شيء محزن للغاية أن يصير الإعلام المصري بهذا الوهن بعد ثورة وتصحيح في مسار الحياة في مصر، ورغم رفع القيود والخطوط بألوانها الحمراء والصفراء وأصبح اللون الأخضر هو العام الذي يسود كل الوسائط الإعلامية فلا خط أحمر علي الإطلاق أمام أي إعلامي أو جهاز إعلام إلا مصلحة مصر العليا!!، والتي تتمثل في شعبها وجيشها العظيم! شيء محزن أن نري الشاشة في التليفزيون المعروف بالقومي أو الوطني المملوك للشعب، بهذا القدر من التباطؤ، والوهن، وعدم المهنية من مقدمي أشهر البرامج بعد أن أثير أقاويل وحجج واهية عن شباب وشابات «زي الفل» لا ينكر أحد مهنيتهم أو حتي وطنيتهم لكي تحرم منهم الشاشة والشعب! ولاشك بأن ما يحدث في الإعلام المرئي والمسموع يحتاج إلي إدارة سياسية محترمة وليست شخصيات مثل «الجيلي» لا ممسك لها ولا قوام، ولا فكر، ولا اري، ولا حتي مالكين لأدوات الإدارة التي يحصل عليها خريج بكالوريوس في الإدارة من الجامعات المصرية!! للأسف الشديد! وهذا ليس قصوراً في عدم وجود شخصيات لتولي مثل هذه المناصب أو القيام بهذه الأدوار، ولكن العيب كله فيمن يختار، اسالني «عن من أختار» وأنا أقول لك- نتيجة الاختيار قبل إجراء الاختبار أو الممارسة! وكان هذا هو العيب الأكبر في النظام السابق، «من اختار من»، مجرد سؤال والإجابة عليه في منتهي السهولة والنتيجة واضحة وأكيدة وهذا ما حدث في مصر، علي طول التاريخ للنظام السابق، ثلاثين عاما، اختيارات سلبية لكل مسئولي قطاعات الدولة. حينما تقدم الخائبون والمعتوهون وناقصو الكفاءة، والفاسدون أحيانا، وكلها مقصودة حتي إن النكتة التي خرجت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتصريح أكبر مسئول في المخابرات «الكي - جي - بي» بأنه كان خائنا لبلاده بطريقة وحيدة وهي حينما يرشح أحد المسئولين لتولي قطاع في الدولة، يأتي الترشيح بأسوأ الشخصيات، وهنا أصبح النظام كله في عشرات السنوات فاشلاً وساقطاً وسيئاً!! ومازال هذا المثل أو النكتة قائمة في بلادنا، وللأسف مستمرة حتي بعد قيام ثورة 25 يناير! لم نجد شاباً من شباب الثورة في موقع من مواقع الإدارة في الدولة!! لم نجد شابا من شباب الثورة في مقدمة الإعلام المصري المرئي أو المسموع، فكلهم جاءوا كضيوف لدقائق أو حتي ساعة من الزمن لكي يناقشوا خائبين أو مغمورين أو ناقصي المواهب والمهنية! ولعل بعد ثورة 25 يناير، وسقوط الحائط الوهمي الذي أقامه النظام السابق وحدد مناطق باللون الأحمر وأخري باللون الأصفر. أصبحت المهنية هي العامل المشترك بين كل وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، فما هو العذر لدي الوسائل المسماه بالقومية «ملك الشعب» لكي تبرز وتناقش تلك الوسائل الخاصة «جرائد خاصة، تليفزيون خاص»!! لا إجابة عن هذا السؤال إلا بأن من يدير هذا القطاع القومي ليس علي مستوي المهنة، وليس علي مستوي المسئولية، التي تفرضها الظروف القائمة والحياة الجديدة التي يرفرف عليها ظلال الحرية!!