● شتان بين ما حدث عام 1967 و1973، فالأبطال الذين هزموا، لأنه لم تتح لهم فرصة القتال بشجاعة، هم أنفسهم الذين انتصروا ومحوا آثار الهزيمة، والدبابات التي تحترق فوق رمال سيناء، هي دبابات الجيش الإسرائيلي الذي زعموا أنه لا يهزم، وصور القتلي للجنود الإسرائيليين. الله أكبر، وطوابير من الأسري الإسرائيليين، يجلسون علي الأرض، وأيديهم فوق رؤوسهم، وفي صدارتهم عساف ياجوري، وكانت حرب أكتوبر المجيدة هي المحرض لإيقاظ الروح العظيمة للشعب المصري، الذي تحمل الأهوال، انتظاراً ليوم الانتصار العظيم. ● الجيش المصري لا تكسره نكسة، وقبل مرور أربعة أشهر ونصف علي هزيمة يونيو، وبالتحديد في 21 أكتوبر 67، انشق البحر عن صاروخين مصريين، حرقا مدمرة "إيلات"، وتهاوت في أعماق البحر، لتزيح مرارة الهزيمة، وكانت المرة الأولي التي يستخدم فيها الجيش المصري صواريخ من هذا النوع. ● حرب الاستنزاف.. عنوانها: " مصر لا تعرف الهزيمة "، وفي ست سنوات فقط، استطاع المصريون إعادة بناء جيشهم، وكانت إسرائيل تتصور أنها حققت النصر النهائي، ففوجئت بروح قتالية تزلزل أسطورة الجيش الذي لا يهزم. ● جولدا مائير، مذعورة وباكية، وتوقظ وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر من النوم :"أنقذونا، سيناء تكاد أن تضيع"، فرد عليها بعد صمت: "أخشي أن إسرائيل نفسها قد تضيع". وفتحت الولاياتالمتحدة مخازن السلاح، وأنشأت أكبر جسر جوي في الحروب، ينقل الدبابات والصواريخ والمدرعات رأساً إلي سيناء، وأحدث الأسلحة التي لم يستخدمها الجيش الأمريكي نفسه، لإنقاذ إسرائيل. ● عاش المصريون نشوة الانتصار، واستعادة الكرامة الوطنية، بعد أن تجرعوا مرارة الهزيمة وهوان الانكسار، والمصريون بالذات، أرضهم هي عرضهم ولا يذوقون النوم، إذا كان شبر من أراضيهم تحت الاحتلال، ولا يغفلون إلا إذا عاد لأحضان الوطن. ● سلام الشرفاء.. نهاية الحروب هي السلام، وفي غرف التفاوض تتحدد التنازلات وفقاً لأرض المعركة، ولم تتنازل مصر المنتصرة عن شبر واحد من أراضيها، وتسلحت بالقوة والصبر، لمواجهة مناورات عدو مراوغ، كان يراهن علي خلع عينيه، ولا يترك شبراً واحداً من الأرض. ● الجيش العظيم هو "ظهر" مصر، لا يرفع سلاحه إلا في وجه أعدائها، ولا يطلق رصاصة واحدة تجاه مصري، ويخرج مارداً في الأزمات للدفاع عنها، وصيانة أمنها واستقرارها، وأدي مهمته المقدسة في الحفاظ علي الدولة بعد أحداث يناير، ولم يسمح بانهيارها. حاولت جماعة الشر أن تنال منه، فكانت غضبة المصريين غير مسبوقة في التاريخ، حين ذهب المعزول إلي استاد القاهرة، لمحاولة السطو هو وأهله وعشيرته علي انتصار أكتوبر، وسقط الإخوان في اللحظة الحاسمة، التي ركب فيها المعزول سيارة السادات. ● الجيش المصري هو الأقوي الآن في الشرق الأوسط، وزادت قدراته القتالية والتسليحية أضعافاً، وأصبحت ذراعه الطويلة قادرة علي ضرب من يفكر في المساس بسيادتها وثرواتها، ويقود الآن حرباً مقدسة أخري لتطهير سيناء من دنس الإرهاب. ● جيش مصر لا يعرف الهزيمة، ويتصدي أبطاله لبناء الدولة المصرية الحديثة، التي نباهي بها الأمم، دولة تقف علي قدميها ولا تمد يدها لأحد، ولا يشمت فيها عدو أو صديق.