صدر كتاب "المثاقفة وسؤال الهوية - مساهمة فى نظرية الأدب المقارن" للدكتور صلاح السراوى عن دار الكتب بالقاهرة فى 137 صفحة من القطع المتوسط. وينطلق هذا الكتاب من سؤالين مترابطين، مؤداهما: ما المخاطر التى تهدد الأدب والثقافة فى عصر ثورة الاتصالات والعولمة والغزارة المعلوماتية والسماوات المفتوحة؟، وبالتالى : ما دور علم الأدب المقارن فى التعامل مع هذه المخاطر؟.
ويحاول هذا الكتاب دراسة عملية الانتقال الأدبى على أسس جديدة، أملتها التحولات والتغيرات الكونية المستجدة، والتى طرحت تحديات بالغة الجدية للهويات الثقافية الكبرى القديمة، تجاوزت المفهوم السابق لمصطلح "الغزو الثقافى"، لتطرح تحديات أكبر متمثلة فيما أطلق عليه اسم "التنميط الثقافى" الذى ينطوى على معانى الطمس والالحاق والتدمير الثقافى لصالح هيمنة منظومات القيم والمفاهيم والبنى الثقافية التى ينطلق منها ويبشر بها المركز الثقافى الغربى.
ويطالب الكتاب هنا بضرورة تطوير منهجية عمل الأدب المقارن لتتسع إلى مجمل المنتج الثقافى، وعدم فصل الأدب عن محيطه المعرفى والثقافى والاجتماعى العام.
وذلك من خلال تفعيل مفهوم "المثاقفة"، كما يحاول طرح آليات جديدة لعمليات التثاقف وأشكال ودرجات التفاعل الثقافى، وأن يتم تركيز العمل فى الجانب المقابل على دراسة العناصر والمكونات المحددة لمفاهيم الثقافة الوطنية والهوية الوطنية وآليات حركة كل منهما، ومن ثم دراسة مفاهيم "المثاقفة" وآليات التفاعل الثقافى بأشكالها "الطوعية" و"القسرية".
ويتبنى الكناب منهجا اجتماعيا - ثقافيا، يحاول تطوير ما قدمته المدرسة السلافية من طروحات تأسيسية تتمثل فى العلاقة الجدلية الحتمية بين "التشكيلات الاجتماعية التاريخية" و"التشكيلات الفنية والفكرية"، كما يرى الظاهرة الأدبية فى إطار أكثر اتساعا يشمل مجمل المنتج الثقافى والمعرفى الذى يتم من خلاله طرح ما أسميه ب "سؤال اللحظة التاريخية" الذى يحدد على نحو غير مباشر اتجاهات الأدب فى تلك النقطة المحددة من الزمن.
وذلك عبر تمهيد طرحت فيه أزمة مدارس الأدب المقارن الراهنة والتباسات الممارسة المقارنية بغيرها من النزعات السياسية والاستعمارية. ومن ثم التحديات الثقافية والوجودية التى تطرحها اللحظة التاريخية التى نعيشها.
والكناب يقع فى أربعة فصول هى منهج عمل الأدب المقارن، ومفهوم الثقافة الوطنية والهوية الوطنية، ومفهوم المثاقفة، ونوعا المثاقفة وآليات عملهما.