» السوق لا يتعرض لفقاعة أوبالونة عقارية وما يحدث هومجرد حالة تباطؤ تكررت عدة مرات خلال الثلاثين سنة الماضية ولم يحدث انهيار، وفي كل مرة يعود السوق بعدها للانتعاش من جديد ويصحح نفسه، والأسعار لم تنخفض مع تغير الظروف التي مرت بها مصر » .. يعني لا فقاعة ولا يحزنون ! هكذا انتهي رأي أحد الذين دعتهم د. عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية وطرحت أمامهم سؤالاً في منتهي الأهمية يقول : هل تدخل مصر في فقاعة عقارية تهدد الاقتصاد ؟ وهوسؤال كان فرصة لكي يعبر كل خبير عن وجهة نظره، ولعل الرأي إياه لصاحبه المهندس هشام شكري رئيس مجموعة رؤية القابضة للاستثمار العقاري كان موضع تعليق من د. عبلة بقولها إن صحة القطاع العقاري لا تتمثل في عدم انخفاض أسعاره بالرغم من الأزمات ولكن في قدرته علي تحقيق المستهدف بتلبية احتياجات المواطنين من السكن بأسعار مناسبة، ليعود شكري مدافعا عن رأيه مؤكدا من جديد أن السوق سوف يصحح نفسه بنفسه وهناك احتياج حقيقي لبناء المزيد من الوحدات الإدارية والتجارية والصحية في ضوء توجه العديد من صناديق الاستثمار لضخ أموال في هذا القطاع بمصر وقال إن مظاهر الفقاعة تتمثل في زيادة العرض عن الطلب وهو أمر غير موجود في مصر، وأشار إلي أن » هوجة » الإعلانات العقارية هي السبب في حالة » الخضة » من حدوث فقاعة، وعموما فإن الاقتصاد غير الرسمي يعتبر أكبر مصدر لشراء العقارات وكذا المصريون بالخارج الذين تحسنت قدراتهم الشرائية بعد تعويم الجنيه، وهو ما يحتم الاهتمام بتصدير العقارات فالأرقام تشير إلي أن حجم التصدير العقاري في العالم يبلغ 300 مليار دولار سنويا، كما أن دول مثل اليونان وتركيا تصدركل منها عقارات بما يتراوح بين 17 و20 مليار دولار سنويا، بينما مصر لاشئ، والحاجة ملحة أيضا لخفض أسعار الأراضي لكونها تمثل ما يتراوح بين 40 و50 % من مكونات العقار .. وهوالأمر الذي تناوله المهندس حسين صبور الرئيس الشرفي لجمعية رجال الأعمال المصريين بقوله إنه رغم الأسعار المبالغ فيها للعقارات فإن المطورين لا يحققون هوامش ربح غير تقليدية لأن سعر الأرض يمثل 40 % من التكلفة بخلاف ارتفاع أسعار مواد البناء بعد تعويم الجنيه . واقترح صبور علي الدولة أن » تشيل يدها من أراضي البناء » وأن يقتصر دورها علي الرقابة مستشهدا بمقولة للراحل عثمان أحمد عثمان الذي قال إن الحكومة صانع سيئ وتاجر أسوأ ! .. وأشار صبور إلي احتمالات حدوث الفقاعة فقال إن الدخلاء علي المهنة كثيرون مثل الذين لا يطلبون مقدمات من أسعار الوحدات السكنية ويقسطون الثمن علي سنوات طويلة للغاية، وهؤلاء ربما تنفجر الفقاعة في وجوههم .. إما يفشلون أويهربون، أما » إللي فاهمين شغلهم » فالفقاعة لن تقترب منهم !