اعتبر أصحاب شركات الصرافة يوم الاثنين قبل الماضي هو »الاثنين الاسود« بعدما انخفض سعر اليورو بشكل كبير وهو ما حقق لهم خسائر ضخمة وان كانت الأزمة قد بدأت تخف مؤخرا! كيف يري الخبراء الوضع في الايام المقبلة؟.. وهل سيؤثر هذا الانخفاض علي اسعار السلع المستوردة من اوروبا؟ اشار محمد الابيض رئيس شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية الي ان السوق المصري مثله مثل باقي أسواق العالم يأثرا بالازمة التي تمر بها اليونان وما صاحبه ذلك من تدخل سريع من دول الاتحاد الأوروبي لانقاذها. وقال ان الشركات تعمل في اطار آليات السوق مشيرا إلي أن أكثر المتأثرين بهذه الازمة هم المصدرون والمستوردون المتعاملين مع الدول الأوروبية مهمة الان في حالة عدم استقرار بسبب توتر سعر اليورو وعدم استقراره بين الارتفاع والانخفاض ونحن كشركات صرافة تعرضنا لخسائر كبيرة فكل شركة تحقق يوميا ما بين 05 إلي 06 الف جنيه خسائر بسبب انخفاض سعر اليورو.. وان كانت خسائر يوم الاثنين الأسود وحده كانت مضاعفة! واعترف الابيض بحقيقة مهمة قائلا إنه لولا البنك المركزي واصراره علي الاحتفاظ برصيد كبير من الدولار لكان قد حدث خراب بيوت فالذي حدث انه ومنذ ظهور اليورو كعملة للاتحاد الأوروبي الجديد وبدأ تعامل العالم معه حتي انطلقت الاصوات تنصح بتخلي سلة العملات عن الدولار والابقاء علي اليورو باعتباره سيد العملات الآن. ولكن البنك المركزي اصر علي نظريته بالابقاء علي نسبة السلة من الدولار لتحقيق التوازن ولذلك لم نتعرض لهزة خطيرة. ويقول انه رغم كل المؤشرات التي تؤكد استمرار انخفاض سعر اليورو خلال الفترة القادمة فلا يمكن ان تخلو سلة العملات لدي شركات الصرافة من اليورو لانه بضاعة لا يمكن للمحل ان يخلو منها مشيرا إلي أن هناك زبون سيطلبها ولابد ان يجدها حتي لو تحققت خسائر وقال ان مبدأ السوق يقول ان من يخسر لابد ان يكسب.. والخبرة والرؤية المستقبلية هي التي ستحدد حجم الانخفاضات المرتقبة ولذلك فلابد لكل شركة ان تحدد حجم تعاملاتها مع العملة ولا تحتفظ بأزيد من حاجتها حتي لا تضاعف خسائرها وهذا الاتجاه الحذر مطلوب وخاصة في ضوء كون عودة الاستقرار لليورو لن يتم بين يوم وليلة وانما سوف يستغرق بعض الوقت! وهل سيؤثر انخفاض سعر اليورو علي اسعار البضائع المستوردة من أوروبا؟ يقول عوض النجار رئيس الشعبة العامة للمستوردين: نعم.. أسعار البضائع تتأثر بسعر العملة.. ولكن هذا التأثر سيكون متعلقا بالتعاقدات الجديدة، لأن البضائع الموجودة حاليا أو في الطريق فعلا هي صفقات متعاعقد عيها منذ شهور وقبل الازمة.. ورغم ذلك فلا يعلق رئيس شعبة المستوردين آمالا كبيرة علي تأثر اسعار الصفقات القادمة من دول الاتحاد الأوروبي باخفاض سعر اليورو. لاعتبارين رئيسيين الأول هو أن سعر العملة ليس هو فقط الذي يحدد سعر البضاعة وإنما العرض والطلب والاعتبار الثاني يتمثل في كون سعر اليورو سيعود للارتفاع وان كان سيتأخر بعض الوقت وذلك واضح من رسالة الاتحاد الأوروبي للعالم اجمع بأنه لن يترك اليورو ينهار وما يؤكد ذلك انه بمجرد الاعلان عن هذه الرسالة ارتفع سعر اليورو في الحال بنسبة 3٪.