نفي علاء عبد العزيز وزير الثقافة ما أشيع مؤخراً عن بدء تنفيذ مخطط لأخونة وزارة الثقافة منذ توليه لها , وقال الوزير أنه يرحب بأي مصري يملك مشروعا ثقافيا، على أن تتبني وزارته جميع المصريين - على اختلاف انتماءاتهم - مشددا على عدم استبعاد أي فصيل سياسي من المشاركة في الحياة الثقافية للبلاد؛ حتى لو كانوا جهاديين أو ليبراليين أو يساريين أو غيرهم من أى انتماء . جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى أمس برئاسة المهندس تحى شهاب الدين وحضور وزير الثقافة لمناقشة مستقبل الثقافة فى مصر . كما نفى عبد العزيز أيضا السعي إلى استرضاء رئيس الجمهورية، أو جماعة "الإخوان" التي ينتمي "مرسي" لها، مؤكدا أن المناصب محصورة على الكفاءات – أيا كانت انتماءاتهم – وأن الفساد المنتشر في الوزارة لابد من مواجهته بكل حزم. وشهد الاجتماع مشادة عنيفة بين الوزير وبين نائب حزب "الكرامة" مجدى المعصراوى وكيل اللجنة , وذلك عندما قال له المعصراوى أنت تحدثنا منذ بداية الاجتماع عن الفساد الذى تواجهه فى الوزارة منذ توليه لمسؤوليتها , لم تقدم لنا أى رؤية واضحة أو حقيقة وأسلوبك يشبه أسلوب " البقالين".., وهو ماأثار الوزير ..فانتفض واقفاً ليعلن اتراضه على ماقاله المعصراوى ,وقال : أنا لا أحد يزايد على مصريتى ووطنيتى , ,أسلوب الباقلين الذى تتحثون عنه هو الذى كان متبعاً قبل ذلك ,انت تركتوهم , ولم تتحركوا,"وقال له :"البقالين هما اللى كانوا بينهبوا المحل وما حدش اتحرك". وظل الوزير منفعلاً وأخذ يدق بيديه على المكتب أمامه وحاول النواب تهدئته ,وعاد المعصراوى ليقول أنه لم يقصد شخص الوزير ,ولكن الأسلوب المتبع فى الوزارة . وأثناء المناقشات قال أن هناك مايقرب من نصف مليون قصر ثقافة مغلق، نتيجة للإهمال، وأنه اكتشف عقب توليه الوزارة، وقائع كثيرة من إهدار المال العام، والإسراف المبالغ في كافة قطاعاتها، وأنه كان هناك صعوبة في التواصل مع القيادات المسئولة عن هذا الفساد، لذا لجأ إلى إنهاء انتداب بعضهم، وتغييرهم بقيادات أكثر كفاءة، نافيا أن تكون توجهاتها إسلامية، أو في سياق "أخونة" الدولة"، كما يردد الإعلام. واستعرض الوزير، وقائع إهدار المال العام في كل من البيت الفني للمسرح، وللفنون التشكيلية، ووجود لائحة مختلفة لكل منهما، وتتباين الأجور بهما، مشيرا إلى أن رئيس إحدى القطاعات يتحصل على 16 ألف جنيه شهريا، و8 آلاف آخرين بدل جهد غير عادي، وأن رئيس الأوبرا السابق تحصل على 487 ألف جنيه خلال ال 18 شهر فقط بعد الثورة. وفيما يخص رئيس الأوبرا، كشف الوزير أن رئيس الأوبرا كان يتقاضى نصف مليون جنيه من مكان واحد فقط، بخلاف بدلات للجلسات والمهرجانات، لافتا إلى أنه مازال يحصر ما كان يتقاضى، خاصة أن هناك حفلات فى الإسكندرية تم شغل 50 مقعدا كحد أقصى وإجمالى المقاعد 800 مقعد. أما بالنسبة للهيئة العامة للكتاب، قال الوزير إن كل كتاب يتم إصداره يتقاضى المسئول 700 جنيه حتى لو تم إصدار مجموعة كاملة يتم تقاضى ال700 جنيه. وبالنسبة للمسارح فإن المشكلة بها انها لاتطابق اشتراطات الدفاع المدنى ,ولن نسمح بتكرار حادث مسرح نى سويف مرة أخرى . ,وشدد الوزير على أنه ليس له موقف شخصى مع أحد ووقال رداً على سؤال النائب السلفى وكيل اللجنة عن حزب النور عماد المهدى أن إقالته لأحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب وإيناس عبد الدايم جاء بناءً على مواقف ووقائع فساد موثقة , وقال له إذا شئت زرنى فى مكتبى بالوزارة وسأعرض عليك الأوراق التى تؤكد هذا . وأوضح الوزير أن مرتجع الجرائد والمجلات التي تتبع الوزارة يصل في بعض الحالات إلى 93%، وأن هذا يعد إهدارا للمال العام، ونتيجة لسوء الإدارة والمحتوى والتوزيع، مستشهدا أيضا بعدم وجود خطة واضحة أو استراتيجية للترجمة، في ظل غزو دول مثل الصين وتركيا وإيران ثقافيا للدول الأفريقية. وأكد الوزير، أن الوزارة بصدد إنشاء بنك للترجمة لنشر الثقافة المصرية في الدول الأفريقية، كما أن هناك مجلة جديدة معنية بالشأن العربي، ويجرى بحث سبل توزيعها، لنشرها في كافة أرجاء الوطن العربي.