الحروب الدولية ليست الخطر الوحيد الذي يهدد شعوب العالم ويلقي بظلاله القبيحة علي البشرية انما توجد ايضا الحرب الاهلية التي تفرق ابناء الشعب الواحد ويخرج المنتصر فيها خاسراً. نيجيريا هي اقرب نموذج الي هذه الحرب، فالدولة ذات اكبر كثافة سكانية في افريقيا وصاحبة المستقبل المشرق بسبب ما يعود عليها من عائدات البترول ولكنها تشهد ما يشبه الحرب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، حيث قامت جماعة مسلحة تطلق علي نفسها "بوكو حرام" منذ شهر ديسمبر الماضي بشن حملة من الهجمات ضد الكنائس والمدارس المسيحية كما هاجموا البنوك والمنشآت الحيوية والمباني الحكومية مخلفين وراءهم اكثر من 100 قتيل في اقل من شهر. ومؤخرا احرق اشخاص قسما من المسجد المركزي في مدينة بنين سيتي مما ادي لمقتل خمسة اشخاص علي الاقل ونزوح عشرة آلاف جراء اعمال العنف. وهي موجة العنف الاولي التي تستهدف المسلمين في جنوب نيجيريا منذ تصاعد وتيرة الهجمات التي استهدفت مسيحيين في الشمال المسلم خلال الاسبوعين الاخيرين. الحكومة من جانبها تحاول تفادي الحرب الأهلية من خلال نشر قوات في الشوارع لتأمين المواطنين. ويعتبر الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان ان اعمال العنف التي تشهدها البلاد أسوأ من تلك التي شهدتها ابان الحرب الأهلية في الستينيات. نيجيريا التي تمر ايضا باضطرابات سياسية واقتصادية بسبب قرار الغاء الدعم عن البنزين لها تجربة مريرة مع الحرب الاهلية حيث نشبت حرب انفصالية عرفت بحرب بيافرا، وكانت عبارة عن نزاع مسلح استمر من عام 1967 حتي 1970 في محاولة من ولايات الجنوب الشرقي النيجيري للاستقلال عن الدولة الاتحادية واعلان جمهورية بيافرا.وقد انتهت الحرب حينذاك بتصفية التمرد في يناير 1970. موقع صوت روسيا الاخباري نشر تحليلا حذر خلاله المراقبين من ان دوامة العنف الحالية يمكن ان تتحول الي حرب اهلية شاملة. وارجعوا ما يحدث هناك الي تنظيم القاعدة الارهابي، محذرين من عدم وجود قوة كافية لدي السلطات النيجيرية لمكافحة هذه المنظمة. وقد أعرب عن قلقه من الأحداث الجارية في نيجيريا كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. ويعود القلق بالدرجة الاولي إلي الناحيتين السياسية والاقتصادية، فنيجيريا إحدي أكبر الدول المصدرة للنفط في السوق العالمية. ولكن لا يوجد أي تهديد لحقول النفط في البلاد حتي الآن. وقد اثارت حقول النفط هذه موجة من الاحتجاجات والتظاهرات حيث يتهم الشعب النيجيري رئيسه جودلاك جوناثان برفعه الدعم عن الوقود في سبيل تحقيق مكاسب شخصية.