نصب فلسطينيون من سكان قرى بالضفة الغربيةالمحتلة قريبة من القدس خياما، الجمعة 11 يناير، على أرض تعتزم إسرائيل بناء مستوطنة حضرية جديدة عليها. ونصب عشرات الفلسطينيين حوالي 20 خيمة كبيرة هياكلها من الصلب على جانب تل بمنطقة "إي 1" وهي منطقة ذات حساسية جغرافية كانت إسرائيل قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستقيم عليها منازل لمئات من المستوطنين. وقال محمد خطيب أحد منظمي قرية الخيام إن هذه ستكون قرية فلسطينية سيبقى فيها الناس بصفة دائمة. وأقيمت الخيام في منطقة قريبة من قرى فلسطينية تقع على منحدرات إلى الشمال الشرقي من القدس وتطل على الطريق المؤدي إلى البحر الميت. وأطلق الفلسطينيون على مخيمهم اسم "باب الشمس"، وقال خطيب إن هذا ليس عملا رمزيا بل يجيء ردا على البناء الاستيطاني الإسرائيلي مشيرا إلى أنهم يبعثون برسالة إلى المجتمع الدولي لحثه على ضرورة اتخاذ إجراء عاجل ضد البناء الاستيطاني. ولم تبد السلطات الإسرائيلية رد فعل فوريا لكن قوات الشرطة والجيش كانت تتحرك سريعا في الماضي لإغلاق أي مخيمات فلسطينية من هذا النوع. وترى القوى الدولية أن كل البناء الاستيطاني في المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 يضر بإمكانات التوصل لاتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي. وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادا حادا بسبب موجة من البناء الاستيطاني أعلنها في الآونة الأخيرة في مناطق احتلتها إسرائيل في 1967. غير أن تعهده في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ببناء منازل استيطانية في "إي 1" أثار استياء بوجه خاص وحذر دبلوماسيون أوروبيون من أن ذلك يمكن أن يقضي على أي أمل في قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء. وتبلغ مساحة الموقع نحو 12 كيلومترا مربعا ويعتبر ذا أهمية خاصة لأنه يقع في "وسط" الضفة الغربية الضيق كما يقع في الفناء الخلفي للقدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم، والبناء الإسرائيلي في "إي 1" سيؤدي إلى سلسلة متصلة من الأحياء اليهودية في الضفة الغربية بين بسكات زئيف على مشارف القدس ومستوطنة معاليه أدوميم التي يعيش بها نحو 30 ألف إسرائيلي. وجمدت إسرائيل لسنوات البناء في "إي 1" التي لا تضم حاليا سوى مقر للشرطة بعد أن واجهت ضغوطا من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. لكن نتنياهو أعلن عن سلسلة من البناء الاستيطاني تشمل "إي 1" بعد أن حصل الفلسطينيون على وضع "دولة مراقب غير عضو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.