اللهم احفظ هذا البلد من شر أبنائه هكذا بدأت أدعو الله سبحانه وتعالي طوال هذه الفترة بعد هذه الحالة المضطربة والانفلات الأمني والصدامات التي أصبحت في كل مكان وبدأت تتزايد كلما اقترب موعد بدء الجولة الأولي لانتخاب أول مجلس شعب تحت إشراف قضائي كامل وليس فيه أغلبية مطلقة للحزب الحاكم وليس فيه أحمد عز أقول هذا بعد خروج عشرات الآلاف أمس في ميدان التحرير فيما يسمي " بمليونية المطلب الواحد" والتي نظمتها التيارات الإسلامية والتحالف الديمقراطي اعتراضا علي وثيقة التعديلات الدستورية والتي يطلق عليها وثيقة د. علي السلمي والتي تهدف إلي وضع عدد من المبادئ الدستورية الحاكمة التي يجب الالتزام بها عند وضع الدستور الدائم حتي لايكون هذا الدستور عند إعداده علي هوي فصيل معين قد تكون له الغلبة في مجلس الشعب القادم أو أي فصيل آخر يتبادل معه هذه الأغلبية في مجلس الشعب بعد ذلك وخاصة أننا حتي الآن لانعرف ماهو شكل مجلس الشعب القادم ويريد هذا الفصيل المعترض ألا تصدر هذه الوثيقة لأنه يري أنها تصادر حق البرلمان القادم ، والذي يثقون أنهم سيكونون لهم الأغلبية فيه ، في أن يضع مايراه. في المقابل أعلنت أحزاب »الوفد« و»التجمع« و»التحرير« و»المحافظين« و»الجمعية الوطنية للتغيير« و»المجلس الوطني« وحركة »شباب من أجل العدالة والحرية« و»ائتلاف شباب الثورة« رفضها المشاركة في مليونية أمس بل وصفها عدد من قيادات القوي السياسية والحزبية بأنها »عمل ابتزازي، ومحاولة لإقامة دولة دينية، والاستيلاء علي مصر وعودة للجاهلية واتهموا جماعة الإخوان المسلمين بالجاهلية والديكتاتورية« وبرر ائتلاف شباب الثورة رفض المشاركة بأنهم يرون أن هذه الوثيقة تعد من مطالب الثورة. وأنا شخصيا لست مع فصيل ضد فصيل لكنني مع كل وسيلة تهدف إلي استقرار هذا البلد ومع كل طريقة تساعده في الانطلاق نحو المستقبل ولايمكن لأي بلد في العالم أن يستقر وينمو في ظل هذه التظاهرات والاعتصامات المستمرة والإضرابات وقطع الطرق وحرق المنشآت والممتلكات العامة وغلق ميناء دمياط وخسارة يومية 35 مليون جنيه وصدامات بين المحامين والقضاة وغيرها الكثير كما حدث مؤخرا في أكثر من محافظة.. ولايمكن أن تنمو بلد لايؤمن أفراده بمبدأ الرأي والرأي الآخر بل يتجهون إلي الأخذ بمبدأ دكتاتورية الرأي الواحد وأنه لابد أن تأخذ برأيي أنا فقط وإلا وهذا خطر كبير لأن الثورة لم تناد بذلك لذا أري أن مايحدث هو انقلاب عليها واختطاف لها ممن لم يشاركوا فيها .. وأتساءل: هل بعد تظاهرات الأمس وغيرها مما حدث في محافظات مصر سنتوقع مجلس شعب يبشر بالخير أم سيكون صورة مكررة مما يحدث في الشارع الآن؟ وهل نتوقع دستورا جديدا يتم النص فيه علي احترام رأي الأغلبية ورفض دكتاتورية الأقلية؟ وهل تظاهرات أمس جعلت مصر بالفعل تعيش بين تيارين سياسيين أولهما التيار الديني المتشدد الذي يأمل أن يخطف الأغلبية في البرلمان أم التيار الليبرالي الذي سيدخل في صدام بلا شك مع هذا التيار الديني المتشدد الذي لايقبل أن ينافسه أحد؟ وكيف سيكون حال مصر في حال الصراع بينهما ؟ لهذا أدعو الله أن يحفظ هذا البلد من شر أبنائه.