أثار فيروس "كورونا" القاتل، موجة من الهلع والقلق في السعودية، لاسيما المنطقة الشرقية من المملكة التي سجلت أكبر نسبة للإصابة بالفيروس، ويمر عليها المعتمرون القادمون برًا. جاء ذلك بعد إعلان وزارة الصحة السعودية، أمس، عن تسجيل 4 حالات إصابة بالفيروس في المنطقة الشرقية من المملكة، ليرتفع عدد الإصابات إلي 28 حالة، توفي منهم 15 حالة منذ سبتمبر الماضي. ووفقاً لبيان وزارة الصحة التي نشرته وكالة الأنباء السعودية، فقد حظيت محافظة "الإحساء" شرقي المملكة بأكبر عدد من المصابين، حيث أصيب بها 15 حالة، توفى منهم 9 خلال الشهر الجاري، فيما توزعت بقية الإصابات في كل من الرياضوجدة والدمام. ورغم عدم تسجيل حالات إصابة بالفيروس في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، إلا أن ظهوره في "الإحساء" والتي تعد "طريق القادمين إلى المملكة براً للعمرة والحج (من دول مجلس التعاون) وفي جدة، وهي طريق القادمين جواً لأداء الحج والعمرة، يثير قلقاً أيضا في صفوف المعتمرين. ويتوقع أن تستقبل المملكة نحو مليون معتمر من كافة أنحاء العالم خلال شهر رمضان المقبل. وأشار الصحة في بيانها إلى أن إحدى إصابات محافظة الإحساء تماثلت للشفاء وخرجت من المستشفى، فيما بقيت 3 حالات أخرى تتلقى العلاج وتخضع حالياً للرعاية الطبية. وذكرت الوزارة أنها "استعانت باستشاريين متخصصين في مجال مكافحة الأمراض المعدية من جامعات عالمية في أمريكا وكندا يعملون معها، مشيرة إلى أنها ستعلن عن أي معلومات أو توصيات علمية جديدة بشأن هذا المرض. وكان وزير الصحة السعودي، الدكتور عبدالله الربيعة، قد كشف قبل يومين، أن عدد الحالات المصابة بالفيروس في المملكة منذ شهر سبتمبر الماضي بلغ 24 حالة ، توفي منهم 15. ولفت إلى أنه من خلال متابعة المصابين، تبين أن أعراض المرض تتمثل : في ارتفاع الحرارة ، والسعال ، يتبعها إلتهاب رئوي حاد يصيب كلتا الرئتين . وقال: " بعد دراسة تلك الحالات تبين وجود مؤشرات لانتقال الفيروس لدى المخالطين عن قرب، إلا أنه أوضح أن طريقة الانتقال ومصدر الفيروس غير معروفين إلى هذه الساعة. ونفى وزير الصحة أن تكون منطقة الإحساء هي من اقتصرت على تسجيل الحالات، مبيناً أنه تم تسجيل حالات في كل من الرياضوجدة والدمام . ويعد فيروس "كورونا" أو ما يسمى الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث تمثل 15% من الفيروسات المسببة للأنفلونزا التي تصيب الإنسان ، بينما يعد هذا النمط جديداً ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله ، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي كعلاج لهذا الفيروس. ويسبب الفيروس الجديد بعض أعراض مرض "سارس" الناجم عن فيروس إكليلي آخر والذي ظهر في الصين عام 2002 وأودى بحياة نحو 800 شخص في العالم قبل أن يصبح تحت السيطرة. وتنتشر الفيروسات الاكليلية بنفس طريقة حالات عدوى الجهاز التنفسي الأخرى مثل الانفلونزا، وتنتقل عبر الرذاذ المنتشر في الهواء عندما يقوم المصاب بالعطس أو السعال. وقالت منظمة الصحة العالمية إن تحقيقات تجري لمعرفة المصدر المحتمل للعدوى وطريقة الإصابة وامكانية انتقال الفيروس بين البشر.