حادث مؤلم حزين ألم بالوطن منذ ايام, فقد طلت عليه الفتنة الطائفية مرة اخري وما تبع ذلك من حرائق وقتل ودمار.... وهذا هو ما يريده اعداء الوطن واعداء الثورة سواء من الداخل او الخارج فالصورة في مصر اصبحت مأساوية من كثرة الفوضي وانتشار البلطجة والخارجين عن القانون الذين يروعون المواطنين الآمنين. ويزيد المشهد اشتعالا الانقسامات بين القوي السياسية والاحزاب من جانب وبينها وبين المجلس العسكري من جانب آخر علي كل شيء وأي شيء. وبصرف النظر عمن هو علي صواب, فإن الوطن اصبح يعيش حالة من الفوضي في جميع النواحي والاقتصاد ينهار يوما بعد يوم, والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية والاعتصامات والاضطرابات أصبحت لاتنتهي!! وكيف يمكن للحكومة أي حكومة ان تستجيب لجميع المطالب في ظل توقف السياحة وخسارة البورصة وهروب المستثمرين وتوقف عجلة الانتاج؟!! كلنا يعلم ان مصر مستهدفة من الداخل من جانب فلول النظام السابق وأصحاب المصالح الذين تضرروا من قيام الثورة وسقوط هذا النظام الفاسد, ومصر مستهدفة إقليميا ممن لايريدون للثورة النجاح حتي لايشعل نجاحها الثورات في دولهم, وايضا حتي لاتتقدم مصر وتصبح في مصاف الدول الكبري, فتاريخها العريق يؤكد ذلك وعلماؤها قادرون ايضا علي نهضتها اذا عملوا في جو جديد من الحرية والديمقراطية بعد الثورة وبعد ان وولي بلا رجعة عصر استبعاد الكفاءات من مؤسسات الدولة وجميع اوجه الحياة المصرية. وليس خافيا علي احد ان مصر مستهدفة ايضا من جانب بعض الدول الكبري ومن اسرائيل والذين يريدون تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير بتفتيت دول المنطقة, وهو ماحدث للسودان, ويوشك ان يحدث في العراق ولبنان والصومال في ظل الفتن والحروب الاهلية. ان اعداء يريدون اسقاط الدولة تارة عن طريق الفوضي والبلطجة, وتارة اخري عن طريق اثارة الفتن بين الشعب والجيش وخاصة المجلس العسكري الذي حمي الثورة واجبر مبارك علي التخلي عن السلطة, وتارة ثالثة بإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد من المسلمين والمسيحيين الذين وقفوا يدا واحدة في صورة رائعة في اثناء احداث الثورة. أنسينا المؤامرات ضد مصر التي نفذت منذ شهور قليلة وعلي وجه التحديد في ليلة 28 و29 يناير أي في أثناء الثورة المجيدة عندما تم الهجوم في آن واحد علي 99 قسم شرطة وتم فتح9 سجون وإخراج المسجونين من حزب الله وحماس وبعض مواطني سيناء, وتدمير 38 مقرا للنيابة علي مستوي الجمهورية وثلث عدد محاكم مصر؟!! ألم نقرأ عن ملايين الدولارات التي وزعت علي بعض الجمعيات الاهلية بالمخالفة للقانون لتنفيذ اجندات خارجية ؟!!! انسينا مانقرؤه كل يوم وآخر عن ضبط كميات ضخمة من الاسلحة الثقيلة مهربة عبر صحرائنا الغربية لتخريب مصر؟!! أنسينا الهجوم علي قسم ثان العريش بأكثر من خمسين عربة دفع رباعي واطلاق كمية هائلة من النيران استمرت بكثافة لأكثر من 9 ساعات متصلة ورفع المهاجمون الاعلام السوداء المكتوبة عليها إمارة سيناء الاسلامية, وهو مايعني رغبتهم في اقتطاع مساحة من سيناء وضمها الي قطاع غزة تنفيذا للمشروع الأمريكي الإسرائيلي... وماأكثر هذه المشروعات بهدف اعادة الاحتلال الاسرائيلي لسيناء, ومن هذه المشروعات المخطط الإسرائيلي الأمريكي الذي وضع بعد حرب اكتوبر 1973 والذي كشف عنه مدير مكتب مناحم بيجن عريب بثيون بتقسيم مصر الي ثلاث دويلات: الأولي: مسلمة وعاصمتها القاهرة. الثانية: قبطية (مسيحية) وعاصمتها الاسكندرية. والثالثة: للنوبة تمتد من اسيوط الي وادي حلفا, وفصل سيناء عن مصر وضمها الي اسرائيل علي ان تقيم إسرائيل للفلسطينيين وطنا بديلا في جزء من سيناء. وأخيرا نقول ان الاقتتال الطائفي الاخير الذي حدث امام ماسبيرو والذي ادمي قلوب المصريين الشرفاء الذين يحبون وطنهم ويرفضون أي وقيعة بين أبناء الشعب المصري يجب ان يجعلنا ننتبه لاي محاولات لاشعال الفتنة الطائفية أو أي فتنة بين الشعب والمجلس العسكري, كما يجب ان تنهي القوي السياسية والأحزاب انقساماتها لكي نعبر المرحلة الانتقالية بسلام وتعود قواتنا المسلحة الي ثكناتها للتفرغ للمحافظة علي الأمن القومي لمصرنا الحبيبة العظيمة. المزيد من مقالات د.أميرة الشنوانى