أكد أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة د. نصر السيد على أهمية حماية الأطفال من كافة أشكال العنف خاصة التحرش والاعتداءات الجنسية التي يتعرضون لها سواء في المؤسسات أو الشارع أو أماكن العمل أو في الأسرة. جاء ذلك خلال افتتاح المائدة المستديرة حول "كيفية حماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسي" التي عقدها المجلس القومي للطفولة والأمومة، لوضع آليات حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي، تزامناً مع تصاعد الحوار حول قضية التحرش والاعتداء على الأطفال داخل المؤسسات والأسرة والمجتمع. ووجه د.نصر رسالة تحذير قوية للآباء والأمهات والمعنيين بشؤون الطفولة في مصر أن ينتبهوا لخطورة هذه المشكلة على مجتمعنا وضرورة وضع حلول جذرية لمنع ومحاربة مثل هذه الممارسات التي تؤثر علي الطفل، مشيرا إلى الأرقام المفزعة في بعض الدراسات التي أجريت على هذه المشكلة والتي تشير إلى أن 18% من الأطفال تعرضوا لتحرشات جنسية وأن 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة للطفل وذلك على الرغم من أنه المسئول عن حمايته ولذلك يجب أن يركز الإعلام على توعية الطفل والأسرة بوسائل الوقاية كمدخل رئيسى للتصدي لهذه المشكلة مع الاستمرار في الضغط لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف وبشتى الطرق لتوسيع دائرة المعرفة لدي المجتمع. كما نبه أمين عام المجلس ضرورة منح الطفل الثقة بنفسه وبوالديه حتى يتطرق لكافة الموضوعات مع والديه دون خوف ، وتوعية الطفل بأهمية التحاور مع والديه عن كل ما يتعرض له من مواقف وأحداث دون حواجز أو مخاوف ، لأنه غالبا ما يصاب الطفل بالخجل عند التعبير عنه أو الإفصاح عما حدث له لوالديه خوفا من إلقاء اللوم عليه وتأنيبه وهذا مما يزيد المشكلة تفاقماً وأن تتوفر برامج توعية في المدرسة والمؤسسات بسبل الحماية مع وجود آلية متاحة وسهلة لكل الأطفال للتبليغ عن التحرش أو الاعتداء الجنسي . وأضافت مدير عام وحدة التنمية والنوع بالمجلس سمية الألفي، أن المائدة المستديرة تهدف أيضا إلى رصد أسباب وآثار مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال والوقوف على كيفية حمايتهم وتحصينهم وتوعيتهم من الاستغلال ومن كافة أشكال العنف، وأن التحرش الجنسي مرتبط بعدة أسباب اقتصادية مثل الفقر وزيادة عدد الأطفال وضيق المسكن بالإضافة إلى عمل الأطفال الذي يعد من أهم الأسباب لأنه يوفر أوكار للاعتداء على الأطفال في أماكن العمل والجراجات والورش الصناعية وأيضا أسباب اجتماعية مثل تأخر سن الزواج و ترك الأطفال مع ذويهم من البالغين دون شعور بالقلق حيال ذلك خاصة في الأسرة الكبيرة والممتدة، وأسباب نفسية تتمثل في ضعف الأطفال وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم وخوفهم من الراشدين وأخيراً أسباب ثقافية وهي عدم وجود ثقافة جنسية داخل الأسرة أو المجتمع مع انتشار الأفلام الإباحية والجنسية وسهولة الوصول إليها وثقافة التكتم على الاعتداء خوفا من الفضيحة.