رأت صحيفتا "الراية" و"الشرق" القطريتان أن المبادرة التي طرحها الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا مؤخراً، لم توضح مصير الرئيس بشار الأسد. وكان الإبراهيمي قد دعا في هذه المبادرة إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة بسوريا. وقالت صحيفة "الراية"، الجمعة 28 ديسمبر، "إن المعارضة السورية ردت على دعوة الإبراهيمي بالتأكيد على أنها موافقة على أية عملية انتقال سياسي في سوريا لا يكون الأسد أو المقربون منه جزءا منها، حيث اشترطت على لسان الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني مغادرة عائلة الأسد وكبار مسئولي النظام للبلاد". وأضافت أن التحركات السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم سعيا للخروج من الأزمة في سوريا بلغت في الساعات الأخيرة أشدها مع إعلان زيارة الإبراهيمي لموسكو غدا السبت للبحث عن حلول للأزمة، ووصول نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى موسكو للغرض ذاته. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا أحد يمكنه التوصل إلى نتيجة هذه الزيارات الدبلوماسية، إلا أنها توقفت عند تحذير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للأسرة الدولية من "فوضى دامية" في حال عدم التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع في سوريا، معتبرة أن ذلك التصريح يشير إلى أن المجتمع الدولي يجد صعوبة في تقبل بقاء الأسد في السلطة بعد أن تسببت أعمال العنف والقتل في سوريا منذ بداية الحركات الاحتجاجية في منتصف مارس 2011 إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعت الإبراهيمي إلى أن يكون صريحا وواضحا مع الشعب السوري إذا فشلت دعوته الجديدة للانتقال السياسي في البلاد، مؤكدة أنه عليه أن يضع الحقائق كاملة أمام مجلس الأمن الدولي الذي يجب أن يضطلع بمسئولياته في حماية الأمن والسلم الدوليين، وأن يبادر فورا لحماية الشعب من الحرب التي لم يسلم منها بيت سوري واحد. أما صحيفة "الشرق" القطرية فأوضحت أن المعارضة في الداخل والخارج متفقة على أن أية مبادرة يجب أن يكون بندها الأول هو رحيل مجرمي الحرب المسئولين عن سفك دماء السوريين، فيما يطالب البعض منهم أيضا بمحاكمة النظام بكل رموزه، قائلة "إنه لا يمكن لمن ارتكب كل تلك الجرائم التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء وهجرت ملايين السوريين داخل الوطن وخارجه، أن يكون جزءا من أي حل سياسي". وأضافت أن المعارضة السورية والثوار مع الخيارات المفتوحة على أية عملية انتقال سياسي لا تشمل بشار الأسد وعائلته ومن ساهم في قتل السوريين وتشريدهم ودمر مقدرات وطنهم. ولفتت الصحيفة إلى أن مبادرة الإبراهيمي التي تشدد على أن "التغيير المطلوب في سوريا ليس ترميما ولا تجميليا، لأن الشعب السوري يريد تغييرا حقيقيا"، تتطلب حوارا وعملية سياسية بين المعارضة والنظام الحالي، وهو ما ترفضه المعارضة وتعتبره غير منطقي وخيالي.