محمد مصطفى قالت صحيفة الخليج الإماراتية أنه لأول مرة تدعو قوى إسلامية للتظاهر أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين الجمعة 12 أبريل، تنديدا بالأحوال المتردية في البلاد والتقارب مع إيران. وأشارت الصحيفة في عددها – الخميس 11 أبريل- إلى أن قوى سياسية أخرى دعت إلى التظاهر رفضا منها لما وصفته ب"أخونة المخابرات العامة". وأضافت الصحيفة أن "التيار الحر" دعا لتنظيم تظاهرات حاشدة الجمعة المقبلة، أمام قصر القبة الرئاسي لدعم جهاز المخابرات العامة، واحتجاجا على تصريحات بعض قيادات الأحزاب الإسلامية ضد الجهاز، وللمطالبة بمحاكمتهم على تلك التصريحات . وقال التيار في بيان له، إن هناك محاولات شرسة لأخونة جهاز المخابرات العامة، وأن هذا ظهر واضحاً في تصريحات رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي، وبعض قيادات جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية . وأشار البيان إلى مشاركة العديد من الحركات والقوى الثورية في التظاهرة، منها القيادة الشعبية لتحرير مصر وحركة ضد الإخوان واتحاد محبي مصر وائتلاف 19 مارس وحركة 6 أكتوبر وائتلاف الأغلبية الصامتة وحركة أزهريون مع الدولة المدنية . وقال منسق عام حركة التيار، محمد مشعل، إن التظاهرات تأتي لدعم مؤسسات الدولة السيادية وإيصال رسالة لتلك الجهات بأن الشعب المصري معهم ضد أي عدوان داخلي أو خارجي . وطالب مشعل المواطنين بالنزول ومشاركتهم في التظاهرات أمام قصر القبة للحفاظ على مصر، داعياً المؤسسة العسكرية ورئيس البلاد إلى التحقيق مع من اتهموا أو تعدوا على الجيش والمخابرات والقضاء بالأكاذيب وبدون أدلة وشوهوا هذه المؤسسات العريقة أمام الرأي العام . إلى جانب ذلك، رفعت جماعة الإخوان المسلمين من درجة استعدادها لتظاهرات الجمعة ، التي دعا إليها نشطاء إسلاميون اعتراضاً على الأحوال المتردية للبلاد والتنديد بأحدث الفتنة الطائفية والتقارب الإخواني مع إيران، وذلك أمام مقر مكتب إرشاد الجماعة بالمقطم. وكان عدد من القوى الثورية قد دعا، إلى تنظيم مسيرات حاشدة تنطلق غدا من ميدان التحرير إلى مقر مكتب الإرشاد، للمطالبة بما وصفوه ب"حقوق الفقراء"، إضافة إلى ائتلافات وتيارات إسلامية أعلنت تظاهرها أمام المقر الرئيسي للجماعة، اعتراضاً على تقارب الإخوان ومؤسسة الرئاسة من إيران وتنديداً ب "خطر التشيع" على البلاد . وسادت حالة من القلق في صفوف الجماعة من تطور الأحداث لتأخذ بعداً طائفياً في ظل حالة الاحتقان الحالية على خلفية الصدامات الأخيرة بين مسلمين وأقباط، ومن المنتظر أن يتوجه عدد من شباب الجماعة عصر الخميس، إلى مقر مكتب الإرشاد لحمايته خلال فعاليات التظاهر . وقالت مصادر مطلعة بالجماعة إن قياداتها، طلبت من وزارة الداخلية تكثيف التواجد الأمني حول المقر العام لها والدفع بسيارات ومدرعات الأمن المركزي حول مقر مكتب الإرشاد لمنع تكرار سيناريو أحداث ما توصف ب"موقعة الجبل" الدامية . من جانبه حذر القيادي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كارم رضوان، من استغلال الأحداث السياسية لتحويلها إلى صراع ديني، مشدداً على أن الجماعة وحزبها لديهم القدرة على حماية مقراتها وحزبها بكافة المحافظات والتعامل مع أي تصعيد في تظاهرات الغد . وأضاف، أن دعوات التظاهر أمام مقر الإرشاد ليست في محلها إطلاقا، وأن الإخوان يحترمون الدولة ومؤسساتها المنوط بها حماية المقرات من أي اعتداءات محتملة، موضحاً أنه في حال فشلت وزارة الداخلية في ذلك فإن الإخوان سيدافعون عن أنفسهم وهو حق شرعي لهم . وتابع:"أعيب على الإسلاميين المعترضين على السياحة الإيرانية لهجتهم ضد الجماعة وقادتها وحشدهم للتظاهر أمام مكتب الإرشاد، كما أطالب القوى الثورية والتيارات الشبابية بالتزام النهج السلمي في التظاهر والاعتراض" . وأبدى أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقليوبية، محسن راضي، انزعاجه من دعوات التظاهر أمام مقرات الجماعة وحزبها في فعاليات الغد، قائلاً على الجميع التحلي بضبط النفس خاصة في هذه الأجواء المشحونة . وطالب راضي كافة الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية الآن بالتخلي عما أسماه ب"المصالح الضيقة"، وإعلاء مصلحة الوطن، مشيراً إلى أنه جار التشاور والتنسيق بين أمانات المحافظات بخصوص استعدادات إضافية، سيتم الاستعانة بها للدفاع عن مقرات الجماعة وحزبها، محذراً من أن تأخذ الأحداث بعداً طائفياً، وهو الأمر الذي وصفه ب "الكارثي" . يأتي ذلك فيما واصل رئيس "حزب مصر القوية" عبد المنعم أبو الفتوح، انتقاداته الحادة لجماعة الإخوان المسلمين، التي بدأها قبل أسبوعين في المؤتمرات الجماهيرية بالأقاليم، إذ نادي في ندوة كلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا الأربعاء الماضي، بسقوط حكم الإخوان ومرشدها العام محمد بديع . وتعد هذه الانتقادات الصريحة من عبد المنعم أبو الفتوح للمرشد الأولى من نوعها، بعدما سبق ووجه انتقادات للجماعة في السابق على تدخلها في الشأن الرئاسي . وقد تسببت هذه الهتافات في وقوع تلاسن بين طلاب جماعة الإخوان المسلمين بالكلية والطلاب المنتمين لجبهة الإنقاذ الوطني، بالإضافة إلى اعتراضهم على قانون منع العمل الحزبي داخل الجامعات . واتهم أبو الفتوح من وصفهم بأعداء الثورة، الذين يعملون على تشويه صورة الثوار من خلال دس بلطجية بينهم، فالأيام الأولى من اندلاع الثورة، كان هناك أكثر من 20 مليون مصري في الشوارع، ومع ذلك لم تحدث فتنة واحدة . ودعا الشباب إلى ضرورة الحفاظ على الثورة وسلميتها، وعدم التفريط فيها لحساب فصيل سياسي بعينه، مؤكدا أن الثورة مستمرة، لأنها لم تحقق حتى الآن أهدافها. وجدد تأكيده على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حالة استمرار الرئيس محمد مرسي في ذات السياسات التي يتبعها حالياً، خاصة بعد تدهور الأحوال الاقتصادية للبلاد، حيث يمنح الدستور المصري الجديد رئيس البلاد حق الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حالة عدم قدرته على إدارة شؤون البلاد .