لا يماري أي مواطن مصري.. في أن الثورة التي أشعلتم نارها ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر بين عصر ما قبل الثورة وبين ما تلاه.. نعم إن مصر رغم كل ما يجري علي أرضها الآن فإن العالم كله يدرك أنها تداعيات الماضي.. بركان انفجر.. زلزال أطلق حمما.. تتجلي في أطياف كلون الطيف في تغيراته. بيد أنه والأسف يعتصر القلوب ويفجع الضمائر.. اذا استعرت فقدان قبضة الدولة وهيبتها.. وذيوع وشيوع أبشع ضروب الإجرام ليس في الليل.. بل في وضح النهار.. تساقط الجهاز الاداري أو بالأحري السلطة التنفيذية برمتها.. وفي رأسها حراس الامن وفرسانه.. الشرطة.. تمثلت في اضرابات وتظاهرات.. وعصيان مدني أسلمالي شلل أجهزة الدولة الانتاجية والخدمية فوضي عارمة في الشارع المصري واسمحوا لي بأن أكاشفكم وأواجهكم بأن مسئولية هذا التردي اقتصاديا.. اجتماعيا.. سياسيا.. انما تنصب تداعياته وتبعاته عليكم وحدكم.. او قل النصيب الاوفي منه أنتم مرجعه ومرده . يا شباب الثورة أن إعادة بناء مصر ومحاصرة أسباب الدمار والخراب الذي تشهده يتطلب منكم الكف عن الوسائل التي استبدت بكم ذلك لان ما مضي قد انقضي واضحي ماضيا لا يجدي الحديث فيه ان مسئوليتكم عن الحاضر الذي يرتفع صوتكم في صورة الرفض لكل الحاضر الوليد وهو ما يشكل التحدي لكل ما تكشف من فساد ان المنهج الذي تتبعونه يثير الغثيان فنحن لا نعرف سببا لهذه الدعوات المليونية تارة تطلب تغييرا في اشخاص الحاكمين بل ويدور في كثير من الاحايين حول المطالبة بتغيير رئيس حكومة أو وزير أو أكثر وهو منطق ومنهج يقودنا من سييء الي أسوا مما يفجر السؤال أو ليس الاجدي والاكثر نفعا هو الاسهام في محاصرة الحصاد الاسود التي يغطي وجه مصر.. بدلا من محاصرة مجلس الوزراء والتصدي لرئيسه لدخوله لنضطلع بتراكمات أسباب الانهيار الذي كاد يعصف بالوطن الذي بات علي شفا حفرة الضياع الاقتصادي وما يتهدد مصر بثورة الجياع التي باتت تهدد البشر والحجر وتأكل اليابس والاخضر. ونحسب أنكم تدركون مغبة التيارات الخبيثة ورياح السموم التي تهب علي مصر من الخارج. ان الساحة.. المسرح يعج بالبلطجية والخارجين علي الشرعية بل نقولها صراحة انه قفز علي الواجهة ضروب الاجراء الذين ينشرون العظات والحكم.. والوجه القبيح الملطخ بالخطايا يتطلع ليؤم الناس في قلب الحرم.. ناهيك عن ذئاب الغنم وهم كثر وقد تدنسوا جميعا بالدولارات حتي من بعض الاشقاء العرب الذين ترتعد فرائصهم من صدي صوتكم الذي انبهر به العالم. يا شباب التحرير ان الشعب المصري جميعه الذي سيظل يتطلع.. يرنو بأبصاره ويطمع ان تكملوا مسيرة الثورة بضرب كل أطياف الفساد.. تعلوا بنا نمارس مقاومة المأجورين والعملاء لاعداء ثورتكم المجيدة التي غيرت التاريخ المصري.. بل تعالوا بنا نشكل كتائب علي صعيد الوطن جميعه نرصد ونتربص لقطاع الطرق والمخربين الذين ينشرون الخوف والفزع والرعب في نفوس المواطنين وارتكاب جرائم لم تشهد لها مصر مثيلا من قبل.. هيا بنا نهييء أنفسنا للتصدي للتشكيلات والبؤر الاجرامية رافعين رايات السلام والامان في ربوع مصر.. تعالوا نمسك بخناق العصابات الاجرامية للهاربين من السجون من عتاة المجرمين حاملين ابشع الاسلحة الفتاكة التي سطوا عليها في اقسام الشرطة بل ومن رجال الامن انفسهم.. تعالوا نضع حدا للكساد والخراب الذي نجم عن توقف عجلات الانتاج ان وطنكم الغالي . وهنا فإن نتوجه اليكم لنلتقي علي كلمة سواء ان ثورتكم تتربص بها الاخطار وتحاك لها الخيوط لتوجيه ضربة اليها.. ان ما يشهده الشارع السياسي المصري ليس له من مثيل في عالمنا المعاصر وهو ما يتمثل في الحيلولة بين الوزارة التي شكلت من نخبة من المفكرين والخبراء وبين دخول مجلس الوزراء فإن بعض العناصر التي اندست في صفوفكم تفتعل معارك مع السلطة التنفيذية بلغت الذروة في اختلاق الصدام مع حراس الامن وفرسانه من رجال القوات المسلحة والشرطة وتخريب مواقعها مجلسي الشعب والشوري ورئاسة مجلس الوزراء والمجمع العلمي الذي كان يحوي كنوز ميراث مصر من تراث تاريخها المجيد . ان اعداء الثورة المجيدة جميعهم من العملاء في الداخل والخارج ونحن نقف لنسأل ونتوقف لنتساءل عن المصدر الذي يتولي تمويل العملاء اللهم الا ما يبثونه علي أولئك المندسين باشاعة الفرقة بين الشعب وبين كتائب النصر من القوات المسلحة والشرطة ولكن هيهات.. انها هي القوي التي تولت تأمين وترسيخ ما حققتموه.. ولا يماري احد انه لو ان القوات المسلحة تخلفت عن التعضيد وحماية ظهوركم لسقطت ثورتكم وساقوا البعض منكم الي اعمدة المشانق.