شادية تغنى مع سمير صبرى » سكر حلوه الدنيا سكر« استمتعت أنا والكثيرين باحتفال محطة أغانFM بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة شادية »82 فبراير عام 1931« واستمعنا في ذلك اليوم لمجموعة رائعة من الأغاني تمثل مشوارها الغنائي الطويل في مراحله المتعددة مع كبار ملحني العصر.. محمد عبدالوهاب.. محمود الشريف.. محمد فوزي.. منير مراد.. بليغ حمدي.. السنباطي.. كمال الطويل.. الموجي.. سيد مكاوي.. عمار الشريعي.. ومر في خيالي شريط سريع لتطور هذه الفنانة الرائعة في مشوارها السينمائي الكبير منذ أن اكتشفها المخرج حسين حلمي المهندس عندما شاهدها في الاستديو وهي تزور شقيقتها الفنانة عفاف شاكر والتي كانت متزوجة في ذلك الوقت من النجم الصاعد كمال الشناوي!! وقد انبهر المخرج حسين حلمي المهندس بالفتاة الصغيرة فاطمة شاكر عندما استمع إليها وهي تغني بعض أغنيات ليلي مراد فقرر إعطاءها أغنية باللغة العربية الفصحي تغنيها في أحد مواقف فيلم »أزهار وأشواك« بطولة مديحة يسري ويحيي شاهين. وقد روي لي الأستاذ حسين حلمي المهندس أنه اختار للصغيرة فاطمة شاكر اسم شادية وهو اسم مديحة يسري في ذلك الفيلم. ثم سجلت شادية أغنية بصوتها فقط في فيلم »المتشردة« وهو الفيلم الوحيد الذي أنتجته وقامت ببطولته حكمت فهمي. وكانت ضربة الحظ الكبري لشادية عندما تبناها الفنان حلمي رفلة وقدمها في أول فيلم يخرجه »العقل في إجازة« من إنتاج وبطولة الفنان الكبير محمد فوزي الذي أعجب جداً بشخصية وشقاوة صوت شادية وأشركها معه في عدة أفلام من إنتاجه.. »الروح والجسد«، »صاحبة الملاليم«، »بنات حواء«، »الزوجة السابعة«.. وتوالت الأفلام إلي أن قدمها فتي الشاشة الأول في ذلك الوقت أنور وجدي بطلة مطلقة أمام اسماعيل يس وشكوكو في »ليلة العيد« ثم »ليلة الحنة« وفي أوائل عام 0591 أصبحت شادية القاسم المشترك وبطلة لعدة أفلام خفيفة مرحة منها حوالي 52 فيلماً مع كمال الشناوي واسماعيل يس!! وقد مثلت شادية مع معظم نجوم ومخرجي السينما الكبار وهي الفنانة الوحيدة التي حصلت علي بطولة ثلاثة أفلام مع عبدالحليم حافظ وفيلمين مع فريد الأطرش »ودعت حبك انت حبيبي« ومن إخراج يوسف شاهين هي أكثر فنانة قامت ببطولة عدة أفلام مأخوذة عن قصص الروائي العالمي نجيب محفوظ »زقاق المدق.. الطريق.. اللص والكلاب.. ميرامار« وكان أول عمل يجمعني بالفنانة الكبيرة هو فيلم »نصف ساعة جواز« من إنتاج الأستاذ رمسيس نجيب ومن إخراج فطين عبدالوهاب عن المسرحية »زهرة الصبار« وعن اسرار هذا العمل الناجح اقول ان شادية كانت تقوم فيه بدور ممرضة عند طبيب الأسنان الفنان الكبير رشدي أباظة وبعد عدة مواقف أرادت أن تثير غيرته بأن تأخذني معها إلي ملهي أوبرج الأهرام أفخر ملاهي الشرق الأوسط في ذلك الوقت حيث ترقص معي علي أنغام لحنها بليغ حمدي والتي تقول كلماتها »سكر حلوة الدنيا سكر«!. وطلب مني المخرج أن أذهب إلي استديو مصر لأستمع لشادية وهي تسجل الأغنية مع مهندس الصوت العبقري »نصري عبدالنور« حتي أتعرف علي اللحن ولأتمرن علي الرقصة التي ستشاركني فيها الفنانة شادية!! وجلست في ركن من أركان الاستديو مستمتعاً بلحن بليغ حمدي الخفيف الرقيق وأخذت أغني بكلمات ارتجلتها باللغة الانجليزية والتي تتناسب مع اللحن وفجأة وجدت شادية بجانبي وتسألني »إيه الكلام الحلو ده مين اللي عمله؟« قلت: أنا! ونادت شادية علي الأستاذ بليغ حمدي وقالت له إيه رأيك لو سمير غني بالانجليزي الكلام اللي بيقولو ده وأنا أغني الكلام اللي ألفه محمد حمزة.. مش تبقي حاجة جديدة؟ ورحب بليغ حمدي بالفكرة وفعلاً سجلت الأغنية »صوت مصر« شادية صاحبة الأدوار السينمائية الرائعة في أكثر من 051 فيلماً وصاحبة الأغنيات الرائعة لكبار المؤلفين والملحنين! ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً واستمرت صداقتي بالفنانة الكبيرة وشقيقها المرحوم طاهر شاكر وعندما قمت بتنظيم مهرجان للأغنية في مدينة الاسماعيلية اخترت شادية لتكون هي نجمة الحفل الذي غنت فيه معظم أغانيها الرائعة! وبعدها بعدة سنوات وبعد قيامها ببطولة المسرحية الرائعة »ريا وسكينة« ولظروف خاصة بها منها وفاة شقيقها طاهر قررت شادية الاعتزال.. في ذلك الوقت كنت قد كونت فرقتي الاستعراضية التي كانت تقدم عروضها في أحد الفنادق الكبيرة وأثناء تقديمي لفقرتي فوجئت أن بين الموجودين في القاعة الفنانة العظيمة شادية فتذكرت الأغنية التي شاركتها الغناء في الفيلم »سكر حلوة الدنيا سكر« وبدأت في غنائها ثم نزلت إليها بين الحاضرين والميكروفون في يدي وصفق الحاضرون كثيراً.. وغنت شادية معي وهي في منتهي الانسجام والسلطنة وأنا أكاد لا أصدق أن المشهد السينمائي الجميل في الفيلم يعاد مرة أخري.. إنني أغني مع تلك الجوهرة النادرة من زمن الفن الجميل. وأنا لا أنسي أبداً ما قاله لي نادر ابن الفنان العظيم عماد حمدي من زوجته الأولي المطربة فتحية شريف حينما سألته عن علاقته بشادية بعد زواجها من الأستاذ عماد عام 3591 أثناء عملهما معاً في فيلم »أقوي من الحب«!! قال لي نادر عماد حمدي: »ماما شادية.. دي سكر لم تكن زوجة أبي.. بل كانت أمي فعلاً.. إن ماما شادية هي الوحيدة التي وقفت بجوار والدي في سنوات الاكتئاب التي مر بها قبل رحيله.. إن ماما شادية لا تتأخر عن أي طلبات أطلبها منها.. إنها ماما فعلاً.. وأنا أناديها بماما وهذا النداء يسعدها جداً فقد تمنت دائماً أن تكون أم.. واعتبرتني أنا والمرحوم أخوها شاكر.. اعتبرتنا أولادها!! ماما شادية.. ربنا يخليها!!« وأنا أقول للفنانة الكبيرة: ربنا يديكي الصحة يا شادية ويزود إيمانك كمان وكمان.. وشكراً علي هذا الرصيد الرائع الكبير من الفن الراقي الذي تركتيه لنا سواء في السينما أو في الغناء!