مهما كنت مختلفا مع أسلوب المذيع اللبناني طوني خليفة، أو حتي مع نوعية البرامج التي يقدمها، إلا أنك لا يمكن أن تنكر أن اسم طوني خليفة مرتبط دوما بالبرامج المثيرة للجدل التي يظل الجميع يتحدث عنها، فمازال الجمهور يتذكر حلقات كثيرة قدمها في برنامجه «لمن يجرؤ فقط»، رغم مرور سنوات علي عرض البرنامج، بالطبع طوني خليفة يحقق معدلات نجاح عالية لكنه يحقق معدلات هجوم موازية لها تماما.. عن أسباب الهجوم عليه.. ورأيه في زملائه الإعلاميين.. يتحدث طوني خليفة في هذا الحوار.. رغم أن برنامجك «للنشر» الذي يعرض حاليا علي قناة «الجديد» ليس برنامجا فنيا بالمقام الأول فإنك تصر علي تناول بعض الأخبار الفنية والتعليق عليها بطريقة يعتبرها البعض هجوما؟ - علي فكرة أنا لا أتحدث عن الفن كثيرا في هذا البرنامج، لأن طبيعة «للنشر» أصلا أنه يناقش قضايا إنسانية، قد أكون تحدثت عن إلغاء حفل عمرو دياب الأخير في لبنان مثلا، لكنني أحرص في معظم الأوقات ألا أتناول قضايا فنية في البرنامج كي أحافظ علي اختلافه. أنت دوما متهم أنك تعتمد في برامجك علي الفضائح وليس الرسالة الإعلامية .. ماردك علي ذلك؟ - لا يمكن أن تطالبني بأن أقدم رسالة إعلامية في برنامج فني، لأن الفنانين أصلا معندوهمش رسالة إعلامية، لأن الوسط دائما ملئ بالمشاكل وأنا أستضيف من يعملون بالوسط لأتحدث عن مشكلاتهم، بدلا من أن ألتقي بالفنان، وأسأله عن صحته، أو عن عائلته، ويكون البرنامج هنا تقليديا، وعلي فكرة هناك فنانون كبار يتحدثون إليّ ويقولون لي إنهم معجبون بالبرنامج، لأنه برنامج جرئ ولا يعتمد علي الفضائح مثل برامج فنية كثيرة غيره، لكن رغم ذلك أجد هجوما كبيرا علي البرنامج من الصحافة، وأنا أقول إنني غير مهتم، لأنني مقتنع بما أقدمه، وضميري مرتاح. لكن هذا لا ينفي أن برامجك عموما تركز علي جانب النميمة المتعلقة بالفنان وليس علي أخبار أعماله؟ - أنا عمري ما فبركت أي خبر أو معلومة ضد أي فنان، ودوما أرجع للصحافة فيما يتعلق بالأخبار التي أتناولها في البرنامج، «لأني مابجبش حاجة من عندي»، فالأسئلة تكون معتمدة علي أخبار منشورة سواء في الصحف، أو المواقع الإلكترونية، كما أن معظم ضيوف برنامجي كانوا من الصحفيين المصريين، لكنني مع ذلك فوجئت أنني أتعرض لهجوم كبير من الصحفيين المصريين، رغم أنني أوثق كل معلومة أقولها في البرنامج. لماذا لا تحاول الموازنة بين صنع برنامج ناجح وفي الوقت نفسه بعيد عن التجريح؟ - أنا لا أهين أحدا، ولم أفعل مثلما فعلت إعلامية مصرية في إحدي القنوات الفضائية، عندما استضافت إحدي النجمات، وقالت لها: «أنت سوقية، وبنت شارع»، في رأي هذه هي الإهانة من وجهة نظري، فلماذا لم يعلق أحد علي ما قالته هذه المذيعة؟». هل تجد أن المشاهد بحاجة لهذا النوع من البرامج أم أننا يجب أن نتحدث عن الفن بشكل أكثر رقيا؟ - الناس دوما تبحث عن الإثارة سواء في الموضوعات الفنية، أو السياسية، أو الاجتماعية، وإن كانت طبيعة برامجي لا تعجب الجمهور، كان أي برنامج لي انتهي قبل أن يولد، فأنا اعتمد علي الإثارة، وليس الفضائح، فبرامجي أساسها النقاش الحر، لكن أيضا هناك خط أحمر لا يمكن أن أتخطاه، فهناك شعرة تفصل بين الوقاحة، وفي المقابل هناك برامج أخري عدائية، يصبح هم المذيع الأكبر فيها أن يهاجم الضيف، ويفضحه. عندما استضفت صباح في حلقة خاصة من برنامجك «دمعة وابتسامة»،بذلت كل جهدك لتحول الحلقة لمجموعة من التصريحات الساخنة التي هزت صورة صباح كثيرا أمام جمهورها؟ - لو كان أي إعلامي آخر في نفس مكاني كان سوف يتعرض لنفس الهجوم، لأن صباح أصلا هي من كانت ترغب بالحكي، وأنا غير مسئول عن إجابات الضيوف، هي من اعترفت بخيانتها أزواجها، وقد قالت كل هذا الكلام وهي بكامل قواها العقلية، وهي حرة، أنا غير مسئول. رغم أن البعض يري أن موافقة النجوم علي الظهور في برنامجك ليس سببه أهمية البرنامج، ولكن المقابل المادي الضخم الذي يحصلون عليه؟ - أقسم بالله أن المرة الوحيدة التي تقاضي فيها ضيوفي مبالغ كبيرة كانت في برنامجي «لماذا» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وفي برامجي السابقة لم نكن ندفع للضيف سوي ثمن التذكرة، وتكاليف الإقامة فقط، وأقصي مبلغ كان يمكن دفعه للفنان لم يكن يتعدي الخمسة عشرة ألف دولار، أي أقل من ربع ما يتقاضاه في برامج أخري، وهناك برامج يمكن أن يزيد أجر الضيف فيها عن ذلك بكثير، حيث يحصل برنامج «المايسترو» علي 200 ألف دولار، وعلي فكرة أنا ضد أن يأخذ الفنان مقابلا ماديا لظهوره في البرامج. من الذي يعجبك من مقدمي البرامج حاليا؟ - أنا أتابع محمود سعد بشكل جيد جدا، وتعجبني سرعة بديهته، كما أنه يحقق هدفه من المقابلة، ويصل للحقيقة، دون أن يجرح ضيفه، وأيضا دون أن يبالغ في تقديره له، وأحترم جدا كذلك عمرو أديب، وأنحني أمام عماد الدين، وأقدر مفيد فوزي، وأتقبل منه أي انتقاد لأدائي.