توفيت رئيسة الطائفة اليهودية بمصر كارمن وينشتاين -السبت 13 إبريل- بعد فترة زعامة للطائفة استمرت على مدار 34 عاما. "كارمن وينشتاين" سيدة يهودية ولدت بمصر في فترة لم تختلف كثيرا عما جاء بعد ذلك ، فبعد وفاة والدتها إستر وينشتاين تولت هي رئاسة الطائفة عام 1979 ، وحدث وقتها انقسامات بين أعضاء الطائفة أنفسهم بزعامة ماريكا ليفي التي سكنت حي اليهود بالقاهرة، إلا أنه بعد انقضاء فترة لم يعرف أحدا ما الذي حدث لماريكا وتناقل جيرانها أخبار اختفاءها تماما بينما قال البعض منهم أنها سافرت أو ماتت. قامت كارمن بالحفاظ على الطائفة وجمعتها بحكمة شديدة أمام العديد من الضغوط الأمنية المشددة التي كانت تتعرض لها الطائفة من قبل ، خاصة في ظل النظام السابق وقمعهم الأمني الذي أغلق معابدهم ومنع الصلاة ، ومع الوقت وبوفاة الرجال اليهود المتواجدين بمصر لم يتمكن اليهود بمصر من الصلاة من الأساس، حيث أنه ووفقا لقواعدهم الدينية ..يلزم تواجد 10 رجال لإتمام المراسم الدينية، حيث اعتمد اليهود بعد ذلك على "استيراد" حاخام من الخارج لإتمام مراسمهم في الجنازات والأعياد الدينية. اتهمت كارمن في السنوات الأخيرة بعدة تهم مالية وعقارية إلا أنها لم تحدث ضجة إعلامية كبيرة في ظل التعتيم الإعلامي وقتها على الطوائف الدينية والتي كان يطلق عليها "أقليات" بمصر. صرحت وينشتاين عدة مرات قبل رحيلها بأنها ترفض أي مساعدات أو تمويلات أجنبية للطائفة ، عاقدة العزم على الحفاظ على وطنيتها ودينها بنفس القدر،وأكد على ذلك، تصريح المنسق الأمني السابق بين الطائفة وجهاز أمن الدولة السابق العميد حسين حمودة بقولة، "إن الفقيدة كانت مصرية في انتماءها الوطني ويهودية في عقيدتها الدينية، كما قامت ببراعة بخلق التوازن بين الاعتبارين بدون إفراط أو تفريط، فهي في حكمتها تذكرنا بالبابا شنودة الذي استطاع حفظ التوازن بين مسيحي مصر." وعبر أمين مساعد حزب مصر الحديثة أسامة هارون، عن رأيه في الفقيدة قائلا: " لقد كانت مثالا للإخلاص الوطني وتأكيدا على صلاحه". يذكر أن كارمن توفيت عن عمر يناهز 84 عاما تاركة رئيسة جديدة منتخبة للطائفة من بعدها، وطائفة لا يتجاوز عددها 30 سيدة أو أقل وبلا رجال تماما، وبلا مستقبل واضح لما كان يوما أكثر من مجرد محلات مشهورة بوسط البلد أو شخصيات سينمائية بأفلام الأبيض والأسود.