ضاق صدر المسلمين بمصر مؤخراً، نتيجة ظهور المذهب الشيعي علناً، دون أي مخاوف مثل العهد السابق. و دار النقاش بين طوائف الشعب المصري، خاصة الإسلامية، حول التشيع في مصر، وخصوصاً بعد تحسين الوضع السياحي والاقتصادي بين مصر وإيران، والذي كان منقطعاً لأكثر من 30 عاماً. و قد أخذت كلمة"الشيعة" من المشايعة، أي المتابعة، و تسمى الشيعة بهذا الاسم لأنهم يشايعون علياً وأولاده. و اختلفت الأقاويل حول بداية الشيعة هل هي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم حين كثر أعداء علي ابن أبي طالب، أم عندما تم اختيار أبو بكر الصديق للخلافة، مما دفعهم للاعتراض على خروج الخلافة من "علي بن أبي طالب" . ورد بعض أساتذة الدراسات الإسلامية على المخاوف من انتشار الشيعة بمصر بعد تحسن العلاقات مع إيران، فقال عميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالزقازيق د.محمد محمود هاشم، أن الكثيرين يحاولون السيطرة على العقول المصرية منذ أمدٍ بعيد، لدس الأفكار الشيعية ونشرها. و أضاف هاشم أن هذا يعود إلى أن مصر هي قلب الأمة العربية، ودولة الأزهر الشريف، العلم، ولها التأثير الأكبر في نشر الإسلام، وبمثابة المنارة التي تضيء وتوجه الناس في كل بلاد العالم، فيوجه كل هذا فكرهم إلى أن غزو مصر الشيعي، سوف ينتشر بهم إلى كل أنحاء العالم. و ذكر أننا لا يجب أن نخاف من تأثير قلة منحرفة فكريا، لا يمكنها التأثير على بلد الأزهر على الإطلاق. وعلى جانب آخر فرق المفكر الإسلامي وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قال د.حسن الشافعي، بين مسألة الشيعة كمذهب شيعي، والعلاقة القائمة بين مصر و إيران، مشيرا إلى أن السياسة أمراً، والدين باختلاف أشكاله أمراً آخر. و ذكر أن العرب قلقون بشأن النوازع السلبية الإيرانية، مما يدفع الكثيرين لمعارضة أي روابط بين الدول العربية وإيران، مؤكدا على انه برغم الاختلاف القائم بيننا، إلا أن هذا لا يجب أن يجعلنا نصمم على العدواة المطلقة بيننا وبينهم، لأن هذا في نهاية الأمر عدوان على دولة إسلامية. ورفض ما يجول في بعض النفوس حول انتشار المذهب الشيعي في مصر، مؤكداً على أن هذا شبه مستحيل، وأرجع هذا إلى أن مصر كانت خاضعة للحكم الشيعي لأكثر من 100 عام، ورغم هذا بمجرد سقوط الدولة الفاطمية، أعلن المصريون انتمائهم إلى المذهب السني. و قال أنه لا يوجد ما يمنع من قيام أي علاقات بيننا وبين أي دولة مهما اختلفت العقائد، في حالة وجود مصالح مشتركة، وأن عقائدنا نحن أقوى من أن يهزمها أي أفكار أخرى.