تحقيق: مصطفي حمدي يبدو أن المذيع اللبناني طوني خليفة أصبح وجها محترفا في صناعة برامج الفضائح فبعد أن تخصص في شراء فضائح النجوم وتقديمها عبر برامجة الحوارية الساخنة مثل »لمن يجرؤ« و»لماذا«؟ دخل طوني مرحلة التطور الطبيعي بعرض فضائح النجوم بالصوت والصورة في برنامجه الجديد »للنشر« والذي يذاع علي قناة الجديدة اللبنانية. طوني فاجأ مشاهدي القناة بحلقة ساخنة من برنامجه تناولت ظاهرة الأفلام الاباحية للفنانات وكانت بطلة الحلقة المطربة اللبنانية »نانا« والتي شاركت أحمد عيد فيلم »خليك في حالك« حيث عرض لها طوني مقاطع من فيلم اباحي جمعها بشاب يدعي خليل كرم ليس هذا فقط بل استضاف الشاب الذي اعترف بحقيقة الفيلم بل واتصل خليل بنانا دون أن تدري أن الاتصال سيذاع في البرنامج وسرق منها اعترافا صريحا بمشاركتها في الفيلم. الطريف أن طوني الذي يتشدق دائما »بحرية الاعلام وحق المشاهد في المعرفة قصر فلسفته علي الفضائح المخجلة والجنسية للفنانين حيث خصص حلقة أخري من البرنامج للحديث عن خلاف بين مريام فارس ومخرج كليبها بسبب تصوير أماكن حساسة من جسدها في احدث اغنياتها. الحرية المخجلة التي يتشدق بها طوني لم تجد حتي الآن وسيلة لايقاف مسلسل الاسفاف الذي تتعرض له الأسر العربية عبر شاشات الفضائيات والتي اعتبرتها خبيرة الإعلام د.عزة أحمد هيكل تطورا طبيعيا للصحافة الصفراء التي اعتمدت في رواجها وفضائح بالتشهير وعندما وجد صناع البرامج التليفزيونية في هذه الخلطة وصفه سحرية لزيادة المشاهدة حولوها إلي مادة مرئية. وتضيف د.عزة: هناك حالة رواج لكثير من هذه البرامج علي القنوات الفضائية خاصة اللبنانية ولكن للاسف لعب الفنانون دورا مهما في زيادتها لاقبالهم علي المشاركة فيها إما بدافع الكسب المادي أو الشهرة ونفس الأمر يتكرر في برامج الرياضة والسياسة. وتري د.عزة أن الحل في اصدار ميثاق شرف إعلامي يحدد ما يبث من محتوي ومعاقبة أية قناة تتجاوز اخلاقيات الاسرة العربية حتي لو وصل الأمر لايقاف بث القناة. ويتفق معها الإعلامي محمد صلاح الذي يري أن التطرف الديني الذي تمارسه بعض القنوات يقابله أيضا تطرف لا أخلاقي تمارسه القنوات الترفيهية لدرجة ان شريط الأخبار تحول في بعض المحطات إلي وسيلة لعقد اتقافات وصفقات خادشة للحياء علي الملأ. ويقول صلاح: للأسف بدأت ظاهرة برامج الفضائح الحوارية تحت حماية مصطلح حرية الإعلام وتركزت علي ظهور نجوم يبيعون فضائحهم وكلما زاد رصيد النجم من الفضائح زاد سعره والطلب عليه واستفحلت هذه الظاهرة في رمضان الماضي بسبب المنتج المنفذ والشركات الخاصة التي تتقاسم عائد الاعلانات مع المحطات التي تعرض هذه البرامج. ويضيف صلاح: كان الأمل في ميثاق الاعلام ولكنه لم يصدر بسبب هاجس الخوف من الحكومات واعتقد ان الحل الأمثل حالا هو توافق الإعلاميين واتفاقهم علي ايجاد جهة تنظم البث الفضائي ومنحها جميع الصلاحيات لمحاسبة كل الخارجين علي ميثاق الشرف حتي لو كانت قنوات حكومية أو رسمية والا ستظل الساحة متاحة لأي شخص يبث ما يشاء دون حساب.