هم غالبا مجموعه من الشباب تجمعهم هواية واحدة، قرروا عمل فرقة موسيقية لتعريف الناس بموهبتهم، يكتبوا أغانيهم ويقوموا بتلحينها، لكنها تتوقف عند مرحلة ما تبقيهم أسرى "الأندر جراوند" أو تحت الأرض.. و"الأندر جراوند" لم تكن كلمة معتادة لتطلق على الفرق الغنائية، لكن قبل الثورة كانت قد انتشرت مجموعة من الفرق الغير معروفة والتي تجد سبيلها للغناء في عدد من الأماكن الثقافية المعروفة والغير معروفة سواء في القاهرة أو في الأقاليم حول العاصمة. لكن شهرة هؤلاء الشباب ظلت حبيسة مواقع "اليوتيوب" و"فيسبوك" ولم يتعرف عليهم سوى بضعة شباب من محبي هذه النوعية من الموسيقى، فقد اختلفوا كثيرا عن الرائج، وبدلا من الحديث عن الرومانسية، أطلق هؤلاء الشباب العنان لأنفسهم في الحديث عن السياسة والمبادئ والأخلاق، وكل ما قد يخطر ببال أحد له علاقة وثيقة بالحياة وشئونها وما يعانيه الناس، وربما كان هذا هو السبب الأساسي الذي جعلهم يظلون في هذه المنطقة "الأندر جراوند" وعزف المنتجون عنهم. من هذه الفرق من ذاع صيتها بعد الثورة، وخرج معها إلى الواقع ، مثل وسط البلد ، مسار إجباري وكايروكي على سبيل المثال، ومنها من ظل في مكانه، وقد أوضح بعض الشباب الذين يعملون في هذا المجال أن بعض من هذه الفرق استطاع الإمساك بالعصا من المنتصف في الجمع بين ما يريدون قوله وما يريد المنتجون إطلاقه. انتشرت هذه الكلمة كثيرا بعد الثورة، وتم تخصيص مناسبات وحفلات ليغني فيها هؤلاء الشباب، وهم كثر، وربما تكون الثورة فتحت بابا لهؤلاء الشباب للخروج من نطاق "الأندر جراوند" إلى الشهرة ولكن، هل خروجهم للنور يعني أنهم مازالوا "أندر جراوند" أم أن –الخصخصة- أنهت ما يطلبونه هم ، إلى ما يطلبه المستمعون ! يقول "شريف" أحد أعضاء فرقة "عدم الإنحياز" إن "الأندر جراوند" مازال موجودا وما ظهر على السطح ما هم إلا مجموعة قليلة، لكن المجموعة الأكبر والأكثر موهبة مازالت لم تُعرف بعد ولم يحاول أي منتج الوصول إليها، فمبدأ المنتجين مازال كما هو، يسعون وراء من يحي الكثير من الحفلات "، الثورة لم تفرق كثيرا في إظهار أحد منا وطريقة التفكير لم تتغير. ويوضح "مصطفي" وهو من احد الشباب المهتمين بالفرق الغنائية "الأندر جراوند" والذي قام بإطلاق موقع إلكتروني مختص بهم وبمواعيد حفلاتهم، أن الثورة لم تغير الواقع لدى هؤلاء الشباب، وحتى إن كانت فرق مثل وسط البلد أو كايروكي قد أصبحت مشهورة إلا أن نطاق واسع من الجمهور مازال يعتبر موسيقاهم مختلفة ويصنفهم على هذا الأساس، أما ما حدث للموقع الإلكتروني من إغلاق لفترة قصيرة ليست له علاقة كبيره بهؤلاء الفرق الذين اعتبر عدد كبير منهم أصدقائي ولكن له علاقة أكثر بمشكلات فنية، فهؤلاء الشباب دائما ما يجدوا طريقهم نحو أحلامهم وما يريدونه.