في أحيان كثيرة تكون المغالطات فجة ووقحة وتفتقد إلي أدنى إحساس بالضمير وادراك للواقع وحقائق الأمور.. وهنا لا يسعك إلا الاقرار بأن هذا الذي يغالط أعمى البصر والبصيرة أو أن له غرض في نفس يعقوب ..أو كوهين.. عموما سنحاول الاجابة على هذا السؤال.. انقلاب أو ثورة من خلال الاجابة على بعض الأسئلة.. يقول البعض إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري؟ ماشي.. ما هو الانقلاب العسكري؟ الانقلاب العسكري هو تدخل الجيش المباشر وضد إرادة الشعب.. ليحل محل حكومة مدنية في إدارة البلاد.. فهل هذا ما حدث في مصر؟ ماحدث هو نزول الملايين إلى الشوارع ضد الرئيس المخلوع محمد مرسي والاخوان الفاشلين وقدرت بعض المصادر الأجنبية عدد من شارك في الاحتجاجات بأكثر من 30 مليون شخص.. وبناء على ذلك واستجابة للمطالب الشعبية قرر الجيش والأزهر والكنيسة وتمرد وجبهة الانقاذ وحزب النور السلفي وضع خارطة طريق لمستقبل البلاد.. وليس للجيش أي دور سياسي حاليا فهناك رئيس مدني هو عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية.. ولكن قد يقول البعض ان مهمة الجيش هي حماية الحدود وليس التدخل في السياسة؟ حسنا.. حماية الحدود.. بهدف ماذا؟ بهدف حماية الشعب طبعا.. فالهدف الأساسي للجيش هو حماية الشعب من أي خطر داخلي أو خارجي.. وهل كان هناك خطر داخلي؟ بالطبع عندما تكون هناك جماعة استولت على السلطة من خلال انتخابات مطعون في صحتها أمام القضاء ويؤكد البعض أنها مزورة.. ومن خاض الانتخابات ممثلا لها هارب من السجن ومتهم في قضية تخابر.. ومؤيدوها يحضون على العنف وتنقل وسائل الاعلام صورهم وهم في تدريبات قتالية ويحملون مختلف أنواع الأسلحة.. عندما يكون هذا هو الوضع الذي يعترض عليه الناس.. فالشعب إذن في خطر.. إذن هل ما حدث ثورة؟ ما هي الثورة.. ان لم تكن خروج هذا الطوفان البشري الهائل إلى الشوارع.. انها ليست ثورة بل هي الثورة.. أكبر ثورة في تاريخ البشرية.. ولم يجد الجيش بدا من الاستجابة لها وإلا انهارت الدولة.. إذن لماذا اعترضت الولاياتالمتحدة وإسرائيل على ما حدث؟ تجيب صحيفة ''هآرتس'' الاسرائيلية بأن رحيل مرسي عن السلطة أفقد إسرائيل 4 مكاسب لم تكن موجودة في نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي حفاظ مرسي على بنود اتفاقية كامب ديفيد، وتجنيب إسرائيل صواريخ حركة حماس المقاومة لعلاقته الجيدة بقياداتها باعتبارهم جناحهم في فلسطين، وهدم الأنفاق الحدودية في سيناء والتي خفضت من عمليات التهريب، وأخيراً تعزيز الخلاف بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط عن طريق مهاجمة محور المقاومة ''سوريا -إيران-حزب الله''. وبالطبع فان مصلحة أمريكا وإسرائيل واحدة.. عموما ان أبرز إجابة على سؤال انقلاب أو ثورة جاءت من ميادين مصر كلها بعد الاطاحة بالمخلوع مرسي.. حيث انتابت الشعب المصري حالة من النشوة والفرح.. ويبدو أن الدبلوماسية المصرية تبذل حاليا كل جهدها لتوضيح حقيقة الأمر وانها ثورة بكل ما في الكلمة من معنى لتجنب وقف المساعدات الأمريكية لان الاجابة لو كانت انقلاب فان ذلك يعني وقفها.. وهنا لا يسعني الا التأكيد على أن الشعب المصري مستعد آن يجوع ولا تكسر إرادته كما أن الأشقاء العرب معنا في هذا المنعطف التاريخي.. فطز في كل من يحاول كسر إرادتنا.. وفي النهاية .. وردا على من يقول انه انقلاب.. أجيب بما قاله بمبارك عن معارضيه.. خليهم يتسلوا.. أو الاخوان عن معارضيهم.. موتوا بغيظكم.. وأختم بمقولة على وزن مقولات مرسي.. من قالوا انقلابا هم المقلوبون..