مشهد مهيب حزين دام.. طوابير جسامين أبنائنا من الكاتدرائية.. إنهم فلذات أكبادنا مأساة أدمت قلوبنا قبل عيوننا جميعا.. مشهد غريب جدا.. غير مألوف نتيجة لأحداث ماسبيرو.. فالجيش والشعب مسلمين ومسيحيين يدا واحدة.. لايمكن لأي منهما مجرد التفكير في الاعتداء علي الآخر.. فالعدوان ليس من صنع أهالينا المسيحيين.. ولا من أفعال جيشنا الوطني.. ولا يمكن أن يقوم به مسلم يعرف الله العلي القدير.. انه تدبير أعداء مصر عموما وأعداء ثورة 52 يناير 1102 علي وجه الخصوص الذين أضيروا من قيام الثورة العظيمة.. فمازالت الألاعيب الصهيونية الأمريكية تتوالي.. فخطر الثورة زلزل كيانهم وأصابهم بالذعر مما جعلهم يسابقون الزمن لاحباط هذه الثورة بالتحسس بالفتنة بشتي الطرق وأخيرا بتدمير خط الصد الأخير عن الوطن عموما وعن الثورة علي وجه الخصوص متمثلا في قواتنا المسلحة لزعزعة الثقة المتبادلة بينها وبين الشعب المصري العظيم مسلمين ومسيحيين.. لقد كانت تظاهرات واعتصامات ماسبيرو إحدي الفرص المواتية التي وفرت لهم أنسب الظروف ليندسوا بين المتظاهرين فالنية دائما مبيتة لدق أسافين بين الشعب والجيش.. وتمكنوا من اطلاق الأعيرة النارية من أعلي البنايات القريبة ومن كوبري 6 أكتوبر لإحداث خسائر جسيمة في أرواح شعبنا المصري (قوات مسلحة مسلمين مسيحيين) ولا يستبعد أن يكون الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية من بين صفوف المندسين فتاريخهم الاجرامي حافل بالمخططات والألاعيب الخسيسة ومازالت أياديهم ملخطة بالدماء فهم لا يتورعون في تفجير قنبلة أو افتعال مصيبة هنا أو هناك.. ففي عام 8491 أغرق بن جوريون سفينة روسية تحمل آلاف المهاجرين اليهود لاحراج بريطانيا (التي كانت عظمي) وفي مايو عام 7691 (قبل عدوان يونيو) تسللت مجموعة إسرائيلية لحدودنا المصرية وأمام إحدي نقاط البوليس الدولي صوبت نيرانها شرقا نحو دورية اسرائيلية لتحدث اصابات لتسجل خرقا لوقف اطلاق النار وفي عام 0991 قام مستعمران إسرائيليان بتدنيس أكثر من ثلاثمائة قبر يهودي في حيفا بكتابة عبارات تسيء للسامية. ليتهموا الفلسطينيين بها لتكون ذريعة للانتقام ولن ننسي شهداءنا (الستة) من جنودنا البواسل الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية في رفح المصرية.. فدماؤهم لم تجف حتي الآن.. وأتوقع أنه كان مخططا لجس نبض مصر بعد ثورة 52 يناير وذلك بقيام عميل أو متسلل صهيوني بإطلاق نيران عشوائية شرقا ثم يختفي.. وعلي اثرها توجه دانة من دباباتهم لقتل جنودنا.. أما المؤامرة الكبري فتمثلت في هجمات 11 سبتمبر 1002 التي دبرتها أيد أمريكية صهيونية قوية وخفية بالتعاون مع جهاز الأمن القومي الأمريكي لخلق ذريعة تنفذ علي أثرها مخططات تمت حياكتها منذ عشرات السنين.. فقرار غزو العراق اتخذ بعد عشرة أيام فقط من تولي الرئيس (بوش الصغير) الرئاسة في يناير 1002 وقبل ثمانية أشهر من وقوع الهجمات، كما انه مخطط صهيوني قديم منذ أكثر من مائة عام قبل الكيان الصهيوني بخمسين عاما لفرض الهيمنة الصهيونية والاستيلاء علي منابع البترول وقد اعترف بذلك (تيري ميسان) صاحب نظرية الخديعة الكبري ... من هنا نؤكد علي وجود متسلل أو عميل صهيوني أو بلطجي مأجور من زبانية النظام المخلوع قد أطلق الرصاص علي المتظاهرين أمام ماسبيرو لقتل أبنائنا أيا كانوا مسلمين أو مسيحيين وإحداث أعمق الجروح وأفدح الخسائر.. ومن ثم تتوالي ردود الأفعال الغبية وغير المسئولة..!! فقد سجلت الكاميرات أحد الشبيحة وهو يلقي حجرا كبيرا علي أحد جنودنا المصابين ليجهز عليه بلا شفقة أو رحمة (فهل هذا من المصريين؟؟).. ان الاعتصام أو التظاهر حق مشروع ولكنه يوفر المناخ الجيد للمندسين من أعداء الثورة.. ومن ثم لابد من ايقافه في هذه المرحلة حتي نفوت الفرص علي هؤلاء الأعداء فليس من المعقول أو المنطق اصلاح ما أفسده النظام المخلوع خلال ثلاثين عاما في يوم وليلة.