دخلت أزمة السولار شهرها الثالث دون حل، وتزايدت الطوابير أمام المحطات بحثا عن السولار وبنزين 80 الذي شهد نقصا واضحا. وفي الوقت نفسه وارتفعت حدة المشادات بين أصحاب المحطات والسائقين واضطر عدد من أصحاب محطات الوقود لغلقها خوفا من الاحتكاك والمشاكل مع السائقين. ودخلت مزارع الأسماك على الخط لتضيف أزمة جديدة لمشكلة حصاد القمح، وعدم توافر كميات من السولار لتشغيل ماكينات الري التي تمد مزارع الأسماك بالمياه المطلوبة. وطالب أصحاب المزارع بتوفير السولار قبل أن يموت السمك في المزارع لحاجته للمياه. واشتكت محافظات كفر الشيخ، بورسعيد، الدقهلية، والشرقية من نقص السولار اللازم لمزارع السولار. وكشف مصدر مسئول بوزارة البترول، أن من أهم أسباب نقص السولار هو العجز الكبير في الكميات الموردة لمعامل التكرير من الخامات المحلية وانخفاض الطاقة التكريرية للمعامل لأقل من 50% بسبب تهالكها، في الوقت الذي يهدد فيه مستثمرون أجانب بسحب استثماراتهم في مجال التكرير والتي تبلغ مليار دولار، بسبب عدم بت هيئة البترول في طلباتهم. من جهة أخرى أكد نائب رئيس هيئة البترول ورئيس شركة ميدور السابق خبير البترول مدحت يوسف، أن الحديث عن وضع مادة كيميائية تفقد السولار صلاحيته بعد 20 يوما كلام فارغ وليس له أساس من الصحة. وأشار إلى أن السولار صلاحيته في محتواه الحراري والقيمة الحرارية التي يتمتع بها. وأضاف مدحت يوسف أن هناك طرق لتمييز أنواع البنزين من بعضها في محطات الوقود وكذلك السولار بوضع مادة كاشفة يمكن من خلالها معرفة إذا كان السولار قديم أم جديد لكن دون التقليل من كفاءته، وكذلك للتفريق بين نوع البنزين إذا كان بنزين 80 أم 90 وتكون صلاحية المادة الكاشفة من شهر إلى 6 شهور تقريبا. وأشار إلى أن هناك حالات غش للسولار بوضع مستحلب مضافا إليه الماء يغير لون السولار إلى اللون الأبيض، لكن فقدان الصلاحية كلام ليس له أساس من الصحة. ومن جهة أخرى طلب الاتحاد المصري للمقاولين لقاء عاجل مع وزير البترول المهندس أسامة كمال، لعرض رؤية الاتحاد في أزمة السولار، التي تشهدها مصر حاليًا. وفي نفس السياق أكد وزير التموين د. باسم عودة، أن الوزارة تتابع الأزمة الحالية، وأنها بصدد توفير كميات كافية من السولار خلال الأيام المقبلة، مؤكدا حدوث انفراجة خلال الأيام المقبلة، وأنه تم إنشاء غرفة عمليات لمتابعة توفير السولار للفلاحين في المحافظات أثناء موسم الحصاد.