شفت تحرش، امنع التحرش في مصر، ضد التحرش، إمسك متحرش، انا ضد التحرش، أوقفوا التحرش، مسلمون ضد التحرش....كل هذه صفحات لإعلان الثورة علي التحرش بصفحات التواصل الاجتماعي " الفيسبوك". أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، هي أكبر ساحة للثورة ضد التحرش، و مشاركة مشاكل الشارع الناتجة عن وجود متحرشين، ولعرض أحداث التحرش التي تمت معهم بالفعل من خلال استخدام شاشة الحاسب الآلي دون خجل، للتعبير عن الآلام النفسية الناتجة عن المعاناة التي تتعرض لها الفتيات و السيدات، ربما للتنفيس وربما لأملهن في إحداث تغيير وإيصال الألم النفسي للمتحرش، ربما يغير سلوكه. وحملت الصفحات شعارات عديدة منها " مش هسكت ولا أغمى عنيا، ولا هخاف من رأى الناس فيا، هفضح المتحرش في الشارع، هو المريض هو الغلطان، هقول مش هخاف العيب مش فيا" ، "شيل إيدك إلهي تتقطع"، " المتحرش لا دين له". وتقدم بعض هذه الصفحات تعليقات ربما ساخرة، انتقادية، وأحيانا بشكل نصيحة، ومنها " لما تبقى ماشي في شارع و في بنت ماشيه و الوقت متأخر..اسبقها عشان متخفش"، "مرة وحدة أبوها أغتصبها، فسألوا: ايه اللي وداها هناك؟؟"، "عندما يتحول الرجٌل الى حيوان يمشى على قدمين...تحولي إلي أحد نساء الأمازون"، " اللي يفكر يمد إيده عليكي .... اقطعيهاله". كما تعاطفت بعض الصفحات مع المتحرش، متعاملة معه على أنه مريض نفسي، رافعين شعار "المتحرش مش حيوان !! المتحرش انسان مريض يحتاج إلى العلاج النفسي و المعنوي !!. وعرضت بعض الصور الحقيقية للتحرش، و المقالات، الأفلام التسجيلية، وأفلام للتوعية، وتعليقات الناس على موضوع التحرش ،كما قدمت بعضها دورات تدريبية للتعامل مع المتحرش، وللدفاع عن النفس، وأيضاً جلسات علاجية لتخطي الأزمة في حالة تعظم الأمر. و أوضحت التعليقات أن التحرش ليس قاصراً على اللمس، وإنما يمكن أن يكون بكلمة، نظرة، أصوات، إيحاءات، إشارات، وكل هذه أمور تعاني منها الفتاة في الشارع المصري. وتأسست حركات كثيرة تدعو لمحاربة التحرش، منها حركة "بنات مصر خط أحمر"، والتي تم تأسيسها بعد ثورة 25 يناير 2011، لحماية حقوق المرأة، والحفاظ على المرأة في ظل غياب الأمن، وتغيير المفاهيم الخاطئة، ويتكون الفريق من شباب وفتيات متطوعين من أجل شارع له هويته وأمنه. و يظهر على ساحة هذه الصفحات موضوع رئيسي وهو الثورة ضد وزير الإعلام "صلاح عبد المقصود"، ووصفه بالمتحرش، كما تدعو للحشد لعمل وقفات احتجاجية لإقالته، وأن وجوده في منصب وزير الإعلام ليس فقط إهانة لنساء وفتيات مصر، وإنما للشعب المصري بأكمله. ودعت بعض الصفحات إلى ضرورة التثقيف الجنسي بالمدارس، و التخلي عن تربية روح العزلة والخوف من الجنس الآخر، تحت مسمى "كدة عيب"، حتى يتم خلق جيل واعي ومدرك للأمر بعين ثاقبة. وعرف التحرش سابقاً بشكل واحد فقط، وهو التحرش الجسدي، ولكن مع انتشاره في السنوات الأخيرة بشكل مقزز، تعددت طرقه وأساليبه، وكلها لها تأثيرها النفسي المؤلم، و مرض التحرش منتشر في كل دول العالم، وربما من أكثر البلاد معاناة في هذا الأمر دولة الهند. ويذكر أن معهد SکM للعلوم والتكنولوجيا بالهند قام باختراع ملابس نسائية للحماية من التحرش والاغتصاب، حيث أنها مزودة بوحدة GPS لتحديد موقع من ترتديها، كما أن بها امكانية صعق المتحرش، بقوة كهربية تصل إلى 3800 كيلو فولت. و التحرش في حقيقة الأمر لا دين له، لأنه ليس هناك دين يوافق على وجود المتحرشين، و الكل يؤكد أن من له دين لا يمكنه إيذاء الآخرين، وتؤكد الدراسات النفسية، أن المتحرش ليس إلا مريض يحتاج للعلاج وليس للتعاطف على الإطلاق.