أثارت أحداث العنف التي وقعت أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في المقطم بين عناصر المتظاهرين وشباب الإخوان، والاعتداء على الصحفيين والمراسلين لإشعال أزمة جديدة على الساحة السياسية والحقوقية التي اعتبرت هذه الاعتداءات بالمحاولة العنيفة من قبل الجماعة لإرهاب الإعلام وقمع الحريات وتكميم المعارضة في ظل القرارات التي تتخذها المؤسسة الرئاسية دون النظر إلى عواقب الأمور، مؤكدين أن هذه الأحداث تعد انعكاسًا لرغبة الإخوان في تأديب المعارضين المرحلة القادمة، وتمكين التيار الإسلام من السيطرة على الحكم دون مراجعة أو رفض، مطالبين بمحاكمة المعتدين على الصحفيين والإعلام والتنديد بتلك الانتهاكات والتجاوزات.. بينما انتقدت التيارات الإسلامية اعتداء المتظاهرين وتراشقهم بالألفاظ المهينة محاولة للوقيعة بين الشعب المصري. عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي والقيادي بجبهة الإنقاذ، أكد على أن جماعة الإخوان المسلمين تبذل قصارى جهدها للتنكيل بالصحافة والصحفيين من خلال تلك الاعتداءات والانتهاكات التي تعرضوا لها على أيدي شباب الجماعة أمام مكتب الإرشاد في المقطم، مشيرًا أن المعركة عكست مدى تخوف قيادات الإرشاد من وسائل الإعلام المختلفة باعتبارها الوسيلة الأسرع لكشف فضائح ومخططات الإخوان للإطاحة بالشعب واعتباره مرحلة وقتية يتم استخدامها أثناء عمليات التصويت على القرارات والقوانين والانتخابات ؛للحصول على المقاعد عن طريق شراء أصواتهم، إلى أن تبدلت الأحداث والمواقف وخرج الشعب على حكم الإخوان الذي تسبب في انهيار مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً بعد أخونة الداخلية وتسخير عناصر الأمن في حراسة الممتلكات الخاصة بقيادات الإرشاد العام للإخوان في مواجهة الشعب المصري. وتابع عبد الغفار : إن الاعتداء على الصحفيين غير مبرر، لأنهم ليسوا طرفًا في الصراع السياسي بين الجماعة والمعارضة، بل يقتصر دورهم على نقل الوقائع والأخبار إلى الشعب المصري وبالتالي يصبح الاعتداء عليهم بمثابة إهانة في حق الإعلام المسئول عن تغطية الأحداث وحرمان للمجتمع في معرفة ما يجري في مصر، مشددًا على ضرورة محاكمة المعتدين من الإخوان في محاولة منهم التعتيم الإعلامي على المشهد السياسي. وأوضح المستشار أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي ومنسق تيار الاستقلال، إن أحداث الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون أمام مقر مكتب الإرشاد عكس مدى العداء الذي تكنه جماعة الإخوان المسلمين لحرية الرأي والتعبير ضد كل من يعارض سياسات الجماعة والنظام الحاكم في قمع المظاهرات السلمية وتكميم الأفواه، خاصة الصحافة التي تعبر عن الأحداث التي تمر بها البلاد على أيدي مرتكبي الاعتداءات اللا إنسانية على الصحفيين والناشطين السياسيين وفتيات مصر؛ لافتاً إلى أن الاعتداء على الصحفيين أمام مقر الإرشاد بالمقطم مخطط جاء نتيجة لانتخابات نقابة الصحفيين، التي لم تكن مرضية للجماعة الحاكمة. ومن جانبه أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن فوضى الاعتداءات التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين على الناشطين السياسيين الصحفيين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم أثناء تأديتهم لواجبهم المهني، تؤكد أننا أمام ميليشيات مسلحة تتحرك بأوامر الجماعة وتحديدًا المرشد العام للجماعة الرئيس الفعلي لمصر وليس د. محمد مرسي، لافتًا إلى أن ارتفاع حجم الانتهاكات التي يتم ارتكابها ضد الإنسانية طوال فترة صعود الرئيس مرسي لكرسي الحكم