قال "الائتلاف الوطني لقوي المعارضة السورية" إن المجتمع الدولي يقف في "امتحان الضمير والأخلاق". وارتكب نظام بشار الأسد بحق المدنيين في قرية البيضا بمحافظة طرطوس غربي سوريا من "جريمة إبادة جماعية" أمس الخميس. وأضاف الائتلاف، في بيان صحفي أصدره، الجمعة 3 مايو، نسخة منه، إن الأنباء القادمة من قرية البيضا قرب بانياس تفيد بوقوع أحداث "ترقى إلى جريمة إبادة جماعية". وتابع أن الشهادات الأولية "تفيد بأن قوات الأسد مسؤولة بشكل مباشر عن إعدام وحرق ما لا يقل عن 150 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وفق تقديرات متحفظة. ويؤكد شهود من المكان أن عصابات الأسد استخدمت السكاكين في الإجهاز على الضحايا الأبرياء". واستند الائتلاف المعارض في وصف "الإبادة الجماعية" إلى أن "التعريف القانوني الوارد في المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية الموقعة عام 1948، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1951، والمصادق عليها من قبل سوريا؛ ينطبق على هذه الجريمة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من مجلس الأمن؛ حماية للأمن والسلم الدوليين". ومضى قائلا: "كما أن ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية يشمل هذه الجرائم المرتكبة من قبل النظام، ويستدعي إحالة الملف إلى المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لمباشرة التحقيق الدولي اللازم". ودعا الائتلاف المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل بقوله إن "المجتمع الدولي يقف الآن أمام امتحان الضمير والأخلاق، ليثبت مرة واحدة أنه قادر على التدخل بفعالية لوقف الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد، والتي تشكل جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية في القانون والعرف الدوليين". كما طالب جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ب"التحرك السريع من أجل إنقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سوريا"، معتبرا أن هناك "عصابة مجرمة اتخذت الإرهاب منهجا للقضاء على مطالب شعب بالحرية". وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، عن أن مدينة بانياس شهدت اشتباكات شرسة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة، أدت إلى مقتل عدد من الجنود، أمس الخميس، وهي الأولى في هذه المدينة منذ اندلاع الصراع بين الطرفين قبل أكثر من عامين. وأضاف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في تصريحات صحفية، أن القوات النظامية ومسلحين موالين لها حاصروا قرية البيضا عند المدخل الجنوبي. فيما أفادت تقارير من نشطاء معارضين داخل سوريا بأن مدينة البيضا تعرضت لقصف شرس من زوارق حربية. بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الجيش ضبطت أسلحة وذخيرة فيما أسمتها "أوكار الإرهابيين" بالبيضا، وأنه تم القضاء على عدد كبير من "الإرهابيين" في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع ببانياس، على حد قولها. ومنذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في مارس 2011 للمطالبة بإنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، سقط في سوريا أكثر من 70 ألف قتيل معظمهم مدنيون، وفقا للأمم المتحدة، فضلا عن الجرحى والمفقودين والمعتقلين والنازحين واللاجئين والدمار الذي حل بكافة المحافظات.