آنا فتاة عمري 17 عاما في عامي الجامعي الأول ولدي أخ عمره 14 عاما وأخت تبلغ من العمر 11 سنة .. وحياتنا منذ سنوات بعيدة في عذاب.. فوالدي ووالدتي مطلقان منذ زمن بعيد وتزوج كل منهما ثانية .. وأنا وإخوتي الصغار في حالة أشبه بالتشرد نقضي بعض الوقت في هذا البيت إلى أن تحدث مشاكل فننتقل إلى البيت الآخر.. وهكذا.. والحقيقة أن والدتي عصبية جدا وعالية الصوت وهي دائما على وشك الشجار في حين أن زوجها هادئ وطيب وعلى الجانب الآخر نجد والدي مغلوب على أمره وان كان مدخنا شرها بينما زوجته أفعى بكل ما في الكلمة من معنى فهي ناعمة ولكنها خبيثة ولدغتها قاتلة.. وهكذا يتضح أن كلاهما مشغول بحياته وعمله وبيته عني أنا وإخوتي .. فهما يتملصان من مسؤوليتنا قدر استطاعتهما .. ووسط كل هذه الظروف ظهر أحمد زميلي وصديقي القديم والذي أعتبره بمثابة أخي وهو يكبرني بثلاث سنوات وأحمد يسمعني جيدا وينصحني في وقت لا أجد فيه آذانا صاغية من أبي آو أمي فكلاهما مشغول بحياته.. والمشكلة التي أمر بها حاليا والتي لا أستطيع أن آصارح بها أحدا حتى أحمد نفسه هي أنني بدأت أحس بمشاعر معينة تجاهه.. نعم أعتقد أنني أحبه .. بل وضبطت نفسي شاعرة بالغيرة من علاقاته بصديقات أخريات.. مرتبكة أنا وحائرة تماما ولا أدري ماذا أفعل؟ عزيزتي.. إنك ضحية التفكك الأسري ففشل زواج والدك ووالدتك تدفعين ثمنه أنت وإخوتك الصغار.. ولاشك أن هذه الظروف تلقي بمسؤولية مضاعفة على كاهلك فانت لست مجرد الأخت الكبرى فقط بل انت والدتهما الحقيقية.. فأرجو أن تكوني بالنضج الكافي لادراك ان المشاعر التي تكنينها لأحمد حاليا ناجمة عن الظروف الصعبة التي تمرين بها وتعاطفه معك.. فكوني صديقة وأخت له كما كنتما دائما.. وفيما يتعلق بالوالدين فاعملي على برهما وصادقيهما.. فأنت الآن كبيرة وقادرة على فهم الأمور بشكل أفضل من أخويك.. فمالا يدرك كله لا يترك كله.. فلا تعتبرينهما مشكلتين فتجدين نفسك بين نارين بل إكسبي والديك فذلك في مصلحة أخويك.. وفقك الله لما فيه الخير.. لمراسلة الباب [email protected]