.. والحقيقة أنني مندهش من ذلك.. فالسيسي عندما طلب التفويض لم يقل متي سيستخدمه.. فالرجل أقدم على هذه الخطوة لتكون كل الخيارات مطروحة على مائدة المفاوضات.. وليكون الخيار الأخير وبعد استنفاد كل الوسائل السياسية.. والحقيقة أننا خرجنا بالعديد من الدروس والنتائج المفيدة من العام الأسود الذي قضاه الشعب المصري تحت حكم الاخوان .. فدعونا نهدأ ونفكر بروية.. ولعل من أبرز هذه النتائج: النتيجة الأولى: سقوط القناع عن جماعة الاخوان الذين كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة بوصفهم ناس طيبيين وبتوع ربنا والتنظيم الناجح اداريا وتجاريا والذي يمكن أن يحول مصر لتركيا.. ليتضح فشلهم الذريع في كل شيئ باستثناء خلع الأرصفة.. فضلا عن افتقادهم للوطنية والولاء لمصر.. واتضح للجميع انهم الفصيل الارهابي الرئيسي الذي خرج جميع الارهابيين على اختلاف مسمياتهم من رحمه.. النتيجة الثانية: عودة روح الانتماء للوطن بشكل تجاوز بمراحل ثورة 25 يناير .. فبعد أن شعر المصريون ان بلادهم التي يعرفونها مهد الحضارة والثقافة تضيع منهم .. فضلا عن تحويل سيناء لمرتع للارهابيين الذين آطلق مرسي سراحهم والذين سمح لهم بالقدوم من الخارج.. انطلق مارد القومية الوطنية المصرية من قمقمه ليحطم من يقف في سبيله.. النتيجة الثالثة: بروز شخصية الفريق السيسي كزعيم وطني يوضع في مصاف الكبار مثل عبد الناصر.. فالرجل استجاب لشعبه وتحدى القوة العظمى الوحيدة في العالم وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل شعبه.. النتيجة الرابعة: انتشار قيم مدنية الدولة والتنوع والحرية والديمقراطية والشرعية للشعب بين جموع الجماهير التي باتت تعرف حقوقها جيدا وترفض تماما ان يستعبدها أحد.. ووسط كل ذلك لابد وأن يسود التفاؤل فلقد استعدنا مصرنا التي اختطفتها عصابة الاخوان.. ولابد من دفع خارطة الطريق.. وعلينا ان نترك أمر إشارة رابعة وإشارة النهضة لقيادات نثق في إخلاصها ووطنيتها.. وربما يكون الحل أقرب مما نتوقع جميعا.. الكلاب تعوي.. والقافلة تسير..