تحول الجولان السوري المحتل إلي ورقة انتخابية يتجاذبها المرشحون في الانتخابات الإسرائيلية. منذ فترة، أبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة في انتزاع قرار أمريكي بالاعتراف بقرار ضم هضبة الجولان السورية إلي إسرائيل. ويعول نتنياهو علي هذه الخطوة وينتظرها كهدية له قبيل الانتخابات المقررة أبريل المقبل .. وفي سبيل ذلك استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي الزيارة الاخيرة للسيناتور الجمهوري ليندساي جراهام إلي اسرائيل وقام باصطحابه إلي الجولان وانتزع منه تعهدا بتبني هذا الموضوع في مجلس الشيوخ. في الوقت نفسه، يتوجه نتنياهو هذا الأسبوع إلي واشنطن للحديث أمام لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية الإسرائيلية »إيباك» في اطار حملته الانتخابية وسوف يسعي خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو لتحقيق مآربه. في غضون ذلك، جاء قرار الخارجية الأمريكية الأخير بإسقاط مصطلح »المناطق المحتلة» عن هضبة الجولان كإشارة إلي تغير محتمل في الموقف الأمريكي لصالح إسرائيل. ويكتسب الموقف الأمريكي - علي رمزيته - أهمية في سياق الأصوات المنادية داخل الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية باعتبار الجولان جزءًا من إسرائيل. يحدث ذلك بينما الدول العربية لا يشغلها في هذا التوقيت سوي إشكالية مقعد سوريا في الجامعة العربية وهل تشارك في القمة المقبلة بتونس أم يؤجل الأمر حتي تحقيق التوافق التام بين دول الجامعة! نجحت إسرائيل في استغلال سنوات الصراع في سوريا وفلسطين لصالحها عبر الضغط لانتزاع ما لم تتمكن منه عبر سنوات .. كل ذلك عندما انقسم العرب وباتت أراضيهم ساحة للقتال والصراعات .. فهل يتعظون؟!