بداية من اشتباكات التحرير في مظاهرة كشف حساب 100 يوم للرئيس محمد مرسي، مرورًا بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي والتظاهر العنيف أمام المحكمة الدستورية ووصولًا لأحداث الاتحادية التي شارك فيها قيادات الإخوان بأنفسهم، مشيرًا أن تصاعدها ينذر بسقوط حكم الإخوان نهائيًا في ظل انتهاك سيادة القانون وإهدار استقلال القضاء، ومبدأ الفصل بين السلطات الثلاث. وانتقد د. أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، تجاوزات قيادات الإخوان المسلمين والاعتداء على المعارضة بهذا الشكل الفاضح لإرهاب الجميع وخاصة الصحفيين والنشطاء ومراسلي الوكالات الإخبارية أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، لخوفهم من كشف حقيقة النظام الذي سقطت أقنعته مرارًا وتكرارًا دون أن يشعر الإخوان بذلك، موضحًا أن هذه الأحداث أكدت على وجود ميليشيات غير نظامية تابعة للإخوان تعمل على قمع الشعب وقهره خاصة بعد غياب الشرطة وعناصر الأمن الذين تم أقصاؤهم بأوامر من مكتب الإرشاد، مؤكدًا أن الاعتداءات التي قام بها تنظيم الإخوان ضد معارضيهم، وخاصة الرئيس الإخواني وليس المصري محمد مرسي، الذي أثبت للجميع بأن الدم المصري رخيص وبلا قيمة أمام دماء شباب وقيادات الجماعة، عن طريق تشكيل الميليشيات التي تريد التقنين تحت اسم الجان الشعبية لطمأنة المواطنين، وإنما الحقيقة أنها تشكل ضد المتظاهرين، وهذا يتضح بصور الاعتداء على الصحفيين لتخويف الإعلام التي تنقل جرائم الجماعة وميليشياتها. مجلس الشورى يدين الإخوان وقال د. ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشورى، أن ما تعرض له الصحفيون من اعتداءات أمام مكتب الإرشاد يهدف لتكميم أفواه الإعلام والصحفيين عن أخطاء ومساوئ النظام الحاكم في مصر، خاصة وأن الوسيلة الأخيرة التي باتت تؤرق الجماعة ككل والتيار الإسلامي خصوصًا متمثلة في الإعلام بشتى مجالاته؛ لأنه أصبح الوسيلة التي يعرف بها المواطن باطن الأمور وظواهرها، لافتًا إلى أن تلك الاعتداءات والتجاوزات التي تم توجيهها للصحفيين بهذا الشكل لم يسبق لمصر أن شاهدتها في عهد النظام السابق من حكم الرئيس السابق حسني مبارك سواء على مستوى التعبير عن الرأي لجميع الصحف من مستقلة ومعارضة كانت تصل لانتقاد المؤسسة الرئاسية ككل. وأضاف الشهابي : إن أساليب الإخوان المسلمين في الحكم ومحاولاتهم في مقاومة الفكر المعارض معهم باستخدام العنف والإرهاب والميليشيات المسلحة في الموجهات التي تسفر عن جرحى من المصريين بشكل يهدد صورة مصر في الخارج والداخل، خاصة وأن الاعتداء على الصحفيين دليل على أن الجماعة أصبح صدرها يضيق بالرأي الآخر، لكن عليهم أن يعلموا أن الرأي والكلمة سيظلان تعبيرًا عن الحرية والكرامة الإنسانية مهما حدث. وأشار صلاح الصايغ عضو لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس عن حزب الوفد، إلى مسئولية رئيس مكتب الإرشاد عن تلك الأحداث التي اندلعت أمام مكتبه، في محاولاتهم للتنكيل بالصحفيين، ولتكميم باقي الأفواه التي تتخذ من هذه الأحداث رادعًا لها عن المعارضة والعمل على توجيه وسائل الإعلام المختلفة لصالح الجماعة وقياداتها. مشيرًا إلى إن الوقائع تتطلب المناقشة العاجلة من قبل مجلس الشورى للوقوف على ملابسات تلك الأحداث بكل دقة، خاصة أن الاعتداء على الإعلاميين يعكس انهيار للدولة وهيبتها أمام العالم على أيدي الإخوان. فصيل سياسي وبدوره، اتهم خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية جميع الأطراف السياسية والإعلامية المشاركة في هذا الحدث، مستنكرًا استخدام الشباب الثوري الرسم بالعبارات المهينة والألفاظ القبيحة لقيادات الإخوان أمام مقرهم الرئيس بالمقطم، في الوقت نفسه انتقد موقف الجماعة في عدم القدرة على التحكم واستخدام الحكمة في تلك الأزمات بالصبر والحكمة، خاصة وإن كان الاعتداءات المستمرة على مقرات الجماعة في عدد من المحافظات جعلهم أكثر حساسية فيما يتعلق بمقرهم وكان على الرئيس مرسي ألا يجعل هذه الأمور تمر مرور الكرام وأن يكون أكثر حزمًا تجاه حرق مقر أي حزب أو قوة سياسية. وطالب الشريف، جميع القوى السياسية باحترام القانون وهيبة الدولة في اللجوء لمحاكمة كل من اعتدى على مقرات الجماعة أو غيرها من الأحزاب، خاصة وأن اللجوء للعنف وتوريط الشرطة واتهامها بحماية فصيل الإخوان على حساب المصريين في هذه الأحداث لصالح الثورة المضادة. بينما أوضح نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد الإسلامي، أن الأداء السيئ للإخوان في إدارة البلاد خلال تلك الفترة أثار حفيظة الكثير من الشعب وخاصة المعارضين لحكم الإخوان، وذلك بالقيام بحرق مقراتهم، إن ما يحدث كشف عن حالة الغضب التي يكنها للجماعة وأدائها المترهل في الحكم سواء مؤسسة الرئاسة أو الحكومة التي بات وجودها خطرًا ينذر الحياة السياسية لصالح الإخوان فقط دون النظر لعواقب تلك الأمور، خاصة في ظل الدعوات التي تطالب بإدارة الجيش لأمور البلاد، مما ينذر بانقلاب وشيك على الرئيس محمد مرسي كما حدث مع الرئيس السابق. عرين الجماعة ومن جانبه حذر د. صابر أبو الفتوح القيادي بتنظيم الإخوان، المعارضة للإخوان من استخدام تلك الأساليب في تصفية الحسابات، والتهديد بحرق مقار الإخوان بمحافظات الجمهورية قائلًا: "لن نسمح بهذا أن يحدث وهذا الدرس لن يتكرر ثانية فجميع العناصر الإخوانية على استعداد الآن في بذل الغالي والنفيس في الدفاع عن المقرات الإخوانية".. لافتًا إلى أن التهديد باستخدام العنف وسيلة للتعبير عن رأي المعارضة فيه خراب وإشعال لحرب أهلية على مصر. وأضاف أبو الفتوح أن ما حدث أمام مكتب الإرشاد بين شباب الإخوان والمتظاهرين مؤخرًا رد طبيعي على الهجوم غير المبرر الذي تعرضوا له سواء بالسب والقذف والتراشق بالألفاظ النابية التي يتم توجيهها لقيادات لإخوان. ورفض ياسر محرز المتحدث باسم الإخوان، تسمية هؤلاء المعتدين على مقار الإخوان بالمتظاهرين ووصفهم بالأبطال والشهداء في حال سقوط أحد منهم أثناء الاشتباكات واتهام الإخوان بالمجرمين، مؤكدًا أن هؤلاء ذهبوا لمقر الإخوان لسب وقذف الإخوان بأصعب الألفاظ واستفزوا شباب الجماعة الموجودين أمام المقر وهذه حقائق يعلمها الإعلام المضلل للحقائق المراقب للحدث والمشارك في هذه الأحداث. وتابع المتحدث باسم الإخوان : إن حق التظاهر السلمي مكفول للجميع دون اللجوء لاستخدام العنف ضد الأشخاص والمنشآت، إضافة لحرية الإعلام والإعلاميين الشرفاء في نقل الحقيقة بصدق وموضوعية ومهنية للحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه من التفكك وفق قواعد الدستورية في التعبير عن الحريات والرأي. وأضاف عمرو عبد الهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير الوطني، أن ما يحدث أمام مكتب الإرشاد العام لجماعة الإخوان المسلمين ما هو إلا حيلة لإدانة الجماعة بانتهاك حقوق الإنسان، وذلك بمساعدة وسائل الإعلام المختلفة في الترويج لتلك الفكرة وهي التي ظهرت في أحداث الاعتداء على الصحفيين والنشطاء من قبل شباب الإخوان، في حين لم يظهر نفس الإعلام الصورة الأخرى والتي تتمثل في توجيه الاتهامات والتراشق بالألفاظ النابية عن طريق الرسومات الجرافيتية ضد قيادات تنظيم الإخوان الرباني.