طول عمري بحب لونين في حياتي الأخضر علشان لون زرع وجناين مصر، والأحمر علشان لون فانلة النادي الاهلي، ولكن مؤخراً اكتشفت أن اللون الأحمر هو اللون المفضل للمسئولين، ويومياً أسمع وأقرأ جملة »الخط الأحمر« .. قائمة لا حصر لها من الخطوط الحمراء.. فالعلاقة بين الجيش والشعب خط أحمر، وهيبة الدولة خط أحمر، وتصوير السجناء خط أحمر، والثورة خط أحمر، إلي آخر تلك الخطوط الحمراء التي نتفنن في اختراعها يومياً، ولا أدري حقيقة إن كنا نملك القدرة علي التمييز بين الألوان، أم أننا شعب عاطفي ومدمن للكلام ومجرد حديثنا عن الخطوط الحمراء يعطينا احساسا بالراحة والأمان كأننا نؤمن بأن »الخط الأحمر بينفع في اليوم الأسود«. ولكنني اندهشت أكثرعندما شاهدت »الخط الأحمر« يمتد خارج حدود مصر حيث يحرص جميع المسئولين علي اصطحابه معهم .. حدث ذلك مع عدد كبير منهم كان آخرهم د.عصام شرف رئيس وزراء حكومة الثورة الذي أكد في جولاته الخليجية علي أن أمن الخليج خط أحمر!! لا ينكر أحد بحكم التاريخ والجغرافيا والبشر أن مصركانت وستظل - مهما اختلفنا في نقد السياسة الخارجية المصرية طوال الفتره الماضية - هي صمام الأمان العربي..ولكن تصريح رئيس الوزراء يبدو غريباً في وقت تعاني فيه مصر من فوضي أمنية غير مسبوقة أومبررة، وإلا فليشرح لنا دكتور شرف كيف يتم اقتحام صرح شامخ وهو دار القضاء العالي في عز النهار من أهالي متهمين احتجاجا علي حبس ذويهم ؟ ولماذا تشتبك الشرطة مع المواطنين سواء متظاهرين أو بلطجية في معركة أشبه بحرب الشوارع؟ وكيف ينفجر خط غاز سيناء علي حدودنا 3 مرات في خمسة شهور بنفس الأسلوب؟ وكيف يباع السلاح الأبيض والأسود والبمبي في ميدان الاسعاف والتحرير ورمسيس علناً؟.. قد يكون ذلك بسبب توزيع مجهود الخط الأحمر علي عدد كبير من الدول .. لذلك أرجوكم اتركوا لنا الخط الأحمر ولا تأخذوه معكم للخارج لأنه قد يتوه منكم !! وكل مواطن منا يحتاجه بشدة. الخط الأحمر الذي نحتاجه هو خط الأمان.. والمواطن الذي أقصده ليس مواطن التوك شو أو مجموعات التنظير الإعلامي وإنما مواطن الأتوبيس والبيت والمدرسة..وعندما يجد هؤلاء خط أمانهم الأحمر فسيمتد تلقائياً لكل الدول العربية بدون مجاملات سياسية .. أو صوراً تذكارية.!!