في خطوط متوازية تسير الحياة في مصر، القوي السياسية تضغط بكل قوة علي المجلس العسكري لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة خلال هذه المرحلة، فهي تريد تفصيل الفترة القادمة علي مقاسها متمسكة بالفرصة التي أتيحت لها ولم تكن تحلم بجزء منها، أيضا فئات المجتمع المختلفة تخرج في مظاهرات وبعضها يقطع الطرق لأتفه الأسباب ولتحقيق مكاسب لدرجة أن بعض عمال النقل العام أضربوا عن الطعام من أجل زيادة الحافز وهناك اضطرابات مجتمعية في كل مكان ويبدو ان هذا شجع كل الفئات علي انتهاز الفرصة للحصول علي مكاسب خاصة أو شخصية. في هذا الإطار لفت انتباهي إصرار شديد من جانب رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند علي تعيين أبناء القضاة في السلك القضائي قرأت تصريحا له في الصحف يقول فيه »إن تعيين أبناء المستشارين قضية مصيرية، وأنه عار علي من لا يهتمون بأبناء زملائهم مخاطبا القضاة قائلا: ابني اليوم هو ابنك غداً« كان هذا الحديث خلال اجتماع الجمعية العمومية للقضاة. الحقيقة أنني لم استطع فهم كلام رئيس نادي القضاة بدقة هل تعيين أبناء القضاة فعلا قضية مصيرية هل يرتبط هذا الأمر بانتخابات نادي القضاة؟ أو يرتبط بإعلاء قيم المساواة والتكافؤ في المجتمع؟ وقد تساءلت: هل يقصد سيادته أن يكون لتعيين أبناء القضاة أولوية علي أبناء بقية فئات الشعب بدون حق أو تفوق دراسي؟ هل يقصد سيادته عودة الملاءمة الاجتماعية التي كان النظام السابق يدعيها ويتمسك بها لاستبعاد أبناء الآخرين والتي كانت أحد أهم أسباب اشتعال الثورة؟ التقيت مرة في مناسبة طيبة مع المستشار الزند وأعجبني بقوة شخصيته، لذلك عندما قرأت تصريحه شككت أن يكون النشر غير دقيق، فالرجل أمضي عمره في القضاه وأستبعد أن يظلم قاض عن علم أبناء الاخرين لصالح أبناء القضاة، فالله خلق الناس سواسية ولا فضل لعربي علي أعجمي الا بالتقوي، والتقوي هنا هي تفوق أبناء القضاة، فإن تفوقوا، كان لهم الحق في الحصول علي منصة القضاء وإن لم يتفوقوا، فالحق يكون لمن تفوق من زملائهم، لأن أبناء القضاة ليس علي رأسهم ريشة، فأبناء الشعب كلهم سواسية لا يتميز غني علي فقير ولا صاحب سلطة علي مواطن عادي، فلا ذنب لطالب مجتهد حصل علي تقديرات عالية في دراسته لكي يحرم من تحقيق طموحه وأحلامه لأن ابن الباشا القاضي أو المستشار سيسبقه ويأخذ مكانه ومكانته بدون وجه حق.لقد استبعدت أن يكون المستشار الزند يقصد إقصاء أبناء الشعب لصالح أبناء »الأكرمين« القضاة فالرجل رجل قضاء وحسابه عند ربه وليس عند زملاءه القضاة إلا في الانتخابات، ولا أعتقد أن الزند يفضل القضاة زملائه علي رضا الله، لقد قامت الثورة وكل الثورات من قبلها من أجل تحقيق العدل والملاذ الأول للناس في التماسهم العدل هو القضاء، فهل من العدل أن يكون رجال القضاء والعدل غير عادلين؟!!آمل أن يوضح الزند للرأي العام معني تصريحاته، لأني أعتقد أن الناس لديها لبس بشأن هذه التصريحات، وصحيح أنه لن يضيره شئ من الناس، لكن أصحاب المصلحة من الشباب الجديد المتفوق لن يسمح له بأن ينقض علي حقوقهم بدون وجه حق، كما ان الله لن يرضي بظلم عبد له لمجرد أن ليس من أبناء القضاة.