رفضت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وقوى يسارية فلسطينية أخرى المشاركة في استقبال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقرر أن يصل إلى قطاع غزة مساء الأربعاء8 مايو. وأرجعت "فتح" وبقية قوى اليسار هذا الرفض إلى ما قالت إنها "فتاوى مشبوهة أصدرها القرضاوي دعت لتدخل الولاياتالمتحدة ودول الغرب في الأزمتين الليبية والسورية". واعتبرت هذه القوى أن زيارة القرضاوي، الذي يترأس وفدًا يضم 50 عالمًا من 14 دولة، "تعزز الانقسام الفلسطيني" القائم منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو 2007. وستكون زيارة القرضاوى هي الأولى له لقطاع غزة، المحاصَر من إسرائيل منذ أكثر من 6 سنوات. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول في تصريحات صحفية: إ"ن زيارة الشيخ القرضاوي لقطاع غزة هي زيارة مشبوهة؛ لأنها تأتي من شخص مشبوه بمواقفه وفتاواه التي دعا فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلف شمال الأطلسي إلى التدخل في الشؤون العربية والأزمتين السورية والليبية". ومضى العالول قائلاً: "نرفض بشكل قاطع هذه الزيارة التي تتم بالتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف إلى تعميق الجرح الفلسطيني بتكريس الانقسام وتقديم الدعم لإمارة حماس في قطاع غزة". ورأى أن فتاوى القرضاوي "تثير الفتن والصراعات" في الوطن العربي وبين الشعوب الإسلامية، "وأدت إلى مقتل مئات الآلاف من أبناء سوريا وليبيا وفلسطين الأبرياء". قال القيادي في حزب الشعب وليد العوض إن حزبه لن يشارك في استقبال الشيخ القرضاوي على معبر رفح؛ "نظراً لمواقفه السياسية التي تتعارض مع طموحات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية"، على حد قوله. وأضاف العوض، في تصريحات لمراسل "الأناضول" أن "المواقف التي أصدرها القرضاوي وفرت غطاء شرعيًا ودينيًا للتدخل الأجنبي في ليبيا، كما دعا إلى التدخل في سوريا، ونحن لا نوافق على ذلك، كما كانت له تصريحات تدخل فيها بالشأن الفلسطيني الداخلي". في الاتجاه نفسه، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها لن تشارك في استقبال الشيخ القرضاوي؛ لأنه "شخصية دينية، وليس له أي صفة سياسية". وقال القيادي في الجبهة جميل مزهر "لن نشارك في استقبال القرضاوي اعتراضاً على المواقف والفتاوى التي صدرت عنه وشرعت تدخل القوى المعادية في الشئون العربية كدعوته لأمريكا وحلف الناتو للتدخل في سوريا وليبيا وغيرها من البلدان العربية". وتابع أن "فتاوى القرضاوي ومواقفه تتناقض مع مصالح الأمة العربية وتخدم المشروع الأمريكي الذي يحاول تفتيت المنطقة للسيطرة على خيرات الأمة العربية ومقدراتها، وهذا يتنافى مع تطلعات الشعوب العربية". وفي وقت سابق تحفظ محمود الهباش، وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية بالضفة الغربية، عن زيارة القرضاوي، إن "أي زيارة تجرى تحت أي مغزى سياسي هي مرفوضة وضارة بالقضية الفلسطينية".