استضاف منتدى الأحد الثقافي - الذي ينظمه قسم الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة- أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الشارقة د.نور الدين الصغير، في لقاء له بعنوان "إشكالية الهوية الثقافية". تناول "الصغير" – في اللقاء الذي عقد الأحد 17 فبراير، بمقر مجلس معهد الشارقة للفنون المسرحية – ماجستير ودكتوراه الدولة من "فرنسا" والدكتوراه من "تونس"، بالتحليل والاستقراء لكامل عناصر مكوّنات الموضوع، فقد خصّص مساحة معرفية متكاملة لاستعراض المفاهيم اللغوية والاصطلاحية للهوية والثقافة من خلال أعمال اللغويين وعلماء التاريخ والاجتماع والنفس مبرزاً مدى تكامل القراءات في هذا المجال وعمق شموليتها. وفي مجال إثارة الإشكاليات الخاصة بالهوية الثقافية، فقد تطرّق إلى عدة نقاط وتساؤلات مثل، استعراض مكونات ذات الفرد والجماعة ودورها في بلورة حقيقة المفاهيم، طرح قضايا الهوية في عالم متغير: هل الهوية ثابتة أم متغيرة ؟وما عناصر ثباتها ومساحة تغيرها واتجاهاتها، أين يكمن الخطر في التغير وكيف نهتدي إلى صياغة النموذج الأسمى في المحافظة مقومات هويتنا سليمة والتي تكمن في صياغة منظومة التوازن بين عناصر الثبات وعناصر التغيير . وأشار إلى الدور الريادي الذي تنتهجه دائرة الثقافة والإعلام بتوجيهات من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، والتي تحرص على توفير السبل المهيئة لبيئة ثقافية متكاملة يجد فيها المتعلّم حاجته في مختلف المجالات، في ظلّ التنوع الثقافي الذي فرضته الثورة، حيث تعيش مجتمعاتنا مخاضاً ثقافياً عسيراً ، وسط تحديات ثقافية عالمية . أما عن أحوال الهوية الثقافية في مواقفها من العولمة، فكان الحديث طويلاً وقد تمحور حول مجموعة من الآراء الحيوية منها : كيف تتعامل مكونات الهوية مع آليات العولمة ، ما مدى قدرة الهوية الثقافية على المواجهة ، وما قيمة المثاقفة في هذا المجال ؟ وكيف يمكن الإعداد له من قبل صنّاع القرار ؟. وتعتبر إشكالية الهوية الثقافية من القضايا ذات الأولوية في مجتمعنا العربي المعاصر لما تكتسبه من أهمية بالغة في الحفاظ على مقوّمات الفرد والمجتمع وإعداده لمرحلة الإبداع المعرفي والترشيد في حسن التلقي في عصر تتأثر فيه بقوى الغرب نتيجة الثورة في الاتصال والتكنولوجيا، ونظراً لما لهذا الموضوع من أهمية فقد حرصت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على برمجة سلسلة من المحاضرات ذات التخصّصات المتنوعة والتي من شأنها أن تكون فضاءً يجد فيه المثقف ضالته .