الإنسان خطاء بطبعه، وخير الخطائين التوابون، لكن هناك أخطاء يمكن إصلاحها بكلمة أو بتصرف أو حتي بابتسامة، وهناك أخطاء يصعب محوها، وأنا أريد أن أعرف، أي انواع الخطايا ارتكبت ؟ أنا طالب في إحدي كليات القمة، أمامي سنتان لكي اتخرج من الكلية، أعترف أنني تصرفت بحماقة أضاعت أو كادت من بين يدي شيئا جميلا. منذ التحقت بالكلية وأنا أحاول أن ابني علاقات مع فتيات كثيرات، أغلبها علاقات زمالة ومن بينها فتاة كنت أحبها فعلا، هي إنسانه نقية وبيضاء، في غاية الطيبة والرقة، منذ بداية إظهار إعجابي بها وأنا ألاحظ انها تبادلني الشعور ذاته، تمكنت من ان تنال كل اهتمامي رغم أنني كنت مقلا في تعاملاتي معها. في يوم ما دفعني وأصدقائي طيش الشباب لكي نتراهن علي التعرف علي فتاة أخري في الكلية، كانت بشهادة الجميع أجمل فتاة في الدفعة، جمعنا مبلغ 005 جنيه واتفقنا علي ان من يتمكن من لفت نظرها إلينا سيحصل علي هذا المبلغ مكافأة له. حاولت أن أفوز أنا باللقب المزعوم حتي أصبح ملقبا ب »الدنجوان« بين أصدقائي، لكنني أوقعت نفسي في شرك لم أكن أعرف أبعاده علي الاطلاق، حيث كانت هذه الفتاة الجميلة صديقة حميمة لحبيبتي. حاولت الإيقاع بالفتاة الجميلة، فأرسلت لها رسالة علي موقع »فيس بوك« لم ترد علي لكنها نشرت الخبر لجميع صديقاتها، ومن بينهن حبيبتي.. قالت إنني احبها وأرسلت لها رسالة وإنها لم ترد، ومن هنا بدأت معاناتي مع حبيبتي. بمجرد ان علمت بالواقعة بدأت تتهرب مني وتبتعد عني، انقطعت بيننا روابط الحب شيئا فشيئا حتي أصبحنا كالزملاء، أنا طبعا أعرف السبب لكنني لا أجرؤ علي البوح به، وصلنا إلي مرحلة لايتمكن فيها كلانا من مواجهة الآخر، من جانبي أصبحت غير قادر علي التركيز في الدراسة، وندمت علي فعلتي الحمقاء التي تقترب من إضاعة حبيبتي مني، أنبت نفسي كثيرا لكن دون فائدة حتي الآن. سيدتي.. أرجوك دليني كيف اصحح خطيئتي وأخرج نفسي من الشرك الذي وقعت به؟ النادم »ك.م« الكاتبة: شئ غريب ان أعرف منك صديقي الصغير تلك الحكايات المدهشة!! ألا تزال تلك الأ لاعيب تمارس بين الشباب صغير السن؟! الرهان علي الفوز بأجمل فتاة. والسباق المحموم للإيقاع بهذه الفتاة أو تلك. رأينا قصة شبيهة بهذا في فيلم عبدالحليم حافظ وصباح »شارع الحب«، وكان الرهان في ذلك الفيلم السينمائي بين فتاتين مشهورتين بين زميلاتهن بالغني الفاحش والجمال الطاغي. أما الرهان فكان علي قدرة أي منهن علي أن تجبر استاذ الموسيقي »عبدالحليم حافظ« علي حلاقة ذقنه وشنبه. وقيمة الرهان في الفيلم كانت : زجاجة كوكاكولا! وها نحن نعيد القصة ولكن بشكل آخر، ورهان أكبر، وتجاهل لمشاعر الآخرين بصورة غير لائقة ولا إنسانية! لماذا ياصديقي تشارك في هذه المهزلة؟ ومنذ متي كانت عواطف البشر، ومشاعرهم سلعة تباع وتشتري، ويقام من اجلها المزادات والمراهنات؟! نعم .. لقد اخطأت، ولن اهَّون من خطئك. لابد أن تشعر بمدي القبح فيما أقدمت عليه من تصرف، ومدي الاستهانة بالآخرين وأولهم الفتاة التي حاولت أن توقعها في شباكك وكأنها فريسة وليست إنسانة، والانسانة التي منحتك الاهتمام والمشاعر الجميلة، والتي كانت علي استعداد أن تسير معك جنباً إلي جنب في مشوار العمر والمستقبل. كانت علي استعداد أن تعطيك من فكرها وقلبها علي أساس من الاحترام المتبادل والانجذاب المشروع في مثل سنكما. لكنك حطمت صورة الفتي الذي كانت تحلم به وتكونت في مخيلتها صورة أخري مفزعة لك. لفتي يتلاعب بقلوب البنات، ويراهن عليهن كأنه في سباق خيول! ما هذا الذي فعلته بنفسك لتشويه صورتك في نظر تلك الفتاة الطيبة، صاحبة الاخلاق النبيلة، والمبادئ والمثل العليا. كل ما أريد قوله هو: يجب ان تعود إلي نفسك، وتحاسب ضميرك، وتقوم ذاتك. فالنفس أمارة بالسوء، إذا تركناها تلعب بنا فسوف نغرق في بحور من الخطيئة والندم. تعلم صديقي من هذه الغلطة الكبيرة، ولا تدع نفسك تلهو بمقدراتك، وتفقدك الاغلي والأهم في حياتك. احترامك لنفسك أولا، ثم احترام الآخرين لك. حاول أن تعترف بخطئك لصديقتك، واطلب منها السماح و الغفران لكن الأهم من ذلك الا تدع هذه التفاهات و السخافات مرة أخري تضعك في هذا الموقف السخيف.