يتطلب الحصول علي الجنسية الأمريكية أن يكون الولاء والانتماء للولايات المتحدة فقط دون غيرها، ويتحقق ذلك بأداء قسم الولاء أمام إدارة الهجرة والجنسية، وبديهي ان يسبق منح الجنسية التحري عن طالب الجنسية للتحقق من انه سيكون مخلصا لوطنه الولاياتالمتحدة ومحافظا علي مصالحها دون غيرها. من هنا فإنني أعجب من أن يفترض المشرع المصري إمكانية ازدواج الولاء والانتماء بالنسبة للمصريين الذين انتقلوا الي بلاد أخري مثل الولاياتالمتحدة واصبحوا مواطنين أمريكيين. فمصر ليست ولاية أمريكية - وافتراض أن السماح بازدواج الجنسية يصب في صالح مصر هو افتراض خاطئ لأن الدولة المانحة للجنسية لا تسمح بذلك وتعتبره إخلالا بقسم الولاء. وإذا كانت بعض الدول المانحة للجنسية تتغاضي عن احتفاظ المواطن بجنسيته الأصلية فلا يجوز اعتبار ذلك متعارضا مع قسم الولاء بل لابد ان يتفق معه تماما لأن الأساس أن يوظف ازدواج الجنسية لخدمة سياسات ومخططات الدولة الأجنبية التي غالبا لا تكون في صالحنا.ولقد نشأ عن هذا الوضع المختل تشكيل تنظيمات سياسية بالخارج من الأمريكيين من أصل مصري مناهضة لمصر وسياساتها ويدعي هؤلاء أنهم أكثر معرفة ودراية بما هو في صالح مصر وشعبها، وهو قول عجيب يفتقر الي المنطق ومخالف للواقع لأنهم خرجوا من نسيج هذا المجتمع واصبحوا جزءا من مجتمعات أخري أما أبناء هذا الوطن الأوفياء الذين يعيشون هموم ومشاكل مصر السياسية والحياتية فهم أدري بحالها وأقدر علي علاجها وليسوا في حاجة الي وصاية أو تدخل من الأمريكيين من ذوي المنشأ المصري. لا يتعارض ذلك مع التواصل مع الأمريكيين من أصل مصري أملا أن يكون لهم في يوم ما ثقل سياسي في بلادهم للتأثير علي سياساتها تجاه مصر والشرق الأوسط وحتي تكون هذه السياسات أكثر عدالة وحيدة لم يحدث شئ من ذلك بل ما نشهده هو رغبة من أولئك في التدخل في الشأن المصري الداخلي وفي مهاجمة الأوضاع في مصر. الحلبة السياسية المصرية عامرة بقدر متزايد من الصراعات والخلافات والاتجاهات والفتن، ولا تحتاج الي تدخلات خارجية أو استقواء بالدول الأجنبية ويشهد علي ذلك المواقف والأحداث التي تتعرض لها مصر حاليا من التحالفات الامبريالية التي تستهدف اضعاف الدولة واختراق المجتمع وترويج الفتن وتجنيد الموالي واضعاف الاقتصاد وتهديد الأمن القومي. اندهشنا وغضبنا لاستقواء بعض الأمريكيين من أصل مصري بحكومات بلادهم للضغط علي مصر في أمور سياسية ودستورية، بدلا من الدهشة والغضب كان علينا ان ندرك ان الولاء والانتماء لا يعرفان الازدواج أو التجزئة. علينا ان نعترف أننا أخطأنا عندما سمحنا لمن حصل علي جنسية أجنبية أن يظل مصري الجنسية وأن يحمل جوازا مصريا، وعلينا ان نتوقف عن السماح بازدواج الجنسية حتي لا تدفع مصر ثمن زيف الولاء وحتي تعرف الهوية تعريفا صحيحا، وعلينا الا نصدر جوازات سفر مصرية لحاملي الجنسيات الأجنبية ويعني هذا أن تقتصر الحقوق السياسية علي المصريين دون غيرهم مثل حق الانتخاب والترشيح وتولي المناصب العامة والمشاركة في الحياة السياسية بما في ذلك النشاط الحزبي والجمعيات ويكون للمتجنسين بجنسيات أخري كامل الحق في ممارسة أنشطة الاستثمار والأعمال طبقا للقواعد العامة التي ينظمها قانون الاستثمار.