أعلن نتنياهو وبصورة مباشرة وواضحة أمام العالم ان هضبة الجولان ملك لدولة إسرائيل وإلي الأبد وهي الكنز الذي استحوذت عليه إسرائيل عام 1967 اضافة إلي احتلالها للضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء. ومنذ ذلك الوقت تتعاظم لديها أحلام أحكام السيطرة الكاملة علي هضبة الجولان لما لها من أهمية أمنية وعسكرية واقتصادية واستمرت دولة الاحتلال تتعامل معها كأنها جزء من محافظة الشمال الإسرائيلية وفي خطوة استباقية لمجريات الصراع السوري الذي يكاد يكون في النفق المظلم حيث فشلت كل المفاوضات ولم يتوصل أطراف الصراع إلي أي من الحلول وتزايدت حدة الاتجاه نحو المجهول في الصراع. هنا انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة والكل مشغول وعقدت الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولي اجتماعها في هضبة الجولان المحتلة وأكد نتنياهو وقتها انه "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة وهي ان الجولان سيبقي إلي الأبد تحت السيادة الإسرائيلية". وعلي الرغم من رفض مجلس الأمن الدولي لقرار الضم واعتبارها أرضا سورية محتلة وأيضا إعلان الاتحاد الأوروبي عدم اعترافه باحتلال إسرائيل هضبة الجولان وانه يعترف بحدودها قبل .1967 وما قامت به جامعة الدول العربية بادانتها لهذا النهج الاستيطاني الذي اعتمدته إسرائيل في احتلالها للأراضي العربية وفي صراعها مع دول الشرق الأوسط يجئ طلب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بضرورة انشاء "محكمة جنائية خاصة للقضية الفلسطينية علي غرار محكمة يوغوسلافيا السابقة ومحكمة رواندا للنظر في محاكمة مرتكبي الجرائم التي دأبت إسرائيل علي اقترافها". وهو طلب جدير بأن ينظر إليه المجتمع الدولي الذي يكيل بألف مكيال وهو يتابع خطوة نتنياهو في اعلانه ان الاحتلال لن يخرج من الجولان وانها أرض إسرائيلية بعيدة كل البعد عن أي مفاوضات ستجري بشأن سوريا ومن يحجم سوريا أي انها خارج أي حسابات وعلي الجميع أن يرضخ لهذا الاحتلال هذا المجتمع الدولي الذي يندز طيلة الليل والنهار بحقوق الانسان ويدين ويلاحق الدول ويفرض عليه شتي أنواع الضغوط من حصار اقتصادي وغيرها من أساليب الضغط لأنها لا تحترم حقوق الانسان وتمارس الانتهاكات ضده فما هو موقفه من انتهاكات هذه الدولة المحتلة التي أعلنت جهرا انها لن تترك أرضا احتلها غاصبا وعلي الجميع أن ينسي هذا الأمر ويتعامل مع ما فرضته من الأمر الواقع. ان هذا المجتمع الدولي المدافع عن الحريات وعن احترام حقوق الانسان هو نفسه من يساند إسرائيل في منحها مزيدا من نفوذ التوسع علي حساب أصحاب الأرض وأصحاب الحق والمتمثل في وجود المعادلة الأمريكية - الروسية في المنطقة والتي دفعت باتجاه اتفاق ضمني بين الأطراف يقوم علي التوافق الأمريكي - الروسي حول سوريا ومنح إسرائيل السيطرة علي الجولان وعدم اعتبارها في الوقت الحالي أولوية عند القرار الدولي وهذا ما شجع نتنياهو ليقدم علي ما فعله وفتح الطريق أمام أصحاب القرار الإسرائيلي لبسط السيطرة بقوة علي الجولان